تمكن منتدى موسكو أن يحصّل اتفاقًا بين النظام السوري ومعارضته "الأليفة" على بند واحد فقط من جدول الأعمال، وانتهى كأي اجتماع سابق، إلى الفشل بسبب تعنت النظام.

بهية مارديني: أفشل النظام السوري منتدى موسكو-2، الذي اختتم الخميس، رغم دعوة روسيا ما أسمته تقارير صحافية بـ "المعارضة الأليفة" للاجتماع. لكن النظام السوري رفض مناقشة كامل جدول الأعمال، كما رفضت الجهة الداعية اقتراحًا بتمديد الاجتماع للتوافق على ورقة مشتركة بين الوفدين. ووقع المشاركون على ورقة من عشر نقاط، حول بند "الوضع الراهن" في جدول الأعمال.

وقال منذر آقبيق، عضو الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري المعارض ورئيس المكتب الاعلامي في مؤتمر جنيف-2، لـ"إيلاف": "تتبنى هذه الورقة وجهة نظر النظام بالكامل، وتغفل مسؤوليته عن الحرب والكارثة الانسانية، ولن أدخل في تفاصيل النقاط العشر وتفنيدها لأنها لا تستحق الجهد".

بالتفصيل

وأوضح المحامي محمود مرعي، أمين عام هيئة العمل الوطني، لـ"إيلاف"، أنه من خلال المناقشات التي وصفها بالصعبة، تم الاتفاق على مناقشة جدول الاعمال المؤلف من خمس نقاط، "ومضى اليوم الاول من دون نتيجة، وتقدم وفد المعارضة بورقة موحدة رغم بعض التحفظات عليها، وتقدم وفد الحكومة بورقة تتعلق بالبند الاول المتعلق بتقييم الوضع الراهن بسوريا، وفي اليوم الثاني تمت مناقشة الورقتين وبصعوبة بالغة وبعد جهود تم التوافق على عشر نقاط بين وفد المعارضة ووفد الحكومة بالاجماع".

أضاف: "بعد ذلك، تمت مناقشة البند الثاني من جدول الاعمال المتعلق بالاهداف والفرص المتوافرة لتوحيد صفوف القوى المحبة للوطن في سوريا، من اجل التصدي للاخطار القائمة، بما فيها الارهاب الدولي، فطلب عدد من أعضاء وفد المعارضة الانتقال للبند الثالث المتعلق بتدابير صون الثقة التي تتخذها الحكومة والقوى المعارضة وأوساط المجتمع المدني، لكن لم تحصل الموافقة قبل مناقشة بند الارهاب، وتقدم وفد الحكومة بورقة من 12 بندًا تتعلق بمكافحة الارهاب، لكن لم يتم التوافق عليها، وللاسف لم يناقش في لقاء موسكو سوى البند الاول من جدول الاعمال ولم تتم الموافقة على تمديد اللقاء".

وأكد مرعي صعوبة النقاش، "بسبب تمسك كل طرف بما لديه من أفكار، وبسبب ضيق الوقت، ففترة يومين لا تكفي لمناقشة خمسة بنود تتعلق بالازمة السورية".

النقاط العشر

والنقاط، التي تم التوافق عليها في لقاء موسكو التشاوري الثاني حول بند "تقييم الوضع الراهن"، هي:

- النقطة الأولى، تضمنت تسوية الأزمة السورية بالوسائل السياسية على أساس توافقي، بناء على مبادىء جنيف، حزيران (يونيو) 2012؛
- النقطة الثانية، تناولت مطالبة المجتمع الدولي بممارسة الضغوط الجدية والفورية على كافة الاطراف العربية والاقليمية والدولية التي تساهم في سفك الدم السوري، لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الارهاب، ووقف كافة الاعمال الداعمة للارهاب من تسهيل مرور الارهابيين إلى الداخل السوري وتدريبهم وايوائهم وتمويلهم وتسليحهم؛
- النقطة الثالثة، تناولت مطالبة المجتمع الدولي الرفع الفوري والكامل للحصار وكافة الاجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري ومؤسساته؛
- النقطة الرابعة، تقضي بأن ترتكز أي عملية سياسية&على السيادة الوطنية والارادة الشعبية التي يتم التعبير عنها عبر الوسائل والطرق الديمقراطية؛
- النقطة الخامسة، أكدت أن انتاج أية عملية سياسية يتم بالتوافق بين السوريين، حكومة وقوى وأحزابا وفعاليات، من المؤمنين بالحل السياسي؛
- النقطة السادسة، أكدت دعم وتعزيز المصالحات الوطنية، التي تساهم في تحقيق التسوية السياسية، ومؤازرة الجيش والقوات المسلحة في عملية مكافحة الارهاب؛
- النقطة السابعة، تقضي بمطالبة المجتمع الدولي بالمساعدة على اعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، والعمل على تهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجرين؛
- النقطة الثامنة، نصت على أن أسس أي عملية سياسية تكمن في الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة سوريا أرضًا وشعبًا، والحفاظ على مؤسسات الدولة وتطويرها والارتقاء بأدائها، ورفض أي تسوية سياسية تقوم على محاصصة عرقية أو مذهبية أو طائفية، والالتزام بتحرير الأراضي المحتلة كافة، والطريق الوحيد لانجاز الحل السياسي هو الحوار الوطني السوري-السوري بدون أي تدخل خارجي؛
- النقطة التاسعة، نصت على أن التسوية السياسية ستؤدي إلى تكاتف وحشد طاقات الشعب في مواجهة الارهاب وعزيمته ويجب أن تؤدي هذه التسوية إلى حصر السلاح بيد مؤسسات الدولة؛
- النقطة العاشرة، أكدت مطالبة المجتمع الدولي بدعم التوافق الذي سيتم التوصل اليه حول الحل السياسي الشامل في لقاءات موسكو، تمهيدًا لاعتماده في جنيف-3.

معارضة أليفة

وكانت تقارير صحافية معارضة اعتبرت أن المشاركين في موسكو مثّلوا طيفًا يضم أفرادًا من "المعارضة الأليفة"، وكانت النتيجة أن رئيس وفد النظام، بشار الجعفري، الذي تباهى بصورة يظهر فيها بزيّ عسكري، لم يقبل حتى استلام قائمة بأسماء 8884 معتقلًا أو مفقودًا، رغم أن الطلب كان ليس إطلاقهم بل "الكشف عن مصيرهم".

وقال أحد أعضاء وفد المعارضة، الذي شارك في منتدى موسكو: "الجعفري أهانني في الوقت الذي كنت أتحدث فيه معه بأدب، مخاطبًا إياه بسيادة السفير، مبينًا أني حريص في كلامي على ضرورة الحفاظ على الدولة والجيش السوري، والبحث عن آليات للوصول إلى يوم نكافح فيه تنظيم داعش سويًا، وتوقعت أن يكون الجعفري أكثر تهذيبًا".

إضافة إلى ذلك، كان اللقاء فرصة جديدة للنظام لممارسة السخرية من فكرة معارضته عمومًا وللإيقاع بين معارضيه، ومناسبة للراعي الروسي للتصريح أن المعارضة السورية والغرب صارا أكثر استعدادًا لإجراء محادثات مع بشار الأسد.