نيويورك: وجّهت السلطات الاميركية الجمعة الاتهام الى امراة ثالثة من فيلادلفيا بمحاولة الانضمام الى الجهاديين في سوريا، في ثاني قضية من نوعها يعلن عنها الادعاء خلال ايام.

ووجهت الى كيونا توماس (30 عاما) تهمة محاولة تامين دعم مادي لتنظيم ارهابي وذلك بعد قيامها طيلة عام تقريبا على ما يبدو بنشر تغريدات تاييد لتنظيم الدولة الاسلامية.
وفي حال ادانتها تواجه توماس امكان الحكم عليها بالسجن 15 عاما. وكانت السلطات الاميركية اوقفت الخميس امراتين في مدينة نيويورك حاولتا صنع قنبلة للقيام باعتداء في الولايات المتحدة وقالتا انهما تنتميان الى تنظيم الدولة الاسلامية.

والموقوفتان تويل فالينتزاس (28 عاما) واسيا صديقي (31 عاما) هما اميركيتان كانتا تعيشان في المنزل نفسه في حي كوينز في مدينة نيويورك حتى فترة قصيرة، وتواجهان امكان الحكم عليهما بالسجن مدى الحياة.

وبعدما نشرت توماس سلسلة من التغريدات المثيرة للقلق بين اب/اغسطس 2013 وكانون الاول/ديسمبر 2014، تقدمت بطلب للحصول على جواز سفر اميركي، وكانت تعتزم السفر الى سوريا مرورا باسبانيا وتركيا، بحسب الادعاء.

وتابع الادعاء ان توماس، وبعدما تقدمت بطلب الحصول على جواز سفر في شباط/فبراير، ارسلت بريدا الكترونيا الى رجل دين متطرف في جامايكا ابلغته فيه بانها اوقفت العمل بحسابها على تويتر الى حين سفرها الى سوريا لتجنب لفت الانظار. كما ارسلت بريدا الكترونيا الى احد جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في الرقة (شمال سوريا).

وتابع الادعاء ان توماس اشترت بطاقة سفر من فيلادلفيا الى برشلونة وكانت تعتزم السفر في 29 اذار/مارس. وكانت المدعية العامة الفدرالية في بروكلين لوريتا لينش اعلنت في بيان "منذ اب/اغسطس 2014 تآمرت المتهمتان لصنع قنبلة واستعمالها في تفجير ارهابي في الولايات المتحدة".

واضافت ان المراتين اللتين كان يراقبهما عنصر من مكتب التحقيقات الفدرالية (اف بي آي) منذ 2013 "اعربتا مرارا عن دعمهما للعنف الجهادي"، موضحة ان صديقي اجرت "اتصالات متكررة مع اعضاء من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لتقديم الدعم". وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اشترت المتهمتان اسمدة، وهما على علم بانه يمكن استخدامها لصنع قنبلة، اضافة الى غلوكونات البوتاسيوم. وحاولتا فالينتزاس التحقق على الانترنت من ان "الصديق" الذي تثق به ليس عميلا فدراليا.

وفي 2009 كتبت صديقي قصيدة نشرها تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب تدعو فيها القراء الى الالتحاق بالجهاد. اما فالينتزاس، التي كانت تضع صورة اسامة بن لادن خلفية لهاتفها النقال، فاعلنت في تشرين الاول/اكتوبر انها وصديقي كانتا "مواطنتين في تنظيم الدولة الاسلامية" الذي اعلن اقامة الخلافة على الاراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق. وفي حزيران/يونيو 2014 اكدت استعدادها للشهادة.

وجاء في البيان الاتهامي ان صديقي كان بحوزتها "اسطوانات غاز عدة وتعليمات حول كيفية استخدامها لصنع عبوات ناسفة"، وان اربع منها كانت مخباة تحت الدرج. اضاف البيان ان المتهمتين اللتين شاهدتا عمليات قطع رؤوس وهجمات لتنظيم الدولة الاسلامية على الانترنت، ارادتا على ما يبدو تفادي الضحايا من المدنيين.

وفي حديث سجله العميل الفدرالي اشارت فالينتزاس الى انها "تفضل مهاجمة اهداف عسكرية او حكومية بدلا من المدنيين". الا ان البيان الاتهامي لم يشر الى اي هدف محدد.
وكانت فالينتزاس الاكثر حماسة، قامت بابحاث عدة على الانترنت حول صنع القنابل والمواد المستخدمة في اعتداءات سابقة مثل اعتداءات بوسطن في 2013.

وكانت تبدي اهتماما خاصا بطناجر الضغط كتلك التي استخدمت في بوسطن. وبدات قراءة "كتاب وصفات الفوضوي" الصادر في 1971 والذي يشرح كيفية صنع عبوات ناسفة، وشاركت في منتديات على الانترنت حول الكيمياء والكهرباء. كما انها اشترت هاتفا نقالا مع شريحة مدفوعة مسبقا للقيام بابحاثها من دون ان يتم رصدها. وفي كانون الاول/ديسمبر، بدات قراءة مجلة "انسباير" الصادرة من تنظيم القاعدة، والتي حصلت عليها من العميل الفدرالي، اذ خشيت لفت الانظار.

وقبل اسبوعين سئلت فالينتزاس المتزوجة عن اعتقال الاميركي تيرود باغ (47 عاما) الذي حاول السفر الى سوريا للالتحاق بالجهاديين، فاجابت انها تستغرب توجه البعض الى الخارج، في حين لديه فرص "التقرب من الله" في الولايات المتحدة. وفالينتزاس كانت صديقة على فايسبوك مع باغ الميكانيكي السابق في سلاح الجو الاميركي والذي دفع ببراءته في 18 اذار/مارس في بروكلين من اي دعم لمنظمة ارهابية.

ومثلت المراتان اللتان اوقفتا في وقت مبكر الخميس بحسب الشرطة امام المحكمة الفدرالية في بروكلين بعد الظهر ولا تزالان قيد التوقيف. وقدرت الادارة الاميركية في الاونة الاخيرة بعشرين الفا عدد المسلحين الاجانب الذين توجهوا الى سوريا من 90 بلدا. وفي اواخر شباط/فبراير اعلن مدير اف بي آي جيمس كومي ان الشرطة الفدرالية تحقق حول المتعاطفين الذين انتقلوا الى التطرف في الولايات الاميركية الخمسين.