كاتماندو: يبذل عناصر الانقاذ جهودا جبارة الاربعاء للعثور على ناجين من زلزال مدمر جديد في النيبال ادى الى انزلاقات للتربة وانهيار المباني، فيما لا تزال مروحية اميركية مفقودة.

وقد امضى الاف الناجين ليلتهم في العراء، خائفين من العودة الى منازلهم بعد هذا الزلزال الذي بلغت قوته 7,3 واسفر عن مقتل 65 شخصا في البلاد، بعد اقل من ثلاثة اسابيع على مصرع ثمانية الاف شخص في زلزال كبير مدمر.

وتزيد هذه المأساة الجديدة من تعقيد مهمة عناصر الانقاذ الذين يحاولون ايصال الماء والمواد الغذائية والملاجىء الى القرى النائية الاكثر تضررا. واستأنف الجيش النيبالي عمليات الاستطلاع& الجوية لتحديد مكان مروحية للمارينز الاميركيين كانت تشارك في عمليات انسانية واختفت قرب شاريكوت شرق البلاد مع ستة من المارينز وجنديان نيباليان كانوا فيها.

وذكرت وزارة الدفاع الاميركية ان مروحيات تقوم بعمليات تحليق الآن التقطت محادثات عبر الراديو عن مشكلة في المحروقات. وقال لاكمي براساد داكال المتحدث باسم وزارة الداخلية النيبالية "تبلغنا نبأ اختفاء المروحية الاميركية، وقد بدأت عمليات البحث عنها".

واضاف ان زلزال الثلاثاء الذي يبعد مركزه 76 كلم شرق كاتماندو اسفر عن مصرع 65 شخصا، فيما لقي 17 شخصا مصرعهم في الهند. وقال "كنا نركز جهودنا على توزيع المساعدة، لكن فرقنا انتشرت منذ يوم امس للقيام بعمليات بحث".

وقد وصلت ترددات هذا الزلزال حتى الى نيودلهي التي تبعد الف كلم عن النيبال، والى التيبت في الصين المجاورة حيث لقي شخص واحد مصرعه. وانهارت الثلاثاء في العاصمة بنايتان كبيرتان ألحق بهما اضرارا زلزال 25 نيسان/ابريل، لكن اقليمي دولاخا وسيندوبالشوكك اللذين تأثرا كثيرا بالزلزال الاول، لحقت بهما من جديد اضرار فادحة.

وقال وزير الداخلية بام ديف غوتام ان "عددا كبيرا من المنازل قد انهار في دولاخا وثمة احتمال لارتفاع عدد القتلى في هذه المنطقة". وذكر الصليب الاحمر انه تلقى معلومات عن سقوط عدد كبير من القتلى في شوتارا بأقليم سيندوبالشوك حيث يتولى ادارة مستشفى ميداني.

وقالت المتحدثة باسمه نيكول جونز ان "عشرات الاشخاص يعالجون من جروح واجريت لاكثر من عشرة منهم عمليات جراحية". وقد حصلت انزلاقات للتربة في المناطق الاكثر تضررا، ادت الى زيادة صعوبة ايصال المساعدات الى المناطق الجبلية.

وذكرت منظمة سايف ذا تشيلدرن غير الحكومية، ان منطقة غوركا القريبة من مركز زلزال 25 نيسان/ابريل، شهدت عددا من انزلاقات التربة فانقطع عدد كبير من الطرق. وشاهد ريجين كوبلو العامل في المجال الانساني الذي كان في شاريكوت باقليم دولاخا لدى وقوع الزلزال الاخير، كميات هائلة من الغبار لدى انهيار المباني.

وقال كوبلو الذي يعمل مع منظمة كونسرن وردوايد غير الحكومية، "رأيت امرأة في المبنى المواجه تقفز من الطبقة الثالثة. واصيبت بجروح في كتفها وساقها ويدها". واضاف "بقي الناس في الخارج، واستمرت الهزات الارتدادية. كان البعض منهم يبكي والبعض الآخر يحتضن اولاده الجالسين على الارض".

وفي كاتماندو، اضطر عدد من الذين عادوا الى منازلهم بعدما ناموا في العراء اسابيع، الى مغادرتها والنوم في خيم. وقال رئيس الوزراء سوشيل كوارالا بعد اجتماع طارىء للحكومة الثلاثاء، "يجب ان نواجه الوضع بصبر وشجاعة".

ويؤكد العلماء ان زلزال الثلاثاء يندرج في اطار هزات ارتدادية ناجمة عن زلزال 25 نيسان/ابريل في اقليم لامجونغ غرب كاتماندو.

وقالت كارمن سولانا الخبيرة في شؤون البراكين في جامعة بورتسماوث البريطانية ان "الزلازل الكبيرة غالبا ما تليها هزات ارضية اخرى تكون احيانا اقوى من الاولى". واضافت في تصريح ادلت به في مركز علوم وسائل الاعلام ان "الزلزال الاول يلحق ضررا اضافيا بالتصدعات ويؤدي الى تقويضها".