شكلت نتائج دراسة جديدة مفاجأة بعدما نفت وجود عرق سلتي متميز في بريطانيا، وتؤكد ذات الدراسة أن الانكلو ساكسون لم يفنوا البريطانيين الذين عاشوا قبل 1500 سنة بل تخالطوا معهم.

أظهرت دراسة للمادة الوراثية انه لا وجود لعرق سلتي متميز في بريطانيا.&وبحسب النتائج التي توصلت اليها الدراسة من تحليل الحمض النووي، فإن ذوي الأصول السلتية في اسكتلندا وكورنول أقرب الى الانكليز منهم الى الجماعات السلتية الأخرى. &
&
كما تشير الدراسة الى وجود اختلافات وراثية متميزة في عموم بريطانيا تعكس هويات مناطقية. &
ومن نتائج الدراسة أن الانكلو ساكسون لم يفنوا البريطانيين الذين عاشوا قبل 1500 سنة بل تخالطوا معهم. &
&
وتوصلت الدراسة التي نُشرت في مجلة نيتشر العلمية الى هذه النتائج من تحليل الحمض النووي لنحو 2000 شخص، غالبيتهم قوقازيون متوسطو العمر يعيشون في انحاء بريطانيا. &
ولدى جميع الأفراد الذين شملتهم الدراسة أجداد يعيشون قريبًا منهم في منطقة ريفية.&
&
وأتاح هذا المعيار في الانتقاء للباحثين من جامعة اوكسفورد فصل فئة المهاجرين في القرن العشرين ودراسة انماط الهجرة قبل أكثر من 1000 سنة. &
وقال البروفيسور بيتر دونللي الذي شارك في رئاسة فريق الباحثين إن النتائج تبين انه رغم عدم وجود جماعة سلتية واحدة، فإن هناك أساسًا وراثيًا لوجود هويات مناطقية في بريطانيا.
&
وأوضح البروفيسور دونللي لبي بي سي "أن كثيرًا من التجمعات الوراثية التي نراها في الغرب والشمال مشابهة للتجمعات القبلية والممالك التي نشأت في فترة الغزو الانكلو ساكسوني أو بعدها مباشرة في مؤشر الى أن هذه الممالك حافظت على هوية مناطقية لسنوات طويلة". &
واجرى البروفيسور دونللي وزملاؤه مقارنة بين الأنماط الوراثية الآن وخريطة بريطانيا في حوالي سنة 600 بعد الميلاد، عقب وصول الانكلو ساكسون قادمين، مما يشكل اليوم جنوب الدنمارك وشمال المانيا، واحتلالهم مناطق واسعة من وسط انكلترا وجنوبها وقتذاك. &

أوجه شبه
وقال دونللي إن هناك اوجه شبه لافتة بين الأنماط الوراثية التي نراها الآن وبعض هذه الهويات المحلية والممالك التي نشأت في سنة 600 بعد الميلاد، "ونعتقد أن بعضها قد يكون من مخلفات التجمعات التي وجدت وقتذاك". &
&
وأكد البروفيسور مارك روبنسون، وهو آثاري يعمل مع كونللي في جامعة اوكسفورد، انه فوجئ بوجود مثل هذه الأنماط الوراثية المختلفة لدى جماعات سلتية في كورنول وويلز وايرلندا الشمالية واسكتلندا. &واضاف قائلاً لبي بي سي انه افترض في المراحل الأولى من المشروع أن يكون هناك عرق سلتي واحد من كورنول مرورا بويلز الى اسكتلندا، ولكن النتيجة جاءت مغايرة بكل تأكيد. &
&
وقال البروفيسور دونللي "إن اهل كورنول رغم إرثهم السلتي فهم أكثر شبهاً&الى حد بعيدا جدًا بأشخاص من مناطق أخرى في انكلترا منهم بأهل ويلز مثلاً". &
وتابع أن اهل جنوب ويلز يختلفون وراثياً عن اهل شمال ويلز، وكلاهما يختلفان عن الاسكتلنديين.&واضاف أن الباحثين لم يجدوا جماعة وراثية واحدة تتوافق مع التقاليد السلتية في الأطراف الغربية من بريطانيا. &
&
دليل وراثي
وتوفر نتائج الدراسة أول دليل وراثي يؤكد ما كان آثاريون يقولونه منذ فترة طويلة، وهو ان السلتيين يمثلون تقليدًا أو ثقافة وليس جماعة عرقية أو وراثية. &
ولاحظ البروفيسور روبنسون أن النتائج تسلط الضوء ايضًا على ما حدث خلال العصور المظلمة في بريطانيا ، خلال السنوات الواقعة بين سنة 400 وسنة 660 بعد الميلاد، في أعقاب رحيل الرومانيين. &إذ هُجرت مدن وتغيّرت اللغة في ما اصبح انكلترا الى الانكلو ساكسونية التي اصبحت الانكليزية لاحقًا، وتبدلت أطرزة الفخاريات وتغيّرت حتى الحبوب التي كانت تُزرع بعد وصول وافدين من جنوب غرب شبه الجزيرة الدنماركية وشمال غرب المانيا، أي الانكلو ساكسون. &
&
وتساءل بعض المؤرخين والآثاريين عمّا إذا حدثت هذه التغييرات نتيجة حلول الساكسون حصراً محل السكان الذين كانوا موجودين بعد هجرتهم غرباً. &وربما كان هذا سيحدث لو جاء الساكسون معهم بمرض، على سبيل المثال. &
واشار باحثون آخرون الى أن السكان الموجودين تخلوا بكل بساطة عن اساليبهم القديمة وتبنوا نمط الحياة الساكسوني. &
&
ويبين التحليل الجديد وجود مستوى متواضع من الحمض النووي الساكسوني يشير الى أن تجمعات سكانية اصلية من البريطانيين تعايشت وتخالطت مع الانكلو ساكسون لينتج عنهم الانكليز.&
ويبدو أن الدراسة تؤكد الرأي القائل بأن السلتيين احتفظوا بهويتهم في غرب وشمال انكلترا، حيث ضُمت المناطق الى الأراضي الانكلو ساكسونية بالغزو.&
&
الزمن
وقال البروفيسور كونللي إن الزمن قد يكون أحد اسباب الاختلاف في الحمض النووي لذوي الاصول السلتية في كورنول وويلز واسكتلندا، مبيناً ان الجماعات البشرية إذا انفصلت عن بعضها البعض فترة من الزمن ستتباعد وراثيًا.
كما لاحظت الدراسة أن هناك جماعتين وراثيتين في ايرلندا الشمالية ، جماعة تضم افرادًا عبر البحر في غرب اسكتلندا ومرتفعاتها ، وجماعة تضم افراداً في جنوب اسكتلندا وجنوب انكلترا. &ويبدو أن الجماعة الأولى تعكس مملكة دالريادا التي نشأت قبل 1500 سنة، والأخرى تمثل على الأرجح مستوطني مزارع الستير.&
&
وفي منطقة اوركني، توصلت الدراسة الى أدلة على وجود حمض نووي نرويجي ، كما هو متوقع بسبب استيطان الفايكنغ هناك. &
ولكن الفايكنغ الذين دمروا أجزاء من انكلترا لم يتركوا أثرًا وراثيًا يُذكر مؤكدين أن نجاحهم يعود الى قوتهم العسكرية وليس الى حركة سكانية واسعة النطاق. &
&
&
&