قبيل مغادرته إلى واشنطن للقاء الرئيس اوباما بساعات، فقد أعلن العبادي عن خطة لإعادة هيكلية الجيش العراقي بإحالة 300 ضابط في وزارة الدفاع إلى التقاعد، وتعيين قائد جديد لقيادة عمليات محافظة نينوى .. فيما وعد&أهالي محافظة الانبار بتحريرهم من تنظيم "داعش" طالبًا منهم التعاون مع القوات الأمنية لتحقيق هذا الهدف.

قال القائد العام للقوات المسلحة، رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إنه بهدف إعادة هيكلة الجيش العراقي وجعله اكثر فاعلية وكفاءة في مواجهة المخاطر التي تواجه البلاد ولحماية أمنها الوطني، فإنه قرر إحالة اكثر من ثلاثمائة ضابط في وزارة الدفاع الى التقاعد، كما قال في بيان صحافي في وقت متأخر الليلة الماضية، واطلعت على نصه "إيلاف". &
&
وبالترافق مع ذلك، فقد عيّن العبادي قائدًا جديدًا لعمليات محافظة نينوى الشمالية التي يحتلها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" منذ حزيران (يونيو) الماضي هو اللواء الركن نجم عبد الله الجبوري الذي استقبله بمكتبه وبحثا الاستعدادات والاستحضارات الجارية لمعركة تحرير المحافظة. وشغل اللواء الجبوري في وقت سابق منصب قائمقام قضاء تلعفر بمحافظة نينوى &لمدة 3 سنوات. &&
&
وجاءت هذه التطورات بعد اربعة ايام من اصدار العبادي الاربعاء الماضي سلسلة اوامر عسكرية بإعفاء واستبدال وتعيين 12 من القادة والامرين في قوات الجيش والشرطة الاتحادية شملت قيادات القوات البرية والاستخبارات والمدفعية وقادة فرق عسكرية. وصدرت هذه الاوامر بعد ايام من تحرير مدينة تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين والمعارك الحالية الجارية في محافظة الانبار مع تنظيم "داعش" والاستعدادات لتحرير محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل من سيطرة التنظيم. &
&
وقد استبق العبادي بقراراته هذه لقاءه مع الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن، التي يغادر بغداد متوجهًا اليها يوم غد الثلاثاء، حيث سيطلب مساعدته للحصول على طائرات بدون طيار وأسلحة أميركية أخرى بمليارات الدولارات لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، لكنه سيطلب تأجيل سداد ثمن الصفقة حيث يواجه أزمة سيولة بسبب تراجع أسعار النفط التي عصفت بأموال الدولة العراقية. &
&
وخلال أول زيارة يقوم بها إلى واشنطن رئيساً للوزراء، يأمل العبادي في اقناع الولايات المتحدة بأن العراق يستحق مزيدًا من القوة البشرية الأميركية والأسلحة بعد ثلاث سنوات من انسحاب القوات الأميركية من البلاد نهاية عام 2011.
&
وسمح أوباما في آب (أغسطس) الماضي بشن أول ضربات جوية أميركية في العراق منذ الانسحاب الأميركي، وسمح أيضًا بنشر ثلاثة آلاف جندي أميركي لمساعدة العراق في محاربة تنظيم "داعش"، لكن أوباما فرض قيودًا على الدور العسكري الأميركي في المعركة ليقتصر على التدريب وتقديم المشورة للقوات العراقية والكردية.
&
ويحمل العبادي خلال زيارته الى واشنطن قائمة طلبات بأسلحة متقدمة تشمل طائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي التي تصنعها شركة بوينغ وذخيرة وأسلحة أخرى ليقدمها خلال اجتماعه مع أوباما، كما سيطلب أيضًا تأجيل سداد ثمن هذه الأسلحة.
&
ومن جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي اليستير باسكي إن الولايات المتحدة ستواصل التشاور مع قادة العراق لضمان حصولهم على احتياجاتهم لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
&
وأضاف: "الولايات المتحدة ملتزمة بتقديم العتاد اللازم لقوات الأمن العراقية بما في ذلك القوات الكردية في إطار التحالف ضد الدولة الإسلامية." ونظرًا للوقت الذي يستغرقه تدريب الطيارين فمن المحتمل أن يبحث العبادي أيضًا تزويد الولايات المتحدة للعراق بطائرات هليكوبتر من طراز أباتشي وطيارين لقيادتها.
&
العبادي يعد ممثلي الانبار بتحرير أهالي المحافظة من داعش
&
وحول المعارك الجارية في محافظة الانبار الغربية لطرد مقاتلي تنظيم "داعش" من المناطق التي يحتلها هناك، فقد اكد العبادي التصميم على تحرير المحافظة وأهلها من سيطرة التنظيم.
&
&وقال العبادي خلال اجتماعه في بغداد مع مجموعة من شيوخ عشائر ووجهاء محافظة الانبار، "اننا مصممون على تحرير ارض الانبار واهلها من العصابات الارهابية" .. داعيًا اهلها وعشائرها الى الصمود لأن العدو مهزوم ومنكسر.
&
وحيا صمود أهل المحافظة بوجه الإرهاب، مشيرًا إلى أن الصمود ليس سهلاً وانما يحتاج الى تضحيات ودماء وجهد . وشدد على اهمية المعركة النفسية .. وقال "إن ثلثي المعركة نفسي والثلث الاخر عسكري وإن تشويشًا واشاعات مغرضة يستخدمها البعض تساهم ببعض الامور السلبية اذ ان داعش منكسر وسننتصر عليه ونحرر كل ارضنا من دنسه".&
&
وشدد العبادي بالقول "إن الانبار من اولوياتنا وان الصمود يقلل الخسائر والانكسار يزيدها، ولذلك فصمودكم مهم لحسم المعركة". ودعا اهل الانبار الى "مساعدة قواتنا امنيًا من اجل كشف هؤلاء لان المسؤولية مشتركة بيننا"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي الليلة الماضية. &
&
وجاء اجتماع العبادي مع ممثلي الانبار في وقت اكد مجلس المحافظة إبادة رتل من المركبات تابع لتنظيم "داعش" بالكامل بقصف لطيران التحالف الدولي، مشيرًا الى أن الرتل يحمل تعزيزات من الفلوجة الى الرمادي.
&
وقال نائب رئيس المجلس فالح العيساوي إن "الطيران الحربي للتحالف الدولي وبالتنسيق مع القوات الامنية تمكن مساء امس الاحد من قصف رتل من المركبات التابعة لتنظيم داعش في منطقة البو بالي شرق الرمادي".. موضحًا في حديث مع وكالة "السومرية نيوز" أن "الرتل كان يحمل تعزيزات من مدينة الفلوجة الى مناطق البو عيثة والبو فراج شرق الرمادي". وأضاف أن "الرتل أبيد بالكامل وتم إلحاق خسائر مادية وبشرية كبيرة جداً بالتنظيم".
&
كما اعلن &مجلس محافظة الأنبار عن تسليح ثلاثة افواج من الشرطة المحلية في المحافظة مؤكدًا وصول تعزيزات عسكرية كبيرة الى قيادة عمليات الأنبار لمواجهة "داعش" في العمليات العسكرية التي تصاعدت بشكل واسع منذ الأربعاء الماضي.
&
وأكد محافظ الانبار صهيب الراوي السبت الماضي أن العبادي أمر بنقل كميات كبيرة من الأسلحة والاعتدة الى الانبار بالسرعة الممكنة، فيما أشار مجلس المحافظة الى أن الوضع داخل الرمادي مسيطر عليه موضحًا أن ما حدث من خرق في منطقتي البو عيثة والبو فراج ودخول مقاتلي "داعش" اليهما ستتم معالجته.