يواصل الأردن احتياطاته الدفاعية على طول الحدود مع سوريا، وخاصة عند معبر جابر، بعد سقوط نظيره السوري في أيدي قوات الجيش الحر وجبهة النصرة.


نصر المجالي: دعا مستشار العاهل الأردني للشؤون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن إلى التعامل بكل شدة وحزم مع كل ما من شأنه تعكير صفو وأمن المواطنين الأردنيين.

وخلال جولة تفقدية في معبر حدود جابر على واجهة الحدود الأردنية الشمالية مع سوريا، يوم الإثنين، طلب الفريق أول الزبن عدم السماح لأي كان من الاقتراب أو اختراق أي شبر من حدود المملكة بصورة غير شرعية وباستخدام أقصى درجات القوة ومختلف أنواع الأسلحة.

واطلع الزبن عند المعبر الذي تم إغلاقه منذ أيام عدة على الجاهزية القتالية لنشامى القوات المسلحة والإجراءات المتخذة لحماية الأمن ضمن المنطقة ومنع أية محاولات للتسلل والتهريب أو أية محالاوت من شأنها المساس بأمن المملكة ومواطنيها وحرمة أراضيها.

كما اطمأن الزبن إلى سلامة الإجراءات المتخذة من قبل كل الأجهزة في معبر حدود جابر الأردني. ويرتبط الأردن وسوريا بمعبرين رئيسين هما (درعا ـ الرمثا)، و(نصيب ـ جابر) (يبعد عن معبر درعا 2 كلم فقط).

ويزيد طول الحدود الأردنية السورية عن 375 كلم ، تتخللها عشرات المعابر غير الشرعية، التي كانت ولا تزال أماكن لدخول اللاجئين السوريين إلى أراضيها.

تعزيز دفاعات
وكان الأردن عزز دفاعاته عند مركز جابر الحدودي، الذي كان تقرر على الفور إغلاقه، بسبب توتر الأوضاع الميدانية على الجانب السوري، بعد سيطرة فصائل من الجيش الحر وجبهة النصرة على معبر نصيب السوري الحدودي والمنطقة الحرة المشتركة بين الأردن وسوريا.

وكان وزير الداخلية الأردني حسين المجالي أكد أن الحدود الأردنية تحت السيطرة الأمنية. وقال إنه يجب التفريق بين حدود جابر والمنطقة الحدودية المستثمرة، وهي ليست من ضمن المنطقة الحدودية وليست معبرًا من سوريا إلى الأردن، ولا بالعكس، وهما منطقتان منفصلتان، الحدود الأردنية تم إغلاقها حفاظًا على أمن الخارجين من وإلى المملكة، وسيطرت قوات المعارضة السورية على الحدود الأردنية في منطقة نصيب.

أما المنطقة الحرة فتمت السيطرة على أبوابها من قبل مجموعات من جبهة النصرة، والحدود آمنة، ولا يوجد أي خرق للحدود، ويوجد أمن ومخابرات عامة، والمسؤولية الآن أعطيت للقوات المسلحة للدفاع.

لا وجود عسكريًا
وأوضح المجالي في مداخلة خلال جلسة لمجلس النواب، الأحد، بخصوص المنطقة الحرة أن الاتفاقية الأردنية السورية تمنع وجود عسكري في المنطقة الحرة، وتوجد مفرزة شرطة قوامها 10 أشخاص أردنيين، وأخرى سورية مماثلة، وواجبها شرطي فقط، وينتهي عمل القوات المسلحة عند بوابة المنطقة الحرة، وهي مسيطر عليها كليًا.

أما بخصوص الموظفين، فقد أوضح وزير الداخلية أنهم سوريون، وليسوا أردنيين، وهناك استثمارات أردنية كبيرة فيها، والمنشأة مساحتها 6500 دونم، وقيمتها من مصانع وهناغر مليار و200 مليون دولار، والبضائع فيها 500 مليون دولار، وحدث في المنطقة سلب ونهب لمدة 16 ساعة، وبعدها تمت السيطرة عليها.

