في فكرة مبتكرة، استخدمت ناشطة ألمانية الفوط الصحية للاعتراض على التمييز الجنسي والاغتصاب، من خلال كتابة الشعارات عليها ولصقها في الشوارع.
لميس فرحات من بيروت: أطلقت الناشطة الألمانية إيلوني كاستراتيا في مدينة كارلسروه حملة نسوية ضد التمييز الجنسي والاغتصاب، وذلك بطريقة مبتكرة، إذ وضعت رسائلها على فوط صحية نسائية، ولصقتها في الشوارع. حققت هذه الفكرة غير التقليدية انتشارًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أن هدفها كان الوقوف بجانب الفتيات في الهند، اللواتي يتعرّضن لاعتداءات جنسية متزايدة.
نجح الاستفزاز
قررت كاستراتيا أن تحتفل بيوم المرأة العالمي برسالة مميزة، تحمل وسم فوط صحية ضد التمييز الجنسي، على مواقع إنستاغرام وفايسبوك وتمبلر للتواصل الاجتماعي، فعاونتها في ذلك أختها نورا. وكتبت عبارات مؤثرة على الفوط الصحية، وألصقتها على إشارات المرور وعواميد الإنارة. تقول إحداها: "تخيلوا لو أن الرجال يشمئزون من الاغتصاب كما يشمئزون من الدورة الشهرية".
سرعان ما لفتت الفوط الصحية الملصقة في الشوارع الأنظار، فإلتقط العابرون الصور ونشروها على صفحاتهم، وأعيد نشرها ومشاركتها مئات الآلاف من المرات حول العالم.
وفي حديث لتلفزيون "دويتش فيل" الألماني، قالت كاستراتيا: "أردت استفزاز الناس وحثهم على الحديث عن الاغتصاب، وكسر المحرمات حول الدورة الشهرية".
أضافت: "الهدف الأول إحداث تغيير في المواقف والأفكار تجاه الاغتصاب والمسائل الخاصة بمحرمات النساء، والتغيير يبدأ في تربية الأطفال".
مصدر وحي
تحوّلت هذه الخطوة الرمزية إلى مصدر وحي للكثير من الشابات، بينهن طالبات في جامعة ميليا الإسلامية في نيودلهي، اللواتي كتبن رسائل مماثلة على فوط صحية وألصقنها في أرجاء الحرم الجامعي، في دعوة إلى محاربة التمييز على أساس الجنس وارتفاع حوادث الاغتصاب.
الحملة التي أطلقتها كاستراتيا أثارت تعليقات سلبية، اعتبرت أنها تتوجّه ضد الرجال وتحرّض عليهم، حتى إن البعض منهم هددها بالاغتصاب. لكنها تصرّ على أن النسوية لا تعني الكراهية ضد الرجل، "بل تعني المساواة بين الجنسين".
أضافت: "نحن في العام 2015، وما زالت هناك نساء يعملن برواتب أقل بكثير من رواتب الرجال، وهناك أناس ما زالوا يعتقدون بأن المرأة ليست مؤهّلة لوظائف معينة"، مشيرة إلى أنها لا ترغب في قلب الموازين، بل في تحقيق المساواة، وعدم تفضيل جنس على آخر.
&
التعليقات