اعتبر رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي الحرب ضد تنظيم "داعش" عراقية بدعم أميركي ودولي وأكد أن حماية العاصمة بغداد من أولويات التحالف الدولي.. بينما أشار وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي إلى أنّ بلاده تتلقى مساعدات تسليحية واستخبارية من اميركا وايران بشكل متوازن.. في وقت& أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في رسالة وجهها إلى العراقيين وقواتهم المسلحة أن النصر النهائي الكبير اصبح ملك أيديهم.

لندن: قال رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي في بغداد اليوم إن الحرب على تنظيم "داعش" هي حرب عراقية وأن الولايات المتحدة الأميركية تدعمها، مشددًا على أنّ هذا التنظيم سينتهي في العراق بسبب الجهود المشتركة من العراقيين وقوات التحالف الدولي. وأشار إلى أنّ هناك 20 بلدا يقومون بمساعدة القوات العسكرية العراقية وتزويدها بالاسلحة وتنفيذ الضربات الجوية.

وأضاف ديمبسي الذي بدأ زيارة إلى العراق الاثنين "نحن نضرب داعش في كل مكان ولدينا اولويات في الضربات الجوية اهمها حماية سد الموصل وسد حديثة والعاصمة بغداد والقواعد العسكرية". وقال إنه
يجب الاعتراف بأن الحرب على "داعش" هي حرب عراقية واميركا تدعمها وليس العكس "واذا ما طلب العراق الدعم الإضافي سنأخذ هذا الطلب&في الاعتبار".. مشيراً إلى أن "اميركا تلاحق داعش في اي مكان ولنا اولويات في طريقة ملاحقة الارهابيين".

وأوضح ديمبسي ان تنظيم "داعش" يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لكي يستقطب الجيل الجديد وتصدير ايديولوجيته وذلك لا بد من العمل على القضاء على ايديولوجيته وتجفيف منابعه وحماية هذا الجيل من هذا التنظيم المتطرف. وأكد ضرورة حماية الابرياء في المدن المحتلة والاثار العراقية.. وقال إن على العراقيين ان يفخروا بانتصاراتهم على داعش في بغداد وديإلى وباقي المناطق.

ومن جهته فقد أكد وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي ان القوات المسلحة العراقية تتلقى المساعدات الاميركية والايرانية بالسلاح والمعلومات الاستخبارية على نحو متوازن، مشددا على أنّ العراق لن يكون جزءا من الصراعات العالمية بين البلدان وهو بلد مستقل. وقال إنه وديمبسي توصلا إلى حلول جيدة في مجال التعاون الامني والعسكري في الحرب ضد عصابات "داعش".

وأوضح أنه عندما احتل " داعش" بعض المدن العراقية كان وضع الجيش العراقي حرجا جداً ولذلك طلبنا مساعدة الاصدقاء ونحن نتعامل مع الدول ان كانت اميركا او ايران من خلال الدولة العراقية.. مشيراً إلى أنه تم التوصل إلى اتفاقات مهمة مع قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.

وأضاف أن لحشد المتطوعين دورا واضحا في تحرير مناطق محافظتي ديإلى وصلاح الدين مع ابناء العشائر المتواجدة هناك وقال إن "سامراء كانت محتلة من قبل داعش بنسبة 82٪ اما الان فاصبح 78٪ من سامراء بيد قواتنا البطلة".. موضحا أن 1200 شخص من اهالي سامراء يشاركون حالياً ضمن الحشد الشعبي لتحرير مدينتهم من تنظيمات "داعش".

وشدد العبيدي على ضرورة وجود تعاون دولي بإشراف من الامم المتحدة لاعادة اعمار المدن والمناطق التي يتم تحريرها من عصابات داعش لتلافي مأساة انسانية.. مشيراً إلى أنه يجري العمل الان على تهيئة مستلزمات المعركة من اجل التوسع في العمليات العسكرية.

وفي وقت لاحق اليوم سيبحث الجنرال مارتن ديمبسي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تطورات المعارك الجارية حاليا ضد تنظيم "داعش" في محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) والتقدم الذي تحرزه القوات العراقية ومتطوعو الحشد الشعبي وابناء العشائر نحو عاصمة المحافظة تكريت لاستعادة السيطرة عليها من "داعش". كما سيناقش الاستعدادات الجارية لتنفيذ الهجوم المرتقب في مدينة الموصل (375 شمال بغداد) المنتظر خلال الشهر المقبل لتحريرها من التنظيم الذي احتلها في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي.

وقبيل وصوله إلى بغداد قال ديمسبي ان القوات العراقية والحشد الشعبي سيرغمان تنظيم "داعش" على الخروج في المعركة التي تدور حول تكريت. واعتبر انه من الخطأ تكثيف الضربات الجوية للائتلاف الدولي على تنظيم الدولة الاسلامية. ودعا في المقابل إلى اعتماد ما اسماه "الصبر الاستراتيجي" في المواجهة مع هذا التنظيم في العراق وسوريا. وقال إن القاء كميات كبيرة من القنابل على العراق ليس الحل مضيفا “"علينا ان نكون دقيقين جدا في استخدام قوتنا الجوية". وحذر من ان زيادة وتيرة الغارات ستزيد المخاطر على السكان المدنيين وستصب في مصلحة الادبيات الجهادية.

وأشار الجنرال ديمبسي إلى أنّ وتيرة الضربات الجوية تبقى مرتبطة بقدرات الجيش العراقي على الارض ورغبة الحكومة العراقية بالتصالح مع السكان العرب السنة الذين يتوجسون من القوات العراقية التي يعتبرون ان الشيعة يهيمنون عليها.

وسبق للجنرال مارتن ديمبسي ان زار بغداد في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وأكد حينها أن القادة الأميركيين يستعدون لتوسيع مساعدة الولايات المتحدة للقوات العراقية التي تحارب تنظيم "داعش".&
&
العبادي للعراقيين وقواتهم: النصر النهائي اصبح ملك ايديكم

أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في رسالة وجهها إلى العراقيين وقواتهم المسلحة اليوم قائلا " ان النصر النهائي الكبير اصبح ملك أيديكم وشعوب المنطقة والعالم بأجمعه ينظرون اليكم بإعجاب.

وأضاف العبادي القائد العام للقوات المسلحة لمناسبة بدء اسبوع دعم القوات الامنية الاثنين "اوصيكم بان تكون عزيمتهم وهويتهم وغيرتهم العراقية هي الدافع والوازع في تعاطيهم مع قضايا وطنهم وفي محاربتهم الإرهاب الذي يهدد مصيرهم ومستقبلهم وعدم تغليب انتماءاتهم الضيقة مهما تكن على تلك الاعتبارات السامية".

وخاطب المقاتلين بتهنئته قائلا "إنكم وحّدتم العراق والعراقيين، وهاهو شعبكم بكل مكوناته، وبكل ألوانه واطيافه التي التقت على ارض وادي الرافدين منذ آلاف السنين، كلهم متضامنون معكم ويفتخرون ببطولاتكم وبكل قطرة دم تسيل دفاعا عن الوطن، وبكل نصر تحققونه، ويفرحون لكل هزيمة تلحقونها بداعش".

وأشار إلى أنّ "النصر النهائي الكبير اصبح ملك أيديكم وشعوب المنطقة والعالم بأجمعه ينظرون اليكم بإعجاب وان تجربة توحّد الجيش والشعب هي مثال يحتذى به ودرس كبير وعنوان بارز، وستنتصرون بعون الله - وانتم الآن منتصرون - لأن شعبكم يقف معكم وقفةً بحجم العراق".

وتابع بالقول "اؤكد لكم أن كل بقعة ارض تتوجهون اليها ستتحرر وان كل عدوّ يقف امام زحفكم سينهزم وان كلّ من يتواطأ مع عدوكم ويقف ضد ارادتكم بالفعل او بالقول لن يجني الا الخيبة والخسارة موصيا اياهم باعتباره "القائد العام للقوات المسلحة وجنديا من جنود العراق.. بأن تكون العزيمة عراقية.. والهوية عراقية.. والغيرة عراقية.. حب العراق يجمعنا لأنه هويتنا.. وليس انتماءاتنا الضيقة.. فكونوا كما انتم وكما عهدناكم عراقيين اصلاء منتفضين لهذه البلاد العريقة ولشعبها العراقي الأصيل".

وشدد بالقول "انكم تقاتلون وتضحون من اجل تطهير ارضكم من رجس داعش وتحرير الانسان من ظلم داعش ويبقى هدفكم الأسمى هو فك أسر ابناء شعبكم واخوتكم واخواتكم وامهاتكم في المحافظات والمدن المغتصبة الذين ينتظرون بشائر وصولكم لأنها لحظة الخلاص ولحظة العودة إلى حضن الشعب والوطن.. انكم تقطفون اليوم ثمار صبركم وصمودكم وتضحياتكم لقد اوفيتم لله ولوطنكم ولشعبكم وسيبقى هذا الشعب العظيم يؤازركم حتى القضاء على آخر اوكار الارهاب والجريمة، وحتى نحتفل معا بالنصر الكبير الذي ستشرق شمسه الساطعة على ارض العراق".

وقال العبادي في ختام رسالته "تحية لشهدائنا وجرحانا، صناع النصر الحقيقي وتحية لعوائلهم العزيزة وتحية للمقاتلين والمجاهدين الشجعان السائرين على درب الشهادة والانتصار في مختلف الصنوف والتشكيلات".

وكانت بدأت في الاول من الشهر الحالي العمليات العسكرية لتحرير بقية محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم "داعش" حيث تمكنت القطعات العسكرية المدعومة بمقاتلين من الحشد الشعبي والعشائر من إحراز تقدم لافت في أكثر من محور وتواصل اقترابها من تكريت.