لا حل عسكريًا في سوريا. هذا الرأي ينال إجماعًا دوليًا، بخلاف الحل السياسي، الذي لا تنال تفاصيله إجماعًا، مع بوادر التغير في الموقف الأميركي.


بهية مارديني: ينعقد في برلين اجتماع جديد لمجموعة أصدقاء سوريا، وسط حالة من الجمود على مسار الحل السياسي، وتوقعات بتغيير الخطة الدولية لتجميد القتال في حلب بعد رفض المعارضة لها.

وأعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض اليوم أن الدكتور خالد خوجة، رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض، يبدأ زيارة رسمية إلى ألمانيا غدًا الثلاثاء، يلتقي من خلالها فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني، ويشارك في اجتماع أصدقاء سوريا.

حالة جمود
من المتوقع أن يطرح خوجة خلال لقاءاته في برلين إلى جانب دعم المعارضة وتوحيدها والملفين الميداني والسياسي ملف الجوازات السورية ووثائق السفر الموقتة التي يمكن أن تمنحها الامم المتحدة للسوريين.

كما يشارك الدكتور خوجة في اجتماع مجموعة أصدقاء الشعب السوري في برلين "الكور كروب الاساسي الـ 11". يرافق خوجة في الزيارة الدكتور احمد طعمة الخضر، رئيس الحكومة السورية الموقتة.

واجتماع أصدقاء سوريا مهم بعد حالة الجمود، التي تلف الملف السوري، وبعد الحديث عن تغيير في السياسة الأميركية تجاه سوريا، بالتزامن مع انشغال الإدارة الأميركية بمفاوضاتها لتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، إضافة إلى حالة "الاستعصاء" في خطة الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا لتجميد القتال في حلب، التي باءت بالفشل بسبب رفضها من قبل الفصائل المقاتلة واعتبارها لا ترقى إلى المبادرة.

فشل الحل العسكري
كانت جريدة الحياة تحدثت نقلًا عن دبلوماسييين في نيويورك أن هناك تغييرًا في خطة دي مستورا. وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن إن خطة المبعوث الخاص إلى سوريا لتجميد القتال في حلب وصلت إلى طريق مسدود، ودي مستورا يميل إلى وضع نهج جديد، يقوم على مبدأ "من أعلى إلى أسفل"، بعد فشل نهجه "من أسفل إلى أعلى" كخطوة أولى للبناء على حل سياسي.

أضاف الدبلوماسي: "الحل العسكري في سوريا فشل، الأمر الذي يتطلب العودة إلى المسار السياسي، وهناك حاجة إلى تقاسم جزء من النظام السوري، لا تشمل الأسد في أي حل سياسي"، لافتًا إلى ضرورة طمأنة المكون العلوي من دون الحاجة إلى الأسد في ذلك.

لتغيير تدريجي
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز أخيرًا إن الدعم الأميركي لاثنين من المبادرات الدبلوماسية في سوريا يؤكد تغير وجهة نظر الولايات المتحدة حول كيفية إنهاء الحرب الأهلية هناك، والتراجع الهادئ في مطالبات الغرب بتنحي الأسد فورًا.

وأشارت إلى أن إدارة أوباما تحافظ على رؤيتها بأن الحل السياسي الدائم يتطلب خروج الأسد من السلطة. لكن مع مواجهتها الجمود العسكري، والجهاديين المسلحين تسليحًا جيدًا، وأسوأ أزمة إنسانية في العالم، تضطر الولايات المتحدة إلى السير جنبًا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية الدولية التي قد تؤدي إلى حدوث تغيير تدريجي في سوريا.

محاربة داعش
يأتي هذا التحول إلى جانب الإجراءات الأميركية الأخرى، التي يتخذها أنصار الأسد ومعارضوه دليلًا على أن واشنطن تعتقد الآن بأنه إذا تم خلع الأسد، فلن يكون هناك من يوقف انتشار الفوضى والتطرف.

وتلفت نيويورك تايمز إلى أن "الطائرات الأميركية تقصف الآن المتشددين من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، وهي تتشارك السماء مع الطائرات السورية. وأكد مسؤولون أميركيون للأسد، من خلال وسطاء عراقيين، أن الجيش السوري ليس من ضمن أهدافهم. ولا تزال الولايات المتحدة تدرّب وتجهّز المتمردين السوريين، لكن لمحاربة داعش في المقام الأول، وليس الحكومة.

تقاسم السلطة
كما رحبّت واشنطن علنًا بمبادرات الأمم المتحدة وروسيا، التي تؤجّل أي إحياء لإطار جنيف المدعوم من الولايات المتحدة، والذي دعا إلى نقل السلطة كاملةً إلى "هيئة حكم انتقالي". ويقول دبلوماسيون إطلعوا على الرؤية الروسية إنها تدعو إلى تقاسم السلطة بين الأسد وبعض المعارضة، وربما إلى إقامة انتخابات برلمانية تسبق حدوث أي تغيير في رئاسة الجمهورية.

وبحسب الصحيفة، هذه المقترحات الدبلوماسية تواجه تحديات خطيرة. فالعديد من حلفاء أميركا في المعارضة السورية يرفضون هذه الخطط، وليس هناك أي مؤشر إلى أن الأسد أو حلفاءه في روسيا وإيران، يشعرون بالحاجة إلى تقديم تنازلات. كما إن الجيش السوري الحر، المدعوم من أميركا، يسير على الحبال في شمال سوريا، والمتمردون مختلفون في ما بينهم حول الاستراتيجية العسكرية والسياسية.