منذ عهد الرئيس الأميركي الثاني جون آدامز(1797-1801) &والبيت الأبيض يتعرض للسرقات على أيدي ضيوفه، التي تستهدف أشياء صغيرة، ذلك أن المرء لا يحظى دائما بفرصة حضور حفل عشاء في البيت الأبيض، وتستهدف السرقات الملاعق والمناشف، ويسعى سارقها إلى الحصول على تذكار يربطه بالبيت الأبيض.

عبد الاله مجيد: رغم كل مظاهر الحفاوة التي يستقبل بها البيت الأبيض ضيوفه إلا انه دائما مهدد باختفاء اشياء في جيوب الزوار ومحفظاتهم أو اماكن أخرى من ملابسهم، وهي سرقات مفهومة، فالمرء لا يُدعا كل يوم الى مأدبة عشاء أو الى حفل توزيع جوائز أو أوسمة في البيت الأبيض، ومَنْ لا يريد ان يحضر ويغادر من دون ان يأخذ معه تذكارا من مقر رئيس اقوى دولة في العالم؟.
&
وتكون غالبية السرقات صغيرة تستهدف بالدرجة الرئيسية مناشف مطرزة بالشعار الرئاسي من دورة الماء أو ملاعق رخيصة يستأجرها البيت الأبيض من متعهد لاقامة الحفلات والمآدب الكبيرة، ولكن اشياء أغلى تُسرق ايضا بينها حامل البطاقة التي تحدد مكان جلوس الضيف والملاعق الفضية الصغيرة والقطع الزجاجية المتدلية من المصابيح الجدارية في دورات المياه النسائية. &
&والمعروف ان اشياء من الأقداح الى أغطية الوسادات اختفت من الطائرة الرئاسية في جيوب صحافيين وموظفين واعضاء في الكونغرس كانوا يسافرون مع الرئيس في زياراته. &
&
ليست جديدة
&
ويقول باحثون ان هذه السرقات ليست جديدة وتعكس، ولو بطريقة منحرفة، الاحترام الكبير الذي يكنه السراق للرئاسة وما تمثله من هيبة.
&
إغراء لا يقاوم
&
وأكد كبير مؤرخي الجمعية التاريخية للبيت الأبيض وليام بوشونغ لصحيفة (واشنطن بوست) ان هذه السرقات بدأت منذ اليوم الأول لافتتاح البيت الأبيض حين قرر الرئيس جون آدمز استقبال الضيوف فيه، واضاف "ان الأغراء الرئيسي هو رغبة الزائر في أخذ تذكار يربطه بتلك الخبرة التي عاشها في البيت الأبيض، وهو اغراء لا يُقاوم". &
&
وكان الزوار يتمادون احيانا في ما يسرقونهو فالمعروف ان السياح ظلوا ينتفون شعرات من ذيل الحصان الذي كان الرئيس زاكري تايلور يمتطيه خلال الحرب المكسيكية حتى أصبح ذيل الحصان عاريا من الشعر. &وخلال رئاسة ابراهام لنكولن كان بعض السياح يستخدمون مقصات صغيرة لأخذ قطع من الستائر والأثاث.
&
&سلع رائجة
&
واحيانا كان موظفو البيت الأبيض يساهمون في انعاش سوق الهدايا التذكارية المأخذوة من البيت الأبيض دون موافقة نزيله، فان وليام كروك الذي دخل البيت الأبيض حارسا للرئيس لنكولن وبقي موظفا هناك اربعة عقود حوَّل الألواح الخشبية الأرضية لمكتب لنكولن حين أُزليت لتجديده الى عشرات من عصي التوكؤ وعرضها للبيع.&
&
وما زالت خزفيات البيت الأبيض تُباع بأسعار باهظة في السوق المفتوحة حيث المستعملة أغلى من الجديدة. &وأظهرت دراسة لمواد معروضة للبيع على الانترت مصدرها الأصلي البيت الأبيض ان هناك من دفع 3750 دولار لشراء كوب وصحن استخدمهما بيل كلنتون.&
&
مراقبة بلا جدوى
&
ورغم ان مكتب التدبير المنزلي للبيت الأبيض يراقب كل ما يُستخدم حين تقيم العائلة الأولى مأدبة لضيوفها، فان من الصعب احصاء ما يتحمله دافع الضرائب لتعويض القطع التي تختفي في نهاية الأمسية، وقالت صحيفة واشنطن بوست ان السيدة الأولى ميشيل اوباما رفضت التعليق حين سألتها عن ذلك. &
&
سرقت الفوط الورقية&
&
وبلغ حجم السرقات حدا اقترحت معه سكرتيرة الشؤون الاجتماعية للبيت الأبيض تمرير الضيوف عبر جهاز مغناطيسي لكشف القطع المعدنية المسروقة، وقالت ليا بيرمان التي عملت سكرتيرة الشؤون الاجتماعية في البيت الأبيض خلال رئاسة جورج بوش ان زائرة ظلت تحشو ملابسها وأكمامها بالفوط الورقية الرئاسية حتى انها اصبحت تمشي وكأنها حامل بخمسة توائم، واضافت بيرمان "حين دخلنا دورة المياه كانت الغرفة خالية من الفوط الورقية". &
&
حتى المشاهير&
&
ومن أكثر الشغوفين بسرقة اشياء من البيت الأبيض كبار الأثرياء والمشاهير الذين كثيرا ما يكونون زوارا على العائلة الأولى. &وأصبحت النجمة التلفزيونية باربرا وولترز سيئة الصيت بسرقة فوط دورة المياه في البيت الأبيض حتى ان العائلة الأولى ارسلت اليها في عام 2012 سلة كاملة ومعها ملعقة ايضا. &
&
وقالت ميشيل اوباما خلال مقابلة تلفزيوينة ان وولترز تشيع البهجة حين تزور البيت الأبيض لكنها "تحاول سرقة اشياء مختلفة منه".
&
ومن اصحاب السوابق ايضا الممثلة ميريل ستريب الفائزة بالاوسكار والمعروفة بغزواتها على دورة المياه النسائية في البيت الأبيض لسرقة فوط رئاسية. &ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المتحدثة باسم ستريب انها ذات مرة رأت امرأة في دورة مياه البيت الأبيض تنظر الى الفوط الرئاسية نظرة تشي بأنها تفكر في دس واحدة منها في حقيبة يدها فقالت لها النجمة السينمائية "لا تترددي خذي واحدة فأنا وضعت واحدة في حقيبتي".
&
ولكن السرقة المزمنة التي تشكل مشكلة كبيرة للعائلة الأولى الحالية والعائلة التي سبقتها هي سرقة حامل البطاقة التي تحدد مكان جلوس الضيف، فان تصميم الحامل الموشى بالفضة يتضمن عادة صورة النسر الاميركي محفورة عليه. &ويمكن ان يباع مقابل 100 دولار في السوق. &
&
وقال تاجر التحفيات فرانك ميلوي انه "بعد 500 سنة من الآن سيبقى حامل البطاقة هذا قيد الاستعمال في البيت الأبيض" &ثم استدرك "إذا لم يُسرق". &
&