ولفت الوزير المجالي إلى أنه تم سلب الشاحنات المحملة و300 سيارة جديدة لمستثمر أردني، ولم يتم الاعتداء على الممتلكات الأكثر قيمة من خشب وحديد ورخام.

لا اختراق للطيران
وقال إنه بخصوص اختراق الطيران السوري للأردن، فهذا لم يتم أبدًا، وإن أرض وسماء المملكة لا تستطيع أي جهة اختراقها، وستكون الأجهزة الأمنية بالمرصاد، حتى وإن شكلت خطرًا علينا.

وشهدت المنطقة الحرة السورية الأردنية المشتركة (18 كم شمال شرق مدينة المفرق) المقامة على أراض مشتركة أردنية سورية حالة من الفوضى الأمنية والسلب والنهب منذ سيطرة المعارضة السورية عليها.

وتعرّضت مستودعات المنطقة وساحات مواقف المركبات فيها للنهب والتخريب بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة على معبر نصيب، آخر معابر النظام السوري على حدود الأردن، بعد معركة مع قوات النظام في ريف درعا. وقدرت حجم الخسائر بملايين الدولارات، بحسب مستثمرين، فضلًا عن فقدان الكثير من الأسر الأردنية مصادر رزقهم، نتيجة لفقدان أرباب الأسر وظائفهم.

نهب وسلب
وقال مدير عام شركة المنطقة الحرة السورية الأردنية خالد الرحاحلة، لصحيفة (الرأي) إن الجيش الحر وجماعات غير معروفة اقتحمت المنطقة الحرة السورية - الأردنية المشتركة آتية من الأراضي السورية.

أضاف الرحاحلة إن هذه الميليشيات والجماعات قامت بأعمال نهب وسلب لمقدرات المنطقة من مستودعات وآاليات ومركبات ومواد تصديرية متنوعة غالية الثمن، مقدرًا خسارة المنطقة جراء هذه الأحداث حتى الآن بما يزيد على (100) مليون دولار.

وأكد أن (90%) من المستثمرين في المنطقة هم أردنيو الجنسية، إلا أن استثماراتهم تضررت جراء أعمال النهب والسلب التي ما زالت مستمرة.& ولم يتسن لمستثمرين وتجار من دخول المنطقة الحرة الأردنية السورية وفقًا للرحاحلة، الذي أكد أنه تم إبلاغهم بأن دخولهم للمنطقة على مسؤوليتهم، لما تشهده المنطقة من توترات أمنية غير مستقرة.

النصرة والحر
وبحسب أحد العاملين في المنطقة محمد عيسى، فإن أفراد الميليشيات عمدوا عند دخولهم للمنطقة إلى رفع رايات تابعة لجبهة النصرة، واصفًا إياها بأنها تحمل اللون الأسود، فيما وصف راية بأنها ذات لون أخضر، وهي عائدة إلى الجيش السوري السوري.

وذكر شهود عيان وموظفون عاملون داخل المنطقة أن مقاتلي الجيش الحر (الجبهة الجنوبية) وجبهة النصرة هاجموا قوات النظام المتمركزة عند المعبر في معركة قوية دفعت بعناصر النظام إلى الانسحاب إلى الداخل السوري.

وكانت السلطات السورية أغلقت معبر نصيب الحدودي من قبل دمشق، بعد يوم واحد من إعلان فصائل معارضة، بعضها إسلامي، السيطرة على المعبر نصيب الحدودي، الذي يعتبر آخر المعابر الحدودية السورية الرئيسة مع الأردن، الذي يخرج عن سيطرة قوات النظام، بعد معبر الجمرك القديم، الذي سيطر عليها مقاتلو المعارضة في أكتوبر/تشرين الثاني 2014.

وكان الأردن أعلن، الأربعاء الماضي، إغلاق معبر نصيب ـ جابر الحدودي الاستراتيجي مع سوريا، بشكل مؤقت، نظرًا إلى أحداث العنف التي يشهدها الجانب الآخر.

&

&