هيمنت الصدمة على السوريين الموجودين في لندن، إثر اغتيال الشيخ السوري عبد الهادي عرواني، فقد كان معروفا بمحبة الجميع، وأبدى معارضون سوريون مخاوفهم من أن تكرر عمليات الاغتيال بحقهم، خاصة وأن الشيخ عرواني كان من المعارضين للنظام السوري، لكن فرضية مقتل الشيخ على خلفية جنائية مازالت قائمة.

بهية مارديني: اجتمع عشرات السوريين، بينهم معارضين بارزين، في النادي الفلسطيني في لندن بعد مقتل الشيخ السوري عبد الهادي عرواني وفاءً للشيخ وعزاء لعائلته، وذكروا مناقب الشيخ، مؤكدين أهمية الكشف عن القاتل الحقيقي.
وقال المحامي البريطاني السوري بسام طبلية لـ"ايلاف" إن السوريين شعروا بالصدمة الشديدة بعد قتل الشيخ عبد الهادي بالرصاص، وخاصة أنه كان شخصية معروفة ومحبة للجميع ".
&
&مخاوف في لندن
&
ولفت الى اجتماع للسوريين جرى الأربعاء الماضي، وقال" لقد خرجوا من أجله وعزاءً لعائلته، وخبر مقتله بالرصاص فعلا جاء كالصاعقة، وأصبح السوريون يشعرون بالخطر وبانعدام الأمان&بعد مقتل الشيخ، وهو معارض معروف وامام بارز بين أبناء الجالية السورية "، وتحدث عن مخاوفهم&قائلا "من الممكن ان يهدد النظام السوري معارضين آخرين لخلط الاوراق، ونشر الفوضى وخاصة في أوروبا و بريطانيا التي تدعم الثورة السورية".
وأضاف المحامي أن الجريمة قيد التحقيق،&ولا يمكن استبعاد أي من السببين السياسي أو الجنائي، فمن جهة نعتبرها جنائية بسبب الخلاف على ملكية مسجد في أحد أحياء لندن،&وخاصة أن هناك دعوى أمام المحاكم البريطانية وكانت في المرحلة الأخيرة وشارفت على الحكم لصالح العرواني.
وأشار الى أن الشيخ كان معارض سياسي لنظام الأسد وهو أحد الشهود على مجزرة حماة، وبالتالي سواء نظام الأسد او رفعت الأسد، عم الرئيس الحالي بشار الأسد له مصلحة في السعي الى مقتله.
ولفت طبلية الى أن "الحذر واجب ويجب في نفس الوقت ان نكشف الستار عن القاتل الحقيقي ويجب ان نقدم مثل هذه الجريمة للمجتمع الدولي كدليل على اجرام الأسد".
&
&فرضية جنائية
وكان مصدر مقرب من الشيخ عرواني تحدث للزميل اسامة مهدي في تقرير سابق، بأن تحقيق الشرطة البريطانية في القضية، بدأ يأخذ منحى جنائيا وليس سياسيا، من خلال التركيز على وجود علاقة بين عملية الإغتيال وخلاف الضحية مع أفراد مسلمين على ملكية مسجد في منطقة اكتون في ضواحي لندن الغربية.&
واشارت إلى أن العرواني، كان قد اشترك مع أفراد مسلمين من أصول أفريقية في افتتاح مسجد في المنطقة، قبل نحو خمس سنوات، لكن خلافا دب بين الطرفين على ملكيته أدى إلى منعه عن المسجد، الأمر الذي دفعه إلى رفع دعوى ضدهم في القضاء البريطاني والإنصراف إلى أعمال حرة في بناء وتحديث العقارات.
واضاف المصدر ان المحكمة البريطانية المختصة بالدعوى قد حكمت بملكية العرواني للمسجد وضرورة تسليمه اليه.
&
&تفاصيل الجريمة
&
وقالت وسائل إعلام &نقلا عن ابنه إن شخصا من أصول افريقية اتصل بوالده قبل عملية الاغتيال بعدة أيام، طالبا منه اجراء تصليحات وترميم في منزله في منطقة "ويمبلي"، لكن هذا الشخص افتعل نسيان مفاتيح الدار عندما رأى الإبن مرافقا لأبيه، فطلب منه موعدًا آخر بعد أيام، وفي الموعد المحدد الثلاثاء الماضي، وبعد ساعات من توجهه لمقابلة الشخص، تم العثور على عبد الهادي العرواني مقتولا برصاصات في صدره في داخل سيارته.
&
وأشار المصدر الى أن الشرطة البريطانية استجوبت ابن الضحية امس لمدة 8 ساعات، وطلبت منه تعريفها بأوصاف الشخص الذي كان قابله ووالده، حيث تم رسم صورة شخصية له، وبدأ البحث عن القاتل على اساس الملامح التي وصفها ابن الضحية.&
وقال إنه لذلك فإن التحقيق في القضية بدأ يستبعد الشبهة السياسية وراء عملية اغتيال الضحية والتي كانت بنيت في البداية على أساس أنه من معارضي النظام السوري المعروف بنشاطاته ولقاءاته التلفزيونية ضد النظام.&

&مكافحة الإرهاب
&
وأعلنت شرطة لندن أن شرطة مكافحة الارهاب البريطانية تحقق في مقتل عرواني (48 عاما)، وقالت في بيان إن قسم مكافحة الارهاب او ما يعرف بـ "اس-او15"، الفرع المتخصص في شرطة لندن الكبرى (متروبوليتان) تقوم بالتحقيق، موضحة أن عناصر من الفرع يجرون التحقيقات بفضل خبرتهم في ادارة التحقيقات ذات الابعاد الدولية، وشبكة اتصالاتهم القائمة مع الخارج". واضافت ان التحقيق في مراحله الاولى، وان الضباط "مستعدون للتفكير في اي دافع".
وقالت ابنته الهام عرواني (23 عاما) لصحيفة "ايفنينغ ستاندرد"، "لا فكرة&لدينا عما حصل، فأي سوري حر ويعرف الحقيقة، هو&معارض للأسد، ولن يكون ذلك حصل بسبب معارضته للأسد، لا بد أن يكون هناك سبب آخر لكن لا يمكننا التفكير بشيء".
&
&من هو الشيخ عرواني؟
&
وقال مرهف، نجل عرواني في بيان إن الاسرة "في حالة صدمة"، وناشد كل من لديه معلومات التقدم بها. وقال "كان أكثر الناس المسالمين كان يحب مساعدة الناس. لم يأبه لخلفية اي شخص او عرقه او مركزه الاجتماعي".
واضاف "لم يهمه اذا كنت غنيا او فقيرا، كان فقط يريد مساعدة المحتاجين".
عرواني، بحسب لقاءات معه، من مواليد 1966&فرّ من سوريا عندما كان في السادسة عشرة، بعد نجاته من مجزرة حماة في سوريا في العام 1982 وقال "في الثمانينات ذبحت حماة فقط، اليوم تذبح سوريا كلها".
وأضاف ان ذكرياته التي حملها من مدينة حماة مؤلمة وأن النظام آنذاك نادى " الله اكبر وبأن السلطة سقطت في دمشق وحلب" وكانت هذه عبارة عن حيلة، فعندما خرج الناس من بيوتهم في حماة مهللين بسقوط النظام بدأ&عناصر النظام بقتلهم واطلاق النار عليهم بكثافة.
وكان عرواني امام مسجد النور في منطقة اكتون في غرب لندن بين عامي 2005-2011. وقال المسجد في بيان انه "حزين وسيفتقده" كما نعاه اصدقاؤه ومعارفه على وسائل التواصل&الاجتماعي.
&