فيما أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن زيارته الحالية إلى الأردن تهدف إلى تعزيز علاقات البلدين والشراكة في مواجهة الإرهاب، محذرًا من أن بلاده تواجه مخاطر كبيرة، فقد شدد نظيره الأردني عبد الله النسور على دعم بلاده للعراق في ضرب معاقل تنظيم "داعش".


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي خلال مؤتمر صحافي مع النسور في عمان، الاحد، تابعته "إيلاف"، إن بلاده عازمة على بناء& علاقات جيدة مع جميع الدول وخاصة الجوار منها. وأضاف أنّ عصابات داعش وبدعم من بعض الدول تحاول ضرب نسيج التعايش السلمي في العراق بلد التعايش بين مختلف الديانات لأنه بلد الاديان والعتبات المقدسة.

وقال إن محاربة داعش هي معركة شوارع كونه يتخذ من المدن المأهولة بالسكان دروعًا بشرية.. وحذر من أن العراق يواجه اليوم خطراً كبيرًا من داعش ويؤثر على دول المنطقة جميعها لأن داعش لم يأتِ من فراغ&، وهو يسعى الى ضرب المجتمع العراقي وتفكيك نسيجه.

وأشار إلى أنّ زيارته إلى عمان تهدف إلى تفعيل العلاقات الامنية& السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين. وأوضح أن المصالح الاقتصادية والتجارية والسياسية والتعليمية تذوّب الخلافات بين الدول المتجاورة. من جهته، قال رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور إن الأردن ستدعم العراق بالأموال والخطط لضرب معاقل عصابات داعش الإرهابية. وقال النسور إن داعش والجماعات المتطرفة وباء على المنطقة&ولا بد من محاربتها.

وفي وقت سابق اليوم وصل العبادي إلى عمان في زيارة قصيرة تستغرق يوماً واحدًا يبحث خلالها مع ملكها عبد الله الثاني علاقات البلدين السياسية والاقتصادية وتوحيد الجهود لمواجهة تنظيم "داعش"، الذي يهدد البلدين. وتهدف زيارة العبادي الرسمية هذه وهي الاولى منذ تسلمه لمنصبه في رئاسة الحكومة قبل شهرين إلى التأكيد على التعاون الامني والسياسي والتجاري.

وأشار مكتب المسؤول العراقي في بيان صحافي اليوم إلى أنّ العبادي سيلتقي مع الملك عبدالله الثاني أيضًا لإجراء مباحثات لتطويرالعلاقات وتوسيع آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وتعزيزها في مختلف المجالات وبالأخص التعاون الأمني في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة خطر تنظيم داعش الذي يهدد أمن البلدين الجارين وعموم المنطقة".

وقالت مصادر عراقية إن العبادي والملك عبد الله سيناقشان تطوّرات العلاقات الثنائية وسبل التعاون في القضاء على الإرهاب ومحاربة الافكار المتطرفة ونموها والجهود المبذولة ضمن التحالف الدولي ضد داعش وتنشيط الاقتصاد بين البلدين واستمرار تزويد العراق للاردن بالنفط بأسعار تفضيلية.

وأشارت إلى أنّ العبادي سيركز في مباحثاته على سبل التعاون المشترك للقضاء على داعش وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية ومسألة بيع النفط العراقي للاردن واستكمال انبوب ميناء العقبة والتجارة البينية بين البلدين وقطاع النقل والترانزيت وتأمين الطرق البرية.

وقالت إن الزيارة تأتي ضمن سلسلة زيارات متعاقبة لدول أقليمية أخرى، وتهدف إلى حشد المزيد من الدعم الإقليمي والدولي لمكافحة إرهاب داعش، منوهة إلى أنّ العراق يحتاج من الأردن الدعم اللوجستي والاستخباري لغرض دحر المجاميع التكفيرية وتسليم المدانين بقضايا إرهابية".

يذكر أن عشرات المتطرفين الاسلاميين الأردنيين يقاتلون في صفوف تنظيم داعش، كما أن الأردن يشهد تظاهرات بين الحين والآخر، ينظمها سلفيون، وانصار الاخوان المسلمين يعلنون فيها وقوفهم إلى جانب المقاتلين الاسلاميين في العراق وسوريا.

وكان رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت قال في 19 من الشهر الحالي إن أسوأ سيناريو بالنسبة للاردن يمكن أن تسير فيه الحالة العراقية، هو بقاء الوضع على ما هو عليه غامضًا وملتبسًا ضمن حالة قتال تكون نتيجته اقامة دولة سنية بالدم وسيفضي ذلك إلى تقسيم العراق. وأكد البخيت أن الخطوة الناجعة هي في إجراء المصالحة العراقية لأن قيام دولة سنية في العراق له تداعيات خطيرة على الأردن وعلى الأمن القومي العربي.

وأضاف البخيت، وهو عضو في مجلس الأعيان، خلال محاضرة القاها في نادي الأردن أن هناك احتمالات لتطور الازمة العراقية ضمن اربعة سيناريوهات، أولها قيام رئيس الوزراء العراقي بعملية سياسية سلمية، تقود لمصالحة مجتمعية بين مكونات العراق الرئيسة، تضمن مشاركة السنة فيها، مثلما أن السيناريو الآخر هو احتمالية انتصار الجيش العراقي، وهذا مشكوك فيه لأسباب كثيرة، ومنها الحاجة إلى تعاون الجميع.

وأشار البخيت، إلى أنّ ثمة احتمالًا لتطور الازمة في العراق يكمن في اتفاق المكونات العراقية على تقسيم العراق، لكنه استبعد مثل هذا الاحتمال لصعوبة مثل هذا السيناريو، خصوصًا وأن بغداد يسكنها خليط سكاني، وأن معظم الموارد في منطقة محددة هي كركوك والجنوب، وهذا ما تفتقر اليه مناطق الشمال.

يذكر أن العبادي انهى الاربعاء الماضي زيارته إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث أجرى خلالها مباحثات مع الرئيس الايراني حسن روحاني، والمرشد الاعلى علي الخامنئي، كما التقى برئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الايراني هاشمي رفسنجاني، وأمين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني، والمرجع الديني كاظم الحائري بمدينة قم، وبحث معهم التطورات الامنية والسياسية التي يشهدها العراق والمنطقة بصورة عامة.