قالت مصادر عسكرية مصرية لـ"إيلاف" إنه من المستبعد دخول قوات برية مصرية إلى الأراضي اليمينة، لاستكمال الضربات على الأرض ضد المتمردين الحوثيين، مشيرة إلى أن الجيش المصري وقوات التحالف العربي بدأت عمليات تدريب للقوات اليمنية، لمواجهة الحوثيين والعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة اليمينة، لاسيما الجيش والشرطة. وفي السياق نفسه، رحّبت القوى السياسية والمصريون عموماً بـ"عاصفة الحزم" لإنقاذ اليمن من أيدي الحوثيين وإيران.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بينما تتواصل الضربات العربية ضد قوات المتمردين الحوثيين في اليمن، ووسط تكهنات بدخول قوات التحالف العربي حرباً برية ضد الجماعة التي تأتمر بأوامر إيران، كشفت مصادر عسكرية مصرية لـ"إيلاف" أن التحالف بدأ بتدريب قوات يمنية، وإعادة بناء الجيش والشرطة اليمنيين، لمواجهة الحوثيين على الأرض، واستعادة الأراضي التي احتلتها الجماعة بالتواطؤ مع الرئيس المعزول علي عبد الله صالح.
&
تدريب اليمنيين
وأوضحت المصادر أن تدريب اليمنيين يجري في معسكرات سعودية، بخبرة مصرية، ويشارك فيها ضباط من السعودية والإمارات، ونوه بأن عمليات التدريب جاءت في إطار خطة التحالف العربي بالتنسيق مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، التي ترمي إلى إعادة بناء الجيش والشرطة، بعد أن مزقهما صالح والحوثيون، على أسس طائفية ومصالحية. ونبهت المصادر إلى أن عمليات التدريب تهدف أيضاً إلى مواجهة قوات الحوثيين، وإجبارها على العودة إلى المسار السلمي التفاوضي، لرسم مستقبل اليمن.
واستبعدت المصادر أن تخوض قوات برية مصرية أو سعودية في الأراضي اليمنية، مشيرةً إلى أن هذا السيناريو مستبعد، وسيتم الإستعاضة منه بتدريب وتسليح القوات اليمنية التابعة للرئيس عبد ربه هادي، وإعادة بناء الجيش اليمني على أسس وطنية.
&
تحويل الصراع في اليمن
وفي الوقت الذي تجري فيه عمليات "عاصفة الحزم"، رحّب المصريون سواء السياسيون أو العامة بالحرب على الحوثيين، وقال السفير مصطفى عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن حرب "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين جاءت للحفاظ على وحدة اليمن، وإنقاذه من مصير سوريا والعراق. وأضاف لـ"إيلاف" أن ايران بدعمها الحوثيين، تحول الصراع في اليمن من سياسي إلى طائفي، حيث يصف كل من يعارضه بأنه "داعشي"؛ ليكسب تعاطفا دوليا، كما فعلت إيران بالعراق.
&
ونبه إلى أن إيران استخدمت الحوثيين كورقة تفاوضية حول مشروعها النووي، مشيراً إلى أن إيران ما يهمها هو برنامجها النووي، الذي تموله عبر بحيرة النفط العراقية، على حد قوله.
ولفت إلى أن الحوثيين والرئيس المعزول علي عبد الله صالح، أرادوا إحراق اليمن، مؤكداً أن هذا ما كشفته تسريبات الاتصالات التي جرت بينهما، منوهاً بأن صالح هو اللاعب الأساسي في اليمن، حيث إنه استخدم القاعدة والحوثي لتحقيق مصالحه وإحراق اليمن عقاباً لليمنيين على الثورة ضده وإجهاض مشروعه الرامي إلى توريث نجله أحمد الحكم.
وذكر أن ضربات قوات التحالف العربي تستهدف مخازن الأسلحة، معتبراً أنها ضربات مركزة وموجهة للمنظومة العسكرية، ولم يتضرر منها أحد من المدنيين، كما استهدفت بطاريات الصواريخ، مطالبا بالتركيز على مثل هذه الأهداف؛ لأن إطالة أمد الحرب سيساعد الحوثي على التجييش، محذرا التدخل البري، باعتباره غير مجد مع الطبيعة الجغرافية، وكمية السلاح المنتشرة في اليمن.
ووفقاً للواء فؤاد حسين، مدير إدارة مكافحة الإرهاب في الجيش المصري سابقاً، فإن الحرب ضد الحوثيين تستهدف إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، مشيراً إلى أن مصر ودول الخليج صبروا طويلا على إيران وزعزعتها للاستقرار في المنطقة، عبر دعم وكلائها الشيعيين في مختلف الدول، سواء في لبنان أو سوريا أو العراق أو البحرين وأخيراً اليمن. وأضاف أن إيران تحاول استعادة ما تعتبره إمبراطورية على أنقاض الدول العربية، معتبراً أن تصدي قوات التحالف العربي للحوثيين في اليمن يهدف إلى انقاذ اليمن من مصير العراق وسوريا، وهما دولتان مزقتهما الحرب بين الشيعة والسنة، بسبب تدخل إيران وتحويلها إلى حرب مذهبية.
&
حماية الأمن القومي
حماية الأمن القومي العربي، الهدف الأكبر لـ"عاصفة الحزم"، وقال النائب محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، إن ردع الحوثيين يهدف للحفاظ على الشرعية والاستقرار، مشيراً إلى أنه آن الآوان لأن ينتفض العرب ويعلنوا عن أنفسهم كقوة إقليمية مؤثرة قادرة على حماية أمنها ومصالحها بكل قوة. وأضاف في تصريح له: "علينا أن نستغل روح التكاتف العربي التى تبدو الآن والتي كنا قد افتقدناها منذ وقت بعيد". ودعا إلى أن يمتد هذا التكاتف العسكرى للقضاء على الإرهاب في ليبيا وغيرها من البؤر الإرهابية التي مثلت في الفترة الأخيرة تهديدا للأمن القومي العربي. ولفت إلى أن فكرة تشكيل قوة عسكرية عربية موحدة قادرة على مواجهة مخاطر ومحاولات تفتيت الدول العربية ووضع استراتيجية سياسية وثقافية واقتصادية لمواجهة الفكر الطائفي والتعصب الديني.
بينما اعتبر حزب التجمع اليساري، أن "العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف العربي داخل دولة اليمن الشقيق بمشاركة من (عشر) دول على رأسها السعودية ومصر، جاءت ردًا على محاولات الانقلاب المسلح من قبل جماعات الحوثيين المدعومين بعناصر خارجية للسيطرة على موقعها الاستراتيجي الهام في إطار صراعات إقليمية ودولية تستهدف إعادة رسم خارطة المنطقة وتوزيع ثرواتها ومناطق النفوذ بها".
&