سعى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى التهوين من تأثير انسحاب مليشيات الحشد الشعبي للمتطوعين من معركة تكريت، مؤكدًا وجود مواقف متباينة حول سير المعارك فيها، لكنه أكد أن النصر في محافظة صلاح الدين أصبح في اليد.. وسط تناقض في المعلومات عن رفض عناصر الحشد المشاركة في المعركة احتجاجًا على مشاركة الطيران الأميركي فيها.
لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في تصريحات من مدينة تكريت الليلة الماضية، لدى زيارته لها للاطلاع على سير المعارك لتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش"، وتابعتها "إيلاف"، "نحن في المراحل الاخيرة من عملية تحرير تكريت لتعود إلى اهلها".. وأكد وجود تلاحم كبير بين قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ومعنويات عالية من اجل تحرير هذه المدينة من الدواعش والارهابيين.
وطمأن القائد العام للقوات المسلحة العراقيين قائلاً: "لا يوجد مواطنون في تكريت حاليًا، لكنّ هناك ارهابيين فقط وعمليات بطولية تقوم بها قوات القوة الجوية وطيران الجيش لدك معاقل داعش، حيث نسعى إلى تقليل عدد الضحايا إلى اقصى ما نستطيع، وان لا نضرب المنشآت في المدينة وبالتأكيد لا نريد قتل الابرياء، وفي الوقت نفسه نسعى إلى الحفاظ على افراد القوات المسلحة وعناصر الحشد الشعبي وابناء تكريت الذين يقاتلون معهم وأنا مطمئن باننا سنحقق النصر، فالعمليات العسكرية تسير وفق البرنامج المخطط لها.. والنصر اصبح في اليد".
واضاف العبادي قائلاً: "نحن نقاتل دفاعًا عن العراق لكننا نقدم في ذلك ايضا خدمة جليلة إلى الدول الاقليمية وكل دول العالم، لان تنظيم "داعش" لا يهدد العراق وحده وانما كل العالم وهذه تجربة فريدة يريد البعض التشويش عليها، ولذلك فإن على المواطنين عدم الاستماع إلى الدعايات السوداء والاشاعات المغرضة التي تهدف إلى تثبيط المعنويات".
وشدد بالقول "إن تحرير محافظة صلاح الدين باليد الآن ومنه سننطلق إلى تحرير كامل تراب محافظة الانبار، ثم إلى محافظة نينوى في نهاية المطاف، ولن يكون هناك عندها مكان لداعشي في العراق".
وجول انسحاب بعض مليشيات الحشد الشعبي للمتطوعين من معركة تكريت، أشار العبادي إلى أنّ هذا الحشد جزء من القوات الامنية، وهناك الان هيئة الحشد الشعبي التي ترتبط بمجلس الوزراء وبالقائد العام للقوات المسلحة (العبادي).
وقال "كما انا كقائد عام مسؤول عن قوات الجيش وقوات الشرطة، فأنا كذلك مسؤول عن الحشد الشعبي المتكون من ابنائنا الذين يقاتلون من اجل الوطن والدفاع عن التراب العراقي وطرد الدواعش.. فاذا كان البعض غير راضٍ عن بعض الامور فهذا لا يفسد للود قضية.. فهناك مواقف متباينة من التحالف الدولي ضد داعش، لكنّ هناك بالمقابل ايضًا موقفاً عراقياً وطنياً قرر تحرير اراضيه بجهود العراقيين ودمائهم.. واذا اراد العالم المساعدة بوجه الارهاب فنحن نرحب بدعم العالم ومساعدة دول الجوار شرط الالتزام بالسيادة العراقية ووحدة الاراضي العراقية، وجميع هؤلاء الداعمين ملتزمون بهذا الشرط".
وحذر العبادي المواطنين من تداعيات الحرب النفسية التي يشنها العدو.. وقال إن الموصل لم تسقط عسكريًا وانما نفسيًا.. وأشار إلى دور الاعلام في هذا المجال مشيداً بجهوده منوهًا إلى أنّ الاعلاميين العراقيين قدموا ضحايا في المعارك الجارية ضد الارهاب.
تناقض في المعلومات حول انسحاب المليشيات
وكان قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال لويد اوستن قد أكد خلال جلسة في مجلس الشيوخ أمس أن قوات الحشد الشعبي الشيعية العراقية انسحبت من الهجوم على مدينة تكريت.. وقال إن "الميليشيات الشيعية انسحبت من منطقة" تكريت وأن نحو اربعة الاف عنصر من القوات الخاصة والشرطة العراقية يشاركون حاليًا في العملية الجارية لاستعادة المدينة من تنظيم "داعش"، والتي بدأت قبل ثلاثة اسابيع.
وأكد اوستن تصريحات ادلى بها مسؤولون بأن الولايات المتحدة اشترطت لتنفيذ ضربات ضد تنظيم الدولة الاسلامية في تكريت أن تشرف حكومة العراق على كل القوات المشاركة في الهجوم.
ومن جهته، اعلن الناطق العسكري باسم مليشيا عصائب اهل الحق القيادي في الحشد الشعبي جواد الطليباوي تعليق مشاركة العصائب والحشد والمقاومة الاسلامية بعملية تحرير تكريت احتجاجًا على مشاركة طيران التحالف الدولي وخاصة الأميركي.
واضاف قائلاً: "لم تقم لحد الآن أي من القوات الامنية والمقاومة الاسلامية بالتقدم نحو مركز تكريت بسبب اصرار الولايات المتحدة الأميركية المشاركة في العمليات، والذي يثير الكثير من الشكوك والتساؤلات لدى فصائل المقاومة الاسلامية".
وأشار إلى أنّ الاصرار الأميركي محاولة لمصادرة جهود وتضحيات ابطال المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي، والتي اثبتت بالمعارك السابقة قدراتها العسكرية الكافية للانتصار على داعش الارهابي عبر الاعتماد على طيران القوة الجوية وطيران الجيش الذي حقق المئات من الطلعات الجوية الناجحة بدلاً من الطيران الدولي الذي لم يقم الا بطلعات محدودة ومشبوهة".
وأوضح الطليباوي أن" فصائل المقاومة الاسلامية بجميع فصائلها قررت تعليق مشاركتها في تحرير وتطهير مدينة تكريت في ظل مشاركة الطلعات الجوية لطيران التحالف أو الطيران الأميركي".. مشيرًا إلى "عدم وجود اي تقدم على الارض إن كان من فصائل المقاومة أو القوات البرية".
وقال إن "القوات الامنية وفصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي لا تثق بطيران التحالف الدولي لتكرار الاخطاء، وهي ليست اخطاء بل ضربات متعمدة لاجهاض عزيمة ابطال المقاومة الاسلامية والحشد بعد انتصاراتها، والتي اجهضت الكثير من المؤامرات والمخططات الداخلية والخارجية"، على حد قوله.
وأوضح أن "الاصرار الأميركي على المشاركة في عملية تحرير تكريت وباللحظات الاخيرة جاء لانقاذ الدواعش من الحصار، ولانقاذ ضباط مخابرات ومسؤولين قبل فضحهم، فجاء تدخلهم بقوة لفتح ممر امن لانقاذهم"، بحسب قوله. وأضاف: "اننا استرقنا السمع من الدواعش مساء امس بعد قيام طيران التحالف بأول ضربة بضرب هدف معين داخل المدينة بقولهم (شروا جاءكم الفرج)، وهذا دليل على انقاذهم وفك الحصار عنهم ".
وبالعكس من ذلك، نفى قيادي آخر في الحشد الشعبي هو النائب احمد الاسدي انسحاب قوات الحشد الشعبي من تكريت. وقال إن "القوات ثابتة في مواقعها وتحكم الخناق على داعش الارهابي".
وكانت الخارجية الأميركية أكدت أن" الدعم الجوي للتحالف الدولي بمعركة تكريت جاء بناء على طلب من رئيس الوزراء حيدرالعبادي". وقالت الناطقة الرسمية باسم الوزارة جينيفر بساكي إن التحالف الدولي شن امس وبناءً على طلب العبادي غارات جوية على مدينة تكريت وما حولها لدعم العمليات البرية لقوات الأمن العراقية.".
يذكر أن القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي اعلن مساء الاربعاء عن بدء الصفحة الاخيرة من عمليات تحرير محافظة صلاح الدين وانتزاع عاصمتها تكريت من سيطرة تنظيم "داعش"، الذي يحتلها منذ حزيران (يونيو) 2014.
فيديو زيارة العبادي إلى تكريت، وتصريحاته هناك:
التعليقات