تتسارع وتيرة التعاون المصري الليبي في مواجهة التنظيمات والميليشيات المسلحة، لا سيما تنظيم داعش، الذي أعدم 21 مصرياً على سواحل مدينة سرت. وتكثف مصر تعاونها العسكري مع الجيش الليبي، من أجل القضاء على التنظيمات الإرهابية، وتطهير ليبيا من الميليشيات المسلحة، في الوقت الذي يقف فيه المجتمع الدولي صامتاً مغلول الأيدي أمام هذا التوحش.&
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في إطار التعاون العسكري بين مصر وليبيا، يزور مصر&وفد رسمي ليبي برئاسة عبد الله الثني رئيس الحكومة، والتقى وزير الدفاع المصري الفريق أول صديقي صبحي، نظيره الليبي مسعود رحومة، لبحث الحصول على مساعدات عسكرية ولوجستية من القاهرة، لدعم الجيش الليبي في حربه ضد الإرهاب. كما استقبل صبحي نظيره الليبي، في مقر وزارة الدفاع المصرية.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري العميد محمد سمير، إن "اللقاء تناول بحث تطورات الأوضاع والعلاقات الثنائية بين مصر وليبيا خلال الفترة الراهنة ودعم مجالات التنسيق والتعاون الأمني، لتحقيق المصالح المشتركة بين الجانبين، كما تناول اللقاء تبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين فى مختلف المجالات، خاصة فى مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة". وأضاف أن رئيس أركان الجيش المصري الفريق محمود حجازي وعدد من كبار قادة القوات المسلحة حضروا اللقاء.
&
الضربات المصرية
بينما قال رئيس الوزراء عبدالله الثني، إن الضربات المصرية ضد تنظيم داعش في ليبيا سوف تتكرر، وأضاف في تصريحات له أن "الضربات التي وجهها سلاح الجو المصري في العمق الليبي كانت الأولى من نوعها، مشيرا إلى أن "هناك ضربات جديدة ضد معاقل داعش في ليبيا".
وأوضح أن "أعقب هذه الجريمة (إعدام المصريين في ليبيا) تنسيق كامل مع الجانب المصري، والقيادة العامة للجيش الليبي ورئيس أركان الجيش، ورئيس أركان السلاح الجوي، لتخرج الضربات الجوية لمعاقل داعش في سرت". وتابع: " كلما كان هناك خطر وتهديد ستكون هناك ضربات جوية (مصرية) لهذه المجموعات بتنسيق كامل بين مصر وليبيا".
ولفت إلى أن "ضربات السلاح الجوي المصري جاءت بشكل دقيق وكانت الحكومة الليبية على علم إلى أين توجه هذه الضربات، كما شاركت طائرات ليبية في توجيه هذه الضربات الجوية".&
ونفى وقوع انتهاكات أو سقوط قتلى مدنيين أثناء الضربات المصرية، وقال إن "الغرض من تلك الإدعاءات هو إضعاف وحدة الصف وأن مصيرنا واحد وقدرنا واحد، وبالتالي علينا أن نتعاون على مختلف المستويات ونعمل على ما فيه صالح ولا ننظر لمن يهلل ويصفق وإصدار التصريحات".
&
دعم لوجستي
ووفقاً للخبير العسكري محمود سعيد، فإن مباحثات الوفد الليبي شملت الحصول على دعم لوجستي، من خلال تقديم الإستشارات العسكرية للجيش الليبي، وتدريب القيادات والضباط والمشاركة في وضع الخطط على الأرض. وأضاف لـ"إيلاف" أن هناك رغبة مصرية في مساعدة الجيش الليبي على التصدي للجماعات الإرهابية، بدلاً من التدخل المباشر، سواء بالقوات الجوية أو البرية. ولفت إلى أن ليبيا طلبت من مصر استمرار الضغوط السياسية سواء على مستوى الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية، من أجل رفع حظر تصدير السلاح إلى الجيش الليبي، ومده بالأسلحة اللازمة، ومنها الطائرات أو غيرها من الأسلحة النوعية.
التعاون المصري الليبي
التعاون المصري الليبي يأتي إنطلاقاً من رغبة مصر في حفظ أمنها القومي، لا سيما أن إضعاف ليبيا وجعلها ساحة للإرهاب، هو محاولة من أجل تهديد الأمن القومى المصري. وقال مستشار الجيش الليبي السابق، رمزي الرميح، لـ"إيلاف" إن أمن ليبيا هو أمن مصر بالدرجة الأولى. وأوضح أن الزيارات المكوكية للمسؤولين الليبيين، والمصريين تتم فى هذا الاطار، وهذا يتبلور فى الاتفاق الذى عُقد بين الحكومة الليبية الشرعية المتمثلة في عبد الله الثني، رئيس الحكومة، وبين الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تتولى مصر بموجبها تدريب وتسليح الجنود والضباط الليبيين؛ لمنحهم القدرة على مواجهة الارهاب، وتعليمهم الفنون العسكرية والعلوم اللوجستية، وهي اتفاقية علنية وليست سرية. وقال إن: الجيش المصري هو أقوى جيش عربي، فمن غيره سيدرب جنودنا وضباطنا؟!
&
تخاذل دولي
واتهم الرميح المجتمع الدولى بالتخاذل في دعم ليبيا؛ بعد أن تدخل ضد معمر القذافي ودمرها وتركها فريسة للميليشيات المسلحة، وقال إن ضربات الناتو دمرت ليبيا، مشيراً إلى أن حكم جماعة الاخوان المسلمين، في مصر وسيطرتها على مقاليد الأمور في ليبيا إضافة إلى التدخلات من جانب مخابرات دول تركيا وقطر والسودان، ساهمت في تردي الأوضاع وجعل ليبيا بؤرة للتنظيمات الإرهابية. وأضاف أن كل ذلك يأتي من أجل نهب ثروات ليبيا النفطية.
واعتبر أن ليبيا وغيرها من دول المنطقة العربية، دخلت ضمن ما أسماها "موجة التقسيم والارهاب".
وقال محمد القايد، الناشط السياسي الليبي المقيم في القاهرة، إن هناك تعاونًا كبيرًا بين الجيشين المصري والليبي، مشيراً إلى أن التعاون يسمح للجيش المصري بتسليح نظيره الليبي، وتقديم الاستشارات العسكرية. وأضاف لـ"إيلاف" أن أكاديمية ناصر العسكرية العليا في مصر تحتضن الكثير من الضباط الليبيين، الذين يدرسون العلوم العسكرية، ويحصلون على تدريبات عالية لمواجهة الإرهاب. ولفت إلى أن هناك تعاونًا ودعمًا ملموسًا من جانب السعودية والإمارات أيضاً.
&
مطالبة بالدعم الدولي
واعتبر أن ضربات سلاح الجو المصري ضد معاقل تنظيم "داعش"، الارهابي في ليبيا، ليست تدخلا فى شؤون الدولة، خاصة أنها جاءت بالتنسيق مع الجيش الليبي، منوّها إلى أنها تعتبر تعاونًا مشتركًا بين الدولتين، مطالبا القوات الجوية المصرية والليبية، باستهداف معاقل الإرهابيين خارج المدن التى يوجد فيها عدد كبير من المدنيين.
وأعرب عن أمنياته أن يقدم المجتمع الدولي، ولا سيما منظمة الأمم المتحدة دعما "لوجستيا"، إلى الجيش الليبي، من خلال تزويده بالطائرات والذخيرة، أو تنفيذ ضربات جوية، لبؤر الجماعات الارهابية في ليبيا. ودعا إلى ضرورة تفعيل إتفاقية الدفاع العربي المشترك، معتبراً أنها البديل الأمثل للتدخل العسكري الدولي.
واتهم القايد دول تركيا وقطر والسودان وأميركا بالعمل ضد مصلحة الليبيين، وقال إن هذه الدول تعمل على تسليح الميليشيات فى ليبيا، مشيرا إلى أن تنظيم "داعش" &يسيطر على حقول النفط فى ليبيا، ويبيع المنتجات البترولية إلى دول أوروبا مباشرة.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الليبي، محمد الداير، إن التعاون العسكري بين مصر وليبيا، موجود منذ سنوات طويلة، مشيراً إلى أنه زاد بعد مقتل المصريين على أيدي داعش في ليبيا، مؤخراً. وأضاف في تصريح له، إن الجيش المصري يمدّ يد العون دائماً إلى ليبيا، ويعمل على إعادة إنشاء الجيش الليبي.&
&
&
التعليقات