حذر تقرير نشر في لندن من أن المعركة ضد الرئيس السوري تتجه نحو الفوضى، خصوصاً أن تركيا والسعودية لا تلتزمان بخطة الولايات المتحدة بعدم دعم المعارضين الاسلاميين المتشددين.

نصر المجالي: قال تقرير نشرته صحيفة بريطانية إن تركيا والسعودية تدعمان بقوة ائتلافاً اسلامياً يقاتل ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أن هذا الائتلاف يضم القاعدة في سوريا، "وهو أمر أقلق الحكومات الغربية".

وقالت صحيفة (إنديبندانت)، في تقريرها، إن السعودية وتركيا تسعيان إلى توفير الدعم للمعارضة السورية من بينها (جيش الفتح)، وهو اتحاد عسكري بين قوات المعارضة السورية يضم جبهة النصرة، كما أنه جماعة متشددة لديها الكثير من القواسم المشتركة مع تنظيم الدولة الاسلامية الساعية لإقامة دولة الخلافة الاسلامية.

وأوضح التقرير أن "قرار تركيا والسعودية بدعم جبهة النصرة ، التي تلعب دوراً رئيسياً في الحرب الدائرة في سوريا، أثار قلق الحكومات الغربية والولايات المتحدة التي تعارض وبقوة تسليح الجهاديين ودعمهم مالياً خلال الحرب الدائرة في سوريا".

نسف الخطة

وختمت الصحيفة قائلة: إن" دعم تركيا والسعودية لجيش الفتح، يهدد بنسف خطة واشنطن القاضية بتدريب مقاتلين مؤيدين للغرب"، مشيراً إلى أن "عدد هؤلاء المقاتلين قليل، إلا أنه هام لقتال عناصر تنظيم الدولة الاسلامية وليس النظام السوري، وهذا ما تصر عليه وزارة الخارجية الاميركية".

ويشار إلى أن جيش الفتح هو اتحاد عسكري بين قوات المعارضة السورية في إدلب، وذلك أثناء الأزمة السورية، وكان تم تشكيله في 24 مارس (آذار) 2015 في نفس اليوم الذي بدأ فيه أول معركة له هي تحرير مدينة إدلب وسمّاها (غزوة إدلب)، وانتصر بالمعركة بعد 4 أيام وحررها بالكامل من قوات نظام بشار الأسد.

برنامج التدريب

وكان البرنامج الأميركي لتدريب قوات المعارضة السورية "المعتدلة" بدأ في التاسع من الشهر الجاري في تركيا والأردن من جانب خبراء عسكريين أميركيين.
&
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية أنّ برنامج التدريب هو جزء من مشروعٍ تبلغ كلفته خمسة مليارات دولار، خصصها البنتاغون لبرنامج التدريب من ميزانية الدفاع الأميركية للعام الحالي، والبالغة 64 مليار دولار.

وكان البرنامج الذي من المفترض أن يدرب أكثر من 15000 مقاتل في نهايته، تأجل عدة مرات بسبب الخلافات بين أنقرة وواشنطن حول تفاصيل دعم قوات المعارضة في ساحة المعركة، من حيث الكيفية التي ستقوم بها واشنطن بدعم قوات المعارضة، وأيضاً كيفية اختيار العناصر التي سيتم تدريبها.

على أن تقارير ذكرت أن برنامج التدريب مفترض أن يشمل خمسة آلاف مقاتل، سيتم تدريبهم في كل من تركيا والأردن وقطر والمملكة العربية السعودية. ويقضي البرنامج الذي يتم تنفيذه في تركيا بتدريب 300 مقاتل في البداية، ومن ثم 300 مقاتل آخرين وهكذا، ليصل العدد النهائي للمقاتلين الذين سيتم تدريبهم مع نهاية العام في الأراضي التركية إلى ألفين.

وصول المدربين الأميركيين

وكانت صحيفة (حرييت) التركية أكدت، الخميس الماضي، وصول 123 عنصراً من القوات الخاصة الأميركية، للمشاركة في تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة، بحسب الاتفاق الموقّع بين أنقرة وواشنطن، في وقت سابقٍ من العام الحالي.

ووفقاً للصحيفة، فإن 40 من الجنود الأميركيين توجّهوا إلى قاعدة هرفانلي بالقرب من مدينة كرشهير، وسط الأناضول، تزامناً مع وصول 83 جندياً إلى قاعدة إنجرليك للبدء بتدريب عناصر المعارضة السورية.

ومن المفترض أن يكون التركمان السوريون القوة الضاربة في هذه القوات لضمان ولائها، إذ يقوم جهاز الاستخبارات التركي الآن، بعملية اختيار عناصر القوات التي سيتم تدريبها، حيث ستنتهي هذه العملية قريباً جداً.

وختاماً، قالت تقارير إنه سيتم نقل المتدربين بعد انتهاء البرنامج إلى ولاية هاتاي (لواء اسكندرون) الحدودية، حيث سيتم تسليحهم قبل الدخول إلى سوريا لقتال تنظيم (الدولة الإسلامية).