سيول: اطلقت كوريا الشمالية مناورات بالذخيرة الحية في وقت متأخر الاربعاء، بالقرب من الحدود البحرية المتنازع عليها مع كوريا الجنوبية، بحسب ما ذكرت وكالة انباء يونهاب الكورية الجنوبية، وسط ارتفاع التوتر بعد تجربة صاروخ باليستي اطلقته بيونغ يانغ من غواصة.

وجاءت المناورات بالذخيرة الحية وبعضها اطلق من سفينة حربية، بعد ساعات فقط من ابلاغ بيونغ يانغ كوريا الجنوبية عن خططها لاجراء هذه التدريبات. واطلقت قذائف مدفعية بالقرب من جزر بايينغ يونغ ويونبيونغ الجنوبية، ولكن لم يسقط اي منها في الجانب الجنوبي من الحدود المتنازع عليها في البحر الاصفر، وفقا ليونهاب.

وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية ان الجيش الكوري الشمالي ابلغها انه سيجري تدريبات اطلاق في اي وقت بين الساعة 03:00 (0600 تغ) من اليوم الاربعاء وحتى منتصف ليل الجمعة، في مياهها الاقليمية. وقال متحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس ان خطط كوريا الشمالية، الواردة في رسالة عبر الخط العسكري الساخن، دفعت بالقوات الكورية الجنوبية الى رفع درجات اليقظة على طول حدود البحر الاصفر.

واضاف ان سلاح المدفعية الكوري الشمالي عين منطقتين قريبتين من الجزر على الخطوط الامامية لكوريا الجنوبية قريبة من الحدود البحرية، للقيام بالتدريبات. واوضح "اننا ننظر الى هذه التدريبات كتهديد يهدف الى اثارة التوتر في منطقة حساسة"، مضيفا ان كوريا الجنوبية سترد "بشدة" اذا سقطت قذائف كورية شمالية على الجهة الجنوبية من الحدود.

وارتفعت حدة التوترات على هذه الحدود منذ اعلنت وسائل اعلام بيونغ يانغ السبت القيام بتجربة لاطلاق صاروخ باليستي جديد انطلاقا من غواصة، تحت الاشراف الشخصي للزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ-اون الذي اعتبر ان الصاروخ "سلاح استراتيجي على مستوى عالمي".

وهذه التجربة اطلقت صفارات الانذار في سيول لأن حيازة كوريا الشمالية لتكنولوجيا اطلاق صواريخ بالستية من غواصات، سيرفع التهديد النووي الذي تمثله الى مستوى جديد، اذ ستصبح قدرتها على الانتشار والرد في حال حصول هجوم نووي تتجاوز حدود شبه الجزيرة الكورية.

وبحسب كوريا الجنوبية، فانه بعد تلك التجربة عمدت بيونغ يانغ الى ثلاث تجارب اخرى