وصف الإماراتيون المهلة التي أعطاها حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد للجهات الحكومية لتنفيذ مشروع الحكومة الذكية بـ "عاصفة حزم إداري" التي ستهب على دبي بعد 30 يومًا.

سالم شرقي من دبي: لم تكن مجرد تغريدة تلك التي أطلقها اليوم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بل درس في فنون الإدارة وأصول القيادة، كما أن البعض أكد أنها "عاصفة حزم إداري" سوف تهب على دبي بعد شهر من الآن، ومن المرجح أن تكون نهايتها تكريم من أنجزوا أعمالهم، وإقامة حفل وداع مشهود لمن تقاعسوا عن الوفاء بمسؤولياتهم وواجباتهم.

22 مايو 2013

القصة بدأت قبل عامين تقريباً، في 22 أيار (مايو) 2013، حينما غرد حاكم دبي قائلاً "أعطينا مهلة سنتين للجهات الحكومية لتنفيذ مشروع الحكومة الذكية، ووعدنا المسؤولين الذين لا يحققون الهدف أن نقيم لهم حفل وداع بنهاية هذه المدة".

22 أبريل 2015

واليوم أعاد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التغريدة من جديد، وقال "تغريدة نشرتها قبل عامين.. أحببت تذكير الإخوة المسؤولين بها.. موعدنا بعد شهر لاستعراض نتائج عملهم". وحظيت التغريدة الجديدة بأكثر من 7 آلاف إعادة تغريد في غضون 4 ساعات، ما يؤكد حجم التفاعل الكبير، والإعجاب بإصرار القائد على المضي قدماً في متابعة كافة تفاصيل العمل.

عاصفة حزم

ولم يتجاوز البعض الحقيقة حينما قالوا إنها بشائر عاصفة حزم إداري جديدة تهب على الإمارات بعد شهر من الآن، لمكافأة المنجزين، ومعاقبة المقصرين، وعلى الرغم من أن العمل الإداري يسير في دبي والإمارات وفقاً لما هو مخطط له في أغلب الأحيان، إلا أن عاصفة من الحزم لن تضر في تسريع وتيرة العمل.

درس إداري

ويمكن تلخيص الدروس التي تضمنتها إعادة تفعيل تغريدة عمرها 23 شهراً، وعلى رأس هذه الدروس، رسالة من القائد بأنه لم يكن يهدد المقصرين بـ"حفل الوداع"، من قبيل الترهيب، بل كان جاداً في ما يقول، أما ثاني الدروس فهو تفعيل مبدأ الثواب والعقاب، وثالث الدروس الإصرار على إنجاز مشروع كبير إتفق& الجميع على جدواه في مرحلة الدراسة، ومن ثم يجب أن يتكاتف الجميع بالقدر نفسه من الحماس في إنجازه على أرض الواقع.

تفاعل شعبي

وأثنى الإماراتيون، على إصرار نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على متابعة كل كبيرة وصغيرة، ومن بين الرسائل ما يحمل روح الدعابة، ولكنها دعابة تحمل معاني عميقة، حيث قال مغرد "إني أرى رؤوساً قد أينعت.. وحان وقت قطافها" في إشارة إلى الإطاحة بالمقصرين، فيما قال آخر "ضغطهم ارتفع بو راشد"، فيما سأل البعض الآخر عن مكان حفل الوداع، في إشارة إلى توقعه كثرة من يتم تكريمهم، وكانت السمة الغالبة في تفاعلات العرب والخليجيين قولهم إنهم يحلمون بقيادة مماثلة تتابع أدق تفاصيل العمل، وتصر على إنجاز المشروعات الكبيرة دون تعب أو ملل.

ما هي الحكومة الذكية؟

تعد "حكومة دبي الذكية" بمثابة مفهوم عصري تم تجسيده في دبي. وهو يقوم على الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا المعلومات من أجل توفير الخدمات الحكومية للمواطنين والمقيمين والزوار وقطاع الأعمال والدوائر الحكومية وموظفيها، عبر قنوات إلكترونية متعددة؛ بغرض تيسير معاملاتهم وتسهيل حياتهم.

وتتجلى الأهمية الاستراتيجية لتجسيد هذا المفهوم في كونه يرمي إلى ترسيخ مكانة دبي كمركز ريادي في اقتصاد المعرفة. وتعمل "حكومة دبي الذكية " بتناسق وتكامل مع جميع الهيئات والدوائر التي تقع تحت مظلة حكومة دبي.

ويعود الفضل في النتائج الطيبة التي حققتها حكومة دبي الذكية منذ انطلاقها في عام& 2000 إلى الجهود المشتركة من جميع الدوائر الحكومية.&وفي مارس& 2009 أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي القانون رقم& 7 للعام& 2009 والقاضي بإنشاء دائرة تسمى حكومة دبي الذكية.

وبموجب قانون الإنشاء فقد دمجت دائرة حكومة دبي الذكية ما بين إدارة الخدمات الإلكترونية (سابقاً) وإدارة تخطيط الموارد الحكومية ليعملا ضمن الدائرة على بناء مجتمع المعرفة وقيادة التحول الإلكتروني.

وتقدم حكومة دبي الذكية خدمات موجهة للجمهور وأخرى مشتركة للجهات الحكومية وموظفيها يمكن الاطلاع عليها من خلال هذا الموقع، كما تتولى مهمة الإدارة والإشراف الكاملين على البوابة الرسمية للحكومة التي باتت مجمعاً حكومياً افتراضياً يضم ما يزيد على 1500 خدمة حكومية هي حصيلة ما قدمته دوائر دبي.. ويجري تحديثها بشكل يومي.