أحرق نيباليون جثث آلاف الضحايا ممن قضوا في الزلزال الذي ضرب البلاد، وذلك تنفيذًا للعقيدتين البوذية والهندوسية اللتين يعتنقهما غالبية سكان البلاد، وتؤمنان بحياة أخرى بعد الموت، وتفترضان أن حرق الجثة تطهير للمرء.

إيلاف - متابعة:&شهدت نيبال خلال اليومين الماضيين عمليات إضرام النار في جثث آلاف من أبنائها الذين قضوا بزلزال، حصد منذ الجمعة الماضية أكثر من 4500 قتيل حتى الآن&و7953 جريحًا. وتسبب الزلزال ايضا بانهيارات ثلجية في الايفرست ما ادى الى مقتل 18 شخصا. وفي مستهل فصل تسلق الجبل كان هناك 800 شخص بينهم الكثير من الاجانب على هذا الجبل، اعلى قمة في العالم.

وتتوقع فرق الانقاذ أن يصل الرقم إلى سبعة آلاف، خاصة أن الزلزال كان بقوة 7.9 درجات على مقياس ريختر.

وأظهرت صور التقطتها وكالات الأنباء ذوي الضحايا وهم يحرقون جثث أقاربهم، عند ضفاف نهر "باغماتي" المقدس للبوذيين، ونسبتهم 80% من السكان البالغين 30 مليونا، كما أن الهندوس الذين تبلغ نسبتهم 9% من سكان البلاد يؤمنون بحرق الجثث ضمن ما يسمونه عقيدة التقمص، أي أن الإنسان بعد موته يتقمص حياة أخرى.

خالية من المقابر

&وتخلو البلاد التي تبلغ مساحتها 147 ألف كيلومتر مربع تقريبا من المقابر، إلا لمن نسبتهم 4.4 % من المسلمين و1% من المسيحيين، وآخرين أقل من 6% ويتبعون أكثر من 8 ديانات أخرى تسمح بالدفن في التراب.

&وجرت طقوس حرق الجثث عند ضفاف نهر" باغماتي"، ذلك أن اتباع الديانتين البوذية والهندوسية يعتبرانه مقدسًا، ويستمد النهر قداسته من كثرة المعابد البوذية والهندوسية المبنية على ضفافه، خصوصا في العاصمة كاتماندو.

&وبعد حرق الجثث، نثر ذوو الضحايا رماد الجثث المحروقة في مياه النهر، وهو الجزء الأخير من طقوس حرق الجثث، حيث& "تتحرر الروح من جسدها المحروق وتغادر المكان الى جسد آخر تقيم فيه".

1000 طن

&وحسب صحف نيبالية، فقدت استهلكت عملية حرق الجثث عشرات الأطنان من خشب الحطب، وتحتاج عملية اتمام حرق جثة واحدة الى 250 كيلوغراما من الحطب، وخصصت الحكومة آليات لنقل الحطب من مواقع عدة الى العاصمة وخارجها، وجرى استهلاك نحو 1000 طن من الأخشاب.