&يبدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة إلى أثيوبيا غداً الإثنين لبحث ملف المياه، وتسوية الخلافات المصرية الإثيوبية حول سد النهضة، الذي تعترض عليه القاهرة، معتبرة أنه يضر بحصتها في مياه نهر النيل، بينما تصر أديس أبابا على إنشائه، إنطلاقًا من أحقيتها في التصرف في مواردها الطبيعية. ومن المتوقع التوقيع على إتفاقية إعلان المبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا.


&
القاهرة: يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إثيوبيا غداً الإثنين 23 مارس/ آذار الجاري، في إطار مساعيه السياسية لحل الخلافات مع أديس أبابا بشأن سد النهضة التي تبنيه، ويثير غضب القاهرة، معتبرة أنه يؤثر بالسلب على حصتها التاريخية من مياه نهر النيل.
&
ووصف سفير مصر في إثيوبيا محمد إدريس، زيارة السيسي إلى إثيوبيا بأنها "تاريخية"، مشيرًا إلى أنها &"أول زيارة رسمية منذ ٣٠ عامًا يقوم بها رئيس مصري لإثيوبيا دون أن يكون هدف الزيارة هو المشاركة في قمم أفريقية، بإعتبار أديس أبابا مقر الإتحاد الأفريقي، حيث كانت الزيارات السابقة للمشاركة في اجتماعات القمة الأفريقية".
&
وأضاف إدريس، في تصريحات لـ"وكالة أنباء الشرق الأوسط" الرسمية، أن "زيارة الرئيس السيسي إلى أديس أبابا تدشن مرحلة جديدة من التعاون المشترك، والعلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا في مختلف المجالات السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية".
&
وأوضح أن "الرئيس السيسي سيلقي كلمة أمام البرلمان الأثيوبي بمجلسيه، الذي يضم مجلس نواب الشعب والمجلس الفيدرالي، ينقل خلالها رسالة من الشعب المصري إلى إثيوبيا حكومة وشعباً تؤكد عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين، والحرص على دفع وتعزيز وتوسيع مجالات التعاون المشترك لتحقيق التنمية للجميع وبشكل لا يلحق الضرر بأي طرف، إلى جانب الحرص على إرساء أساس جديد وراسخ للعلاقات بين البلدين، ليس فقط للحاضر ولكن للأجيال القادمة أيضًا".
&
لا اتفاقيات
وأثيرت تكهنات بشأن إمكانية توقيع مصر وإثيوبيا والسودان على إتفاقية إعلان مبادئ، تضمن حقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل، إلا أن الباحثة في الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتورة أماني الطويل، نفت إمكانية توقيع أية أتفاقيات خلال الزيارة، وقالت لـ"إيلاف" إن الخلافات بين إثيوبيا ومصر بشأن سد النهضة مازالت عميقة جداً، مشيراً إلى أن إثيوبيا مازالت ترفض الإعتراف بحقوق مصر التاريخية في مياه نهر النيل، وتصر على الإستمرار في إنشاء سد النهضة دون تقديم أية تعهدات مكتوبة في صورة إتفاقيات إلى مصر.
&
وأضافت: "من المشكوك فيه توقيع أية وثائق على حقوق مصر في مياه النيل، بسبب رفض الجانب الإثيوبي أية إقرارات في هذا الشأن"، متوقعة أن تتضمن كلمة السيسي أمام البرلمان الإثيوبي دعوته للتصديق على حقوق مصر في مياه النيل، والتعهد بعدم الإضرار بها.
ولفتت الطويل إلى أن ما أثير بشأن إتفاق ثلاثي بين مصر وإثيوبيا والسودان، لم يكن إلا إتفاقاً حول المكتب الإستشاري الذي سيجري دراسات مستفيضة ومستقلة حول السد، منوهة بأن إثيوبيا تعتبر أن أية نتائج أو توصيات تخرج عن المكتب غير ملزمة لها.

لا مساس بالاتفاقيات
وفي السياق ذاته، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الإتفاقيات المنظمة لتوزيع المياه على دول حوض النيل، مازالت قائمة، وقال في بيان له: "تعليقاً على ما تردد في بعض الدوائر الإعلامية المصرية والعربية من أخبار أو تحليلات أو تصريحات، بشأن موقف الاتفاقات المنظمة لاستخدامات مياه النيل، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية على أن اتفاقيات مياه النيل المرتبطة بحقوق والتزامات مصر سارية ولم يتم المساس بها في أي وقت أو أي وثيقة، بما في ذلك اتفاقيات 1902 و 1929 و 1959، وغيرها".
&
تأتي زيارة السيسي إلى إثيوبيا لتوطيد العلاقات مع هذا البلد، وإيجاد حلول للخلافات معه في إطار سياسي، وقال السفير جمال عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ"إيلاف" إن هناك إفراطاً في التوقعات بشأن حل الأزمة مع إثيوبيا خلال زيارة السيسي إليها، مشيراً إلى أن الأزمة أكثر تعقيداً مما يتخيل البعض. وأعتبر أن زيارة السيسي سوف تشكل أولى خطوات الحل الحقيقية، لاسيما أنه سوف يلتقي مع مسؤولي الدولة ويلقي كلمة أمام البرلمان، ما يشكل بداية لمخاطبة الشعب الإثيوبي مباشرة، وتوضيح كافة الأمور له.
&
ولفت إلى أن الشعب الإثيوبي لديه صورة مغلوطة عن مصر، ساهم في رسمها بشكل مشوه جماعة الإخوان والرئيس السابق محمد مرسي، عندما عقد إجتماعاً مع سياسيين من أهله وعشيرته، أرسلوا فيه تهديدات عسكرية لإثيوبيا.
ونبّه إلى أن الإثيوبيين يعتبرون المصريين بمثابة غزاة، يحاولون الإعتداء على إراضيهم ونهب ثرواتهم، متوقعاً أن يدشن السيسي مرحلة جديدة من العلاقات مع الحكومة والشعب الإثيوبي، ويؤكد لهم أن مصر تبغي الخير لهم، وفي الوقت نفسه، يحاول الحفاظ على حقوقها في مياه النيل، لاسيما أنها دولة المصب وليست لها أية مصادر أخرى من المياه.
&
وبدأت إثيوبيا في إنشاء سد النهضة على النيل الأزرق، في 2 أبريل/ نسيان 2011 وضع رئيس وزراء إثيوبيا السابق ملس زيناوي حجر الأساس للسد وقد تم انشاء كسارة للصخور جنباً إلى جنب مع مهبط للطائرات الصغيرة للنقل السريع، من المتوقع أن يكتمل في يوليو/ تموز عام 2017. وتعترض مصر على إنشاء السد، معتبرة أنه يؤثر على حصتها التاريخية من مياه النيل،
ورغم عقد عدة لقاءات بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي مريام ديسالين، إلا أنه لم يتم التوصل إلى إتفاق بين الجانبين، ولعل آخر لقاء على هامش المؤتمر الإقتصادي في مدينة شرم الشيخ.
&