قال بيان رئاسي مصري صدر الثلاثاء، إن مصر والسعودية اتفقتا على تشكيل لجنة لتنفيذ "مناورة استراتيجية كبرى" على الأراضي السعودية، تشارك فيها دول خليجية.
إيلاف - متابعة: اتفقت مصر والسعودية المشاركتان في الحرب على الحوثيين في اليمن، على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لتنفيذ "مناورة استراتيجية كبرى" على الاراضي السعودية بمشاركة قوات خليجية، فيما قتل 46 شخصًا في مواجهات بين الحوثيين والمقاتلين المناوئين لهم في جنوب اليمن.
وتشارك مصر بقوات بحرية وجوية في التحالف العسكري العربي، الذي تقوده السعودية تحت اسم "عاصفة الحزم"، للدفاع عن شرعية الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور ضد الحوثيين في اليمن. وسبق ان اعلنت القاهرة استعدادها لارسال قوات برية الى اليمن اذا "لزم الأمر"، كما اكدت السعودية والامارات عدم استبعاد خيار ارسال جنود الى الارض في اليمن.
واعلنت الرئاسة المصرية في بيان عقب اجتماع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز "الاتفاق على تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لبحث تنفيذ مناورة استراتيجية كبرى على أراضي المملكة العربية السعودية وبمشاركة قوة عربية مشتركة تضم قوات من مصر والسعودية ودول الخليج".
تدريبية فقط
ولم تعط الرئاسة المصرية اي تفاصيل اخرى عن هذه المناورة. لكن مسؤولا امنيا مصريا قال لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان الغرض من المناورات هو "التدريب" فقط. وفي اجتماعه مع وزير الدفاع السعودي، كرر السيسي ان "أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر بالنسبة إلى مصر وجزء لا يتجزأ من أمنها القومي (...) لا سيما في البحر الأحمر ومضيق باب المندب"، حسب ما افاد بيان الرئاسة.
وقالت الرئاسة ان الاجتماع تناول ايضا العمليات العسكرية للتحالف العربي في اليمن التي "تستهدف إرساء الاستقرار والأمن في اليمن والحفاظ على هويته العربية، ومساعدته على تجاوز تلك المرحلة الدقيقة في تاريخه".
وبدأت العملية العسكرية العربية المشتركة في اليمن في 26 اذار/مارس الفائت. وبعد ثلاثة ايام اعلن قادة الدولة العربية في ختام اجتماع للقمة العربية انشاء قوة عربية مشتركة لمحاربة "المجموعات الارهابية"، وخصوصا تنظيم الدولة الاسلامية. وقد منحوا انفسهم مهلة اربعة اشهر للاتفاق حول آلياتها واهدافها وتشكيلتها.
وافاد القرار المتعلق بالقوة المشتركة بحسب نص اطلعت عليه وكالة فرانس برس ان لجنة من ارفع المسؤولين في كل الدول الاعضاء تحت اشراف رؤساء الاركان امامها مهلة شهر لتقديم توصيات حول تشكيل القوة واهدافها والياتها وموازنتها. وبعد ذلك، ينبغي ان تنال التوصيات موافقة وزراء الدفاع ضمن مهلة زمنية لا تتجاوز اربعة اشهر. وكان الرئيس المصري من ابرز الداعيين لتشكيل هذه القوة العربية المشتركة.
&
وزيرا دفاع السعودية ومصر يبحثان المستجدات في اليمن |
وفي اليمن، قتل 12 متمردا حوثيا واربعة من المقاتلين المناوئين لهم في محافظة الضالع بجنوب البلاد، بحسبما افاد مصدر من "المقاومة الشعبية" التي تحارب الحوثيين في الجنوب. وذكر المصدر ان "اشتباكات وقعت بعد سلسلة من الكمائن التي نصبت للحوثيين في سناح ومفرق خوبر والطريق بين قعطبة وسناح"، وهي مناطق في شمال محافظة الضالع.
وتكثفت اعمال القصف العشوائي للاحياء السكنية في مدينة عدن الجنوبية، حيث ما يزال الحوثيون ينتشرون ويواجهون "المقاومة الشعبية" الموالية للرئيس هادي. وقال سكان لوكالة فرانس برس ان المدينة شهدت منذ الساعات التي تلت على تصويت مجلس الامن على قرار يفرض حظرا للسلاح على الحوثيين، قصفا بقذائف الهاون خصوصا على احياء المعلا والقلوعة وكريتر مما ادى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
من جهة ثانية، شن طيران التحالف غارات عدة على مواقع الحوثيين صباح الاربعاء خصوصا على مدرج مطار المدينة الذي يتمركز فيه المتمردون، فضلا عن غارات استهدفت نقطة جبل حديد ومواقع للحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في احياء كريتر وخور مكسر وبئراحمد وفقا لمصادر عسكرية.
وذكرت المصادر ان المواجهات حصلت بعد هجوم شنه الحوثيون على موقع للواء 35 في تعز. وفي شمال البلاد، اكد شهود عيان لوكالة فرانس برس ان طيران التحالف قصف المجمع الحكومي في وسط محافظة صعدة، وهي المعقل الرئيسي للحوثيين. وتتفاقم معاناة اليمنيين في سائر انحاء البلاد، بما في ذلك في العاصمة صنعاء التي تعيش من دون كهرباء منذ ثلاثة ايام. واكد سكان ان المحروقات نفدت وبات الشوارع شبه خالية من السيارات.
واصدر مجلس الامن الدولي الثلاثاء قرارا تميز بالحزم عبر فرض حظر على امداد المتمردين الحوثيين في اليمن بالسلاح. ودعا قرار مجلس الامن الميليشيات الحوثية الى الانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها منذ بدء تقدمها في صيف 2014& انطلاقا من معاقلها في شمال البلاد قبل ان تتمكن من السيطرة على العاصمة صنعاء والوصول الى عدن كبرى مدن الجنوب.
وفي لشبونة قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاربعاء ان ايران تريد استخدام نفوذها للتوصل الى وقف لاطلاق النار في اليمن لمنع "القاعدة من الافادة من هذا الوضع المروع للتقدم" ميدانيا.
وقال ظريف في ختام لقاء مع نظيره البرتغالي روي ماشيتي "علينا ان نضع حدا لعمليات القصف والمجازر في اليمن ونمنع القاعدة من الافادة من هذا الوضع المروع للتقدم".
واضاف ظريف "اننا مستعدون لاستخدام نفوذنا على كل المجموعات" التي يمكننا التأثير عليها و"ليس فقط على الحوثيين والشيعة لياتي الجميع الى طاولة المفاوضات".
واوضح "اذا اردنا منع هذه الازمة من التوسع" في المنطقة "يجب وقف المعارك وايجاد حل سياسي" مذكرا بخطة السلام "من اربع نقاط" التي اقترحها امس في مدريد.
وقال "يجب اولا التوصل الى وقف لاطلاق النار ثم نقل مساعدات انسانية وفتح حوار بين الاطراف في اليمن قبل تشكيل حكومة تقيم علاقات جيدة مع كل دول الجوار".
&
التعليقات