&

&
القاهرة: يصدر القضاء المصري الثلاثاء اول حكم ضد الرئيس الاسلامي السابق محمد مرسي، الذي قد تصل عقوبته الى الإعدام، بعد قرابة 20 شهرًا من اطاحته من قبل الجيش، اذ يواجه اتهامات بالتحريض على قتل متظاهرين.
وفيما يقمع النظام الجديد أي معارضة في مصر، فإن الحكم باعدام مرسي غير مستبعد في هذه القضية، وهي الاولى من خمس قضايا تتم محاكمته فيها خصوصًا أن قيادات من جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها، سبق أن صدرت ضدهم احكام بالإعدام أو بالسجن المؤبد.
وعزل مرسي الذي كان اول رئيس مصري ينتخب ديموقراطيًا، من قبل قائد الجيش انذاك الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بعد تظاهرات ضخمة وغير مسبوقة طالبت برحيله بعد عام مضطرب امضاه في الحكم.
ومنذ ذلك الحين، قتلت قوات الشرطة والجيش على الاقل 1400 متظاهر من انصار مرسي، وحبست اكثر من 15 الف اسلامي، قبل أن يمتد القمع ليشمل المعارضين الشباب من ذوي الانتماءات السياسية المختلفة.
وصدرت أحكام بالإعدام على مئات من انصار مرسي في قضايا جماعية سريعة وصفتها الامم المتحدة بأنها "غير مسبوقة في التاريخ الحديث".
&
اعدامه تصعيد
ويواجه مرسي في هذه القضية اتهامات بالتحريض على قتل متظاهرين في العام 2012 امام قصر الرئاسة اثناء توليه السلطة، واذا ما افلت من عقوبة الإعدام فقد يصدر ضده حكم بالسجن المؤبد.
ولكن مرسي يمكنه الطعن بالحكم امام محكمة النقض. ويستبعد الخبراء اعدامه حتى لو صدر عليه حكم نهائي غير قابل للطعن.
ويقول اتش اي هيللر، وهو خبير في معهد بروكينغز في واشنطن، إن "اعدامه سيكون تصعيدًا لا تبدو السلطات مستعدة للاقدام عليه".
ويضيف "ان اعدام رئيس منتخب تمت اطاحته بتدخل عسكري، حتى لو كان شعبيًا، لن يكون مقبولاً على الصعيد الدولي"، وهو ما سيسعى النظام المصري الجديد لتفاديه بعد أن "اصبح مقبولاً بدرجة أو بأخرى على الساحة الدولية".
&
وستكون ادانة مرسي مسمارًا جديدًا في نعش المعارضة الاسلامية اذ لم يخفِ السيسي منذ اطاحته الرئيس السابق رغبته في "القضاء" على الاخوان المسلمين الذين يواجه معظم قياداتهم عقوبات الإعدام في قضايا مختلفة.
وصنفت الجماعة التي اسست قبل 85 عامًا وتعد واحدة من قوى المعارضة الرئيسية في البلاد، "تنظيمًا ارهابيًا" بعد عزل مرسي.
وفي بلد لعب فيه الجيش دومًا دورًا كبيرًا، كان وصول الاخوان للسلطة بمثابة قوس فتح باسقاط مبارك عام 2011 واغلق باطاحة مرسي.
ويعتقد مصطفى كامل السيد، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن القمع الذي تواجهه الجماعة الان "غير مسبوق في تاريخها"، وهو ما قد يدفع انصارها الى "التطرف".
وتنفي جماعة الاخوان لجوءَها الى العنف، فيما تشهد البلاد اعتداءات تستهدف قوات الامن وتتبناها مجموعات جهادية تقول إنها تنفذها ردًا على القمع.
وستصدر الثلاثاء محكمة جنايات في القاهرة حكمها في الاتهامات الموجهة لمرسي، مع 14 متهماً آخرين من بينهم سبعة هاربين، بالتحريض على قتل ثلاثة متظاهرين امام قصر الاتحادية الرئاسي في منطقة مصر الجديدة (بشرق العاصمة) في كانون الثاني (ديسمبر) 2012.
&
وتؤكد هيئة الدفاع عن مرسي نقص الادلة، كما تشير الى ان عددًا من انصار مرسي قتلوا كذلك في هذه التظاهرات.
وفي قضايا اخرى، يواجه مرسي اتهامات تصل عقوبتها الى الإعدام، من بينها قضية التخابر والهروب من السجن اثناء الثورة في العام 2011.
بموازاة هذه القضية، فإن مبارك الذي صدر حكم ضده بالحبس المؤبد بتهمة التواطؤ في قتل متظاهرين اثناء ثورة 2011، اسقطت عنه التهم بعد الطعن على الحكم الاول، كما تمت تبرئته في قضايا فساد، هو وولديه وكذلك العديد من رموز نظامه.
&