عدن: أعلنت شركة اليمن للغاز الطبيعي المسال المملوكة جزئيا من قبل شركة توتال الفرنسية، الثلاثاء انه تم وقف جميع عمليات الانتاج والتصدير من هذه المنشأة الاستراتيجية في ظل نزاع محتدم بين الحوثيين وحلفائهم وانصار الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي.

وأكدت الشركة في بيان انها قررت "وقف جميع عمليات الانتاج والتصدير واجلاء الموظفين" نظرا الى "التدهور الجديد للوضع الامني حول بلحاف". وعزت الشركة القرار الى "ظروف قاهرة".

ويأتي ذلك& فيما ينتظر أن يصوت مجلس الامن على مشروع قرار خليجي يفرض عقوبات على زعيم الحوثيين وعلى نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح. وقد سيطر مسلحون قبليون على هذه المنشأة الوحيدة لانتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال في جنوب اليمن بحسب مصادر عسكرية وقبلية.

وقال مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية إن "مسلحين قبليين سيطروا على منشأة بلحاف بعد انسحابنا منها". وينتمي المصدر الى القوة العسكرية التي كانت تقوم بحماية المنشأة.

واشار الى ان المسلحين ينتمون الى قبيلة الواحدي وقد "شكلوا قوة لحماية المنشأة". إلا أن شركة توتال اعلنت في باريس انها تبلغت من شركة اليمن للغاز الطبيعي المسال ان الاخيرة ما زالت تسيطر على المنشأة.

وتوضيحا لذلك، قال ناصر بالحاج القائد المسلح في قبيلة الواحدي في شبوة "لقد سيطرنا على الجانب الامني وأقمنا نقاط تفتيش في المنطقة ... اما من الجانب الاداري، فما زال هناك موظفون ولا نتدخل في شؤونهم".

واضاف "مشكلتنا ليست مع الشركة وانما مع افراد الجيش والحماية الموالين للحوثيين و(الرئيس السابق) علي عبدالله صالح". وكان شيخ قبلي قال في وقت سابق ان "الـ 400 جندي الذين كانوا ينتشرون في المنشأة القوا السلاح وانسحبوا ودخل رجالنا الى المنشأة والميناء والى مكاتب شركة اليمن للغاز الطبيعي المسال".

وأكد الشيخ ان دخول المسلحين "يهدف الى ضمان أمن المنشأة وحمايتها" خصوصا من أعمال النهب.

وذكرت مصادر قبلية متطابقة ان مجموعة من حوالى 25 عنصرا من تنظيم القاعدة تمكنوا من التسلل مع المسلحين القبليين الى منطقة المنشأة وسيطروا على معدات عسكرية تركت في المكان لا سيما دبابات وقاذفات صواريخ.

تقع بلحاف على شواطئ محافظة شبوة الجنوبية المطلة على خليج عدن والتي تشهد معارك ضارية بين الحوثيين وأنصار هادي. وتملك شركة توتال الفرنسية 40% من شركة اليمن للغاز الطبيعي المسال التي بدأت بتصدير الغاز من بلحاف في 2009.

الا ان الشركة الفرنسية أكدت على لسان المتحدث باسمها في باريس انها لا تقوم بتشغيل منشأة بلحاف بشكل مباشر، الامر الذي تقوم به شركة اليمن للغاز الطبيعي المسال.

كما ذكرت انه ليس لديها اي موظف اجنبي في اليمن حاليا واشارت الى ان وقف العمليات في بلحاف ناتج عن وضع المنشأة في "وضع الحماية" وليس عن اغلاقها بشكل تام، وهذا يسهل استئناف العمليات فيها بسرعة نسبيا.

وتصدر الشركة الغاز المسال بموجب عقودًا طويلة الأمد الى الاسواق الآسيوية والاميركية والاوروبية. وتعد عائدات مشروع بلحلف اساسية بالنسبة لليمن أحد أفقر دول العالم، اذ تشكل هذه العائدات 30% من ايرادات الدولة اليمنية.
&