تعتزم "بي بي سي" اطلاق خدمة جديدة موجهة الى كوريا الشمالية بهدف إعطاء 25 مليون كوري يعيشون في ظل النظام الشمولي بديلا من دعاية الزعيم كيم جونغ اون التي تُضخ لهم على مدار الساعة.


عبدالإله مجيد من لندن: تدرس الخدمة العالمية في "بي بي سي" ما يتطلبه فتح قناة اخبارية خاصة تخترق المنع الذي تفرضه بيونغ يانغ على محطات البث الأجنبية في خطوة يمكن ان تؤدي الى مواجهة بينها وبين النظام الحاكم في كوريا الشمالية.

وتعيد الخطة الى الأذهان البرامج الغربية الموجهة الى الاتحاد السوفيتي ودول الكتلة الشرقية خلال الحرب الباردة عندما كانت "بي بي سي" وراديو اوروبا الحرة وصوت اميركا كلها تبث برامجها الى المستمعين من وراء الستار الحديدي.&

ويتوقع مراقبون ان تثير قناة بي بي سي الموجهة الى كوريا الشمالية رد فعل شديدا من بيونغ يانغ يمكن ان يؤدي الى استهداف السفارة البريطانية في العاصمة الكورية الشمالية باحتجاجات أو حتى الى غلق السفارة.

كما انها يمكن ان تعرّض بريطانيا لهجمات الكترونية من تدبير كوريا الشمالية كتلك التي استهدفت شركة سوني للافلام بسبب فيلم "المقابلة" الذي يسخر من الزعيم كيم جونغ اون.

وكانت هذه الحسابات وراء استبعاد بي بي سي في السابق اطلاق خدمة إذاعية موجهة الى كوريا الشمالية قائلة في حينه ان مثل هذه الخدمة "لن تكون مجدية أو قادرة على البقاء".&

واعترض مسؤولون كبار في وزارة الخارجية البريطانية على الفكرة وقتذاك خشية ان يسُتدعى السفير البريطاني في بيونغ يانغ باستمرار لإسماعه محاضرات من التعنيف والتوبيخ.&

ولكن ضغوط مجلس العموم ومجلس اللوردات وتنامي قلق المجتمع الدولي بشأن انتهاكات حقوق الانسان في كوريا الشمالية أدت الى عدول بي بي سي عن ترددها السابق.&

وقال متحدث باسم "بي بي سي" لصحيفة الديلي تلغراف ان المؤسسة "تدرس إنشاء خدمة اخبارية جديدة لشعب كوريا الشمالية رغم وجود حواجز كبيرة مثل عدم امكانية الدخول على الانترنت والقيود الشديدة على ما يُسمح بمشاهدته والاستماع اليه".&

ولدى عدد من البلدان برامج موجهة الى كوريا الشمالية بينها اذاعة كي بي أس الكورية الشمالية وصوت اميركا وراديو آسيا الحرة الممولتان من الولايات المتحدة.

ويرى مراقبون ان خدمة "بي بي سي" الجديدة ستكون اضافة مهمة لأن كوريا الشمالية كانت تاريخيا تعتبر بريطانيا "محايدة" على النقيض من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اللتين ليس لديهما تمثيل دبلوماسي في بيونغ يانغ.

وكانت السفارة البريطانية فُتحت في بيونغ يانغ عام 2001 وهي واحدة من السفارات الغربية القليلة في المدينة.

ويمكن لإطلاق خدمة "بي بي سي" الموجهة الى كوريا الشمالية ان يضعها في موقف صعب ولكنّ مؤيدي الخطة يقولون إن السفراء الغربيين في بيونغ يانغ اصلا لا يستطيعون الوصول الى الحلقة الداخلية للنظام وبالتالي فإن الخسارة ستكون محدودة إذا أُغلقت السفارة بسبب الخدمة الجديدة.

ومن المتوقع ان تبث خدمة "بي بي سي" الجديدة برامجها باللغة الكورية وليس الانكليزية وان يغطي البث كوريا الجنوبية ايضا.