تمت السبت الماضي عملية تبادل بين حزب الله والجيش السوري الحر في القلمون، سلم خلالها الحزب أسيرين من الحر، مقابل استعادة جثتي مقاتلين له سقطا في معركة في تموز (يوليو) الماضي.
بيروت: استعاد حزب الله رفات اثنين من مقاتليه، سقطا خلال معارك حصلت في تموز (يوليو) الماضي، بينه وبين فصيل عسكري تابع لـ "القطاع الغربي" في الجيش السوري الحر، وذلك عبر صفقة جرت بينه وبين لواء المعتصم، التابع للجيش الحر، توسطت فيها شخصيات لبنانية – سورية.
&
وسلم الجيش الحر حزب الله السبت الماضي رفات القتيلين محمد حسين برو (جواد) من جبيل، وطارف عبدو جبق من بلدة مقنة البقاعية، في إحدى مناطق القلمون، مقابل تسليم قياديين في لواء المعتصم، هما "أبو محمد" و "أبو صادق"، اللذان &اسرهما في معارك القلمون.
&
ونعى حزب الله كلاً من عباس نسيب حرز من بلدة مجدل سلم وسكان برج البراجنة، وحسن نمر الشرتوني من ميس الجبل، ومحمد فؤاد غنوي من حولا، وزيد سعيد من مجدل زون، وعلي الرضا اسماعيل من دير قانون راس العين.
&
تفاصيل المعركة
&
وفي تفاصيل إضافية عن عملية التبادل، نقل موقع "أورينت نت" المعارض عن "أبو المعتصم"، القائد العسكري للواء المعتصم، قوله: "في تموز (يوليو) الماضي، كان عدد من ثوار القلمون يرصدون نقاطًا بعيدة لحزب الله، ليتفاجأوا بتسلل عناصر قادمين من جرود نحلة، تحدثوا مع مقاتلينا على أنهم ثوار من المنطقة... وطبعًا الشباب لم يكترثوا للأمر، واقتنعوا بأنهم ثوار كون أقرب نقطة للحزب تبعد عنهم 5 كيلومترات، لكن سرعان ما تنبه أحد العناصر للأمر ونبّه رفاقه، فبدأ إطلاق نار بين المجموعتين، فأصيب عنصران من الجيش الحر هما أبو محمد وأبو الصادق، وتمكن عناصر الحزب من أسرهما".
&
أضاف: "لتحرير العنصرين اشتركنا مع فصائل أخرى في معركة كبدنا الحزب فيها العديد من القتلى، لكننا لم نستطع تحريرهما، وما إن حل ليل ذلك اليوم حتى تسللنا بمشاركة فصيل عسكري آخر من القلمون إلى منطقة معزولة بيننا وبين مقاتلي الحزب، تبعد عن مواقعه قرابة 900 متر، وتمكنّا من سحب جثتين لمقاتلين من مقاتليه قتلا في تلك المعركة، وبالرغم من السعار الذي أصاب مقاتلي الحزب باستهداف المنطقة التي سحبنا منها الجثث باستهدافها بقذائف هاون وطلقات شيلكان إلّا أن العملية تمت بنجاح".
&
خداع حزب الله
&
يتابع أبو المعتصم لموقع "أورينت نت": "بعد أيام، بدأ الحزب البحث عن جثث قتلاه من خلال عملائه في لبنان، وأرسل عبر وسطاء محسوبين على الحكومة اللبنانية لمعرفة المطالب التي نريدها لإعطائه الجثتين، بعد ضغط عائلتي القتيلين عليه لتسليمهما جثتي إبنيهما، وكان همه الأول هو الحصول على السوار العسكري، وهو قطعة معدنية تعلق في البزة العسكرية للمقاتل تحتوي اسمه ورقمه للتعرف عليه في حال مقتله، وكان الحزب يريد هذه القطعة ليعطيها لذوي القتيلين مع جثتين مشوهتين لإثنين من القتلى غير مطالب بهما، على أنهما لإبنيهما، فيتم دفن الجثتين من دون أن يراهما الأهل بذريعة أنهما مشوهتان، وهذا السوار المعدني يحتفظ به ذوو قتلى حزب الله لقبض تعويض كبير وراتب شهري عن ابنهم المقتول، وطبعًا رفضنا ذلك رغم أن الحزب عرض آلاف الدولارات لتسليمه هذه القطعة لإسكات عائلتي القتيلين بهما".
&
محاولة للشراء&
&
يضيف أبو المعتصم: "عندما لم ينجح الحزب في الحصول على السوار، لجأ إلى المال لشراء الجثتين، فبدأ بـ 50 ألف دولار، ووصل حتى 100 ألف دولار عن كل جثة، ورفضنا، وكان مطلبنا الوحيد هو الإفراج عن الأسيرين".
&
وبعد أشهر من المفاوضات، رضخ الحزب لمطالب الجيش الحر، وسلّم العنصرين ليتسلم الجثتين.
&
وأشار أبو المعتصم إلى أن هذه ليست العملية الأولى التي تتم فيها عملية تبادل بين الثوار وحزب الله في القلمون، سبقها أربع عمليات تبادل أُرغم الحزب على إتمامها في الفترة الأخيرة بسبب الضغط عليه وعدم تمكنه من تحرير جثث قتلاه لدى الثوار.
التعليقات