يقول خبراء إن مبايعة حركة بوكو حرام لتنظيم "الدولة الإسلامية" يمكن أن تكون لمجرد الدعاية على المدى القصير، لكن ذلك يمكن أن يتغيّر. وكانت المبايعة التي تمت عبر تسجيل صوتي بثه زعيم الحركة أبو بكر شيكاو السبت، متوقعة منذ فترة.


إيلاف - متابعة: في الاسبوع الماضي، نشر الجهاديون النيجيريون تسجيل فيديو يظهر فيه ما يبدو انها عملية لشخصين. وبدت طريقة التنفيذ والاخراج المتقن للتصوير شبيهة الى حد كبير بأعمال التنظيم الجهادي. وهذا ما يثير قلق الخبراء حول وجود علاقات اعمق بين التنظيمين.

تمدد إعلاني
وقال بيتر فام، مدير برنامج افريقيا لدى اتلانتك كاونسيل في واشنطن، "انه امر يتطور منذ تسعة اشهر على الاقل". واضاف أن "المجموعتين بحاجة إلى ضربة دعائية من اجل رفع المعنويات، لانهما تعانيان من نكسات في حملتيهما العسكريتين".

وبعدما اجتاح تنظيم الدولة الاسلامية بسهولة مساحات شاسعة من الاراضي في العراق وسوريا في العام الماضي، توقف تقدمه بفضل مقاومة القوات المحلية بدعم من الولايات المتحدة وايران. وتابع فام: "بالنسبة الى تنظيم الدولة الاسلامية، فإن الامر فرصة ليظهر فيها بأنه لا يزال في طور التوسع، ولتعزيز هالة الحتمية المحيطة به. انه انتصار دعائي، وكل ما يتطلبه الأمر كاميرا واتصال انترنت". ويعتبر التوسع الميداني المستمر امرًا حيويًا للتنظيم، الذي يعتمد شعار "باقية وتتمدد".

واعتبر ايمن التميمي من منتدى الشرق الاوسط للابحاث أن التنظيم "لم يحقق أي (تمدد) يذكر في العراق وسوريا في الاشهر الماضية، وعليه فانه سيستفيد من التركيز على الدعاية... بينما بوكو حرام ستستفيد خصوصًا لجهة الحصول على دعم مادي ومزيد من العناصر".

الانصهار ضربة
ويفرض التنظيم، الذي اعلن في حزيران/يونيو الماضي اقامة الخلافة، نفوذه في 25 محافظة في الوقت الحالي، اطلق عليها اسم "ولايات" في سوريا والعراق وليبيا واليمن والجزائر والسعودية ومصر وافغانستان وباكستان. ولم تعلن بوكو حرام بعد ما اذا كانت تريد أن تصبح ولاية تحت سلطة تنظيم الدولة الاسلامية، لانه يمكن أن يعتبر بمثابة تراجع في سلطة قادتها.

وقال مورتن بواس، الاستاذ في جامعة اوسلو، إن "بوكو حرام اعلنت اقامة خلافة على الاراضي التي تسيطر عليها، ولا يمكن أن تكون هناك خلافتان". وكانت الحركة اعلنت مبايعة تنظيم القاعدة قبل سنوات عدة، لكن من دون أن يؤدي ذلك الى تبعات ملموسة على الارض. واضاف بواس أن "بوكو حرام تستغل هذه المبايعة لتبدو اكثر قوة مما هي عليه فعلاً".

تواصل منقوص
وقال: "انهم بارعون في جعل الناس يخافون منهم. لقد استولوا على مناطق، لأن الجنود النيجيريين العاديين خافوا، ولاذوا بالفرار. وهذا السلاح الافضل لحركة مثل هذه". لكن وعلى المدى الطويل، فإن اعلان المبايعة يمكن أن يتحول الى امر اكثر رسوخًا، من شأنه تعزيز المجموعتين، خصوصاً اذا تمكنت بوكو حرام من اقامة علاقات مع مجموعات أخرى تابعة للتنظيم، في ليبيا مثلاً".

ومع أن بوكو حرام استخدمت شبكات تهريب اسلحة جعلتها على اتصال مع ناشطين في ليبيا ومناطق اخرى من شمال افريقيا، الا انها لم تقم بأي علاقات مباشرة حتى الآن. وهذا الامر يتناقض مع الجهاديين في شمال أفريقيا والشرق الاوسط، الذين غالبًا ما يتنقلون بين مناطق نزاع، ليقيموا علاقات اكثر متانة، والقتال معًا في نزاعات مختلفة.

وقال فام: "ليس هناك مثل هذه الاتصالات الموجودة مسبقًا في ما يتعلق ببوكو حرام". الا أن اعلان المبايعة "يمكن أن يعد الارضية امام نوع من التعاون بين بوكو حرام وتنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا"، بحسب بواس. وختم بالقول "وهذا يمكن ان يكون خطيرًا فعلاً".
&