بين فقدان الامن والخوف من المجهول الذي يعيشه اهالي قضاء حديثة البالغ عددهم &100 الف نسمة ويعيشون على ضفاف نهر الفرات، &راح الجوع يفتك بهم ، حيث يشكون من نقص حاد في المواد الغذائية ولا مجيب لاستغاثاتهم ومناشداتهم ، فيما يرى البعض ان الوضع في المدينة بمثابة "كارثة إنسانية كبرى".&
&
بغداد :&لم يصدق الكثير من العراقيين خبر وفاة اشخاص من اهالي حديثة بسبب الجوع ، لانهم يؤمنون بالمثل الشعبي الدارج الذي يرددونه دائما (لا احد يموت من الجوع) ، لكن الحكايات التي اكدها اناس من هناك جعلتهم في حالة ذهول ، ومن ثم حملوا الحكومة العراقية هذه المسؤولية على الرغم من الاستغاثات التي اطلقها العديد من اهالي محافظة الانبار والتقارير الصحافية التي تؤكد ان الناس في حديثة يقتلهم الجوع ،لا سيما ان مدينة حديثة تعاني& حصارًا ظالمًا منذ عدة اشهر ادى الى نقص حاد في المواد الغذائية حتى أشيع ان بعض الاهالي باتوا يأكلون كل ما ينبت&من الارض !!.&
&
تحذيرات ولكن !!&
&
وحمّل مجلس محافظة الانبار &وزارة التجارة مسؤولية وفاة 10 مدنيين جوعاً في قضاء حديثة بسبب عدم وصول المواد الغذائية إلى هناك. وقال رئيس المجلس صباح الكرحوت : إن "10 مدنيين في قضاء حديثة توفوا بسبب الجوع".&
وحمّل الكرحوت "وزير التجارة مسؤولية عدم ايصال المواد الغذائية الخاصة بمفردات البطاقة التموينية الى قضاء حديثة وناحية البغدادي".&
&
وكان مسؤولون محليون قد حذروا في اكثر من مناسبة من وقوع "كارثة" انسانية في حديثة والبغدادي بسبب محاصرة تنظيم داعش الارهابي لهم، وقطع طرق الامدادات العسكرية والغذائية.&
&
وكان رئيس اللجنة الأمنية في قضاء حديثة &في محافظة الأنبار مبروك الجغيفي، اعلن قبل ذلك عن وفاة 15 طفلا فضلا عن نساء حوامل بسبب شدة الجوع الذي يعانيه سكان القضاء, مناشدا الجهات المسؤولة الإسراع بإرسال المواد الغذائية والصحية اللازمة لإغاثة مواطني القضاء.&
&وقال الجغيفي : إن "قضاء حديثة ينتظر تنفيذ وعود الغطاء الجوي لنقل المواد الغذائية والصحية"، مؤكدا أن "أهالي القضاء يعيشون حالة إنسانية صعبة نتيجة الأوضاع الأمنية والمعيشية القاسية".&
&وأكد أن "المجاميع الارهابية تحاصر القضاء من جميع الجهات"
&
الجوع كافر .. &
الى ذلك اكد الصحافي حسين رشيد &حقيقة ما يعانيه اهالي حديثة بسبب الجوع ، وقال : كم كنت مترددا في تصديق خبر وفاة عشرة أشخاص في حديثة بسبب الجوع، لكن من خلال اتصال هاتفي بصديق وصل أفراد عائلة شقيقتها بالأمس من حديثة أكد ذلك حيث يشكو الناس من نقص كبير بالمواد الغذائية. وما زال أهالي المدينة يصلون إلى بغداد عبر جسر جوي مع البغدادي. &
واضاف : ترى هل من الصعوبة ايصال كميات مناسبة من المواد الغذائية عبر طريق البغدادي / حديثة او عن طريق الطيران.&
&وتابع : يبدو ان الحكومة &غير قادرة على إيصال المواد الغذائية والإنسانية إلى حديثة مثلما تقوم بإرسالها إلى قواتها في المنطقة الغربية في قاعدة عين الأسد، مثلاً وغيرها".
&
الاوضاع مأسوية&
وأكد حميد مبارك ، من اهالي الرمادي ، ما يحدث في حديثة ،وقال : الاوضاع مأسوية بسبب استمرار المعارك في مناطق حديثة والبغدادي منذ اشهر ، ونحن نسمع ان الناس تحتضر من الجوع وان هناك من بقي كما يقال (جلد وعظم) وخاصة الاطفال الذين بحاجة الى غذاء جيد .&
&واضاف : لا بد ان تقوم الحكومة باجراءات فورية وعاجلة والا فأعداد الموتى من الجوع ستزداد ، واعتقد ان استمرار صمت الحكومة المركزية يجعلها مسؤولة امام الله وتتحمل مسؤولية كل فرد يموت .
&
متروكون للموت&
اما الصحافي حميد الفلوجي مراسل جريدة العالم الجديد فقد أكد ان اهل حديثة متركون للموت ، وقال : تُرك قضاء حديثة، الذي ظلَّ محاصراً لأشهر بسبب الهجمات المتكررة لتنظيم "داعش" للسيطرة عليه، للقدر الذي أخذ أوجهًا عدة، وليس آخرها الجوع.&
&واضاف : يشعر سكّان حديثة، الذين ضحّوا بنحو 500 شاب من ابنائهم في المعارك مع "داعش"، بأنهم متروكون للموت، إذ لم يصلهم الغذاء والعتاد، بالرغم من المناشدات المتكررة للمسؤولين والسكّان فيها منذ أكثر من شهرين بنفاد كل الأغذية في المدينة.&&
&ونقل الفلوجي &عن باسم ناجي، قائممقام حديثة السابق، قوله&&إن "جميع الطرق المؤدية إلى المدينة مقطوعة، وبقي منفذ واحد فقط بين حديثة والبغدادي المرتبطة بقاعدة عين الأسد الجوية، ولكن بكل أسف الحكومة تعتبر موضوع حديثة ثانويا تماماً رغم أن المدينة تستغيث منذ ثمانية أشهر ولا من مجيب"، مشيرا الى ان "الناس بدأوا يهجرون المدينة، ولكن بقي فيها من لا يمتلك القدرة على النزوح بسبب الفقر ونفاد المدخرات في هذه الظروف الصعبة".&
&
&يذكر أن &مدينة حديثة تعاني منذ ثمانية أشهر حصارًا شديدًا على ما يقرب من 100 ألف نسمة، ولم يدخل المدينة إلّا النزر القليل جداً من المواد الغذائية طيلة تلك الفترة.&
وكان معتمد المرجع الديني علي السيستاني قد كشف في 9 آذار / مارس الحالي، عن إقامة جسر جوي بين بغداد ومطار حديثة، مستخدما طائرات الهليكوبتر، بالاضافة الى أسطول بري يمتد لمناطق البغدادي وقاعدة عين الأسد لإيصال المساعدات الانسانية للمناطق المحاصرة&ومنها قضية حديثة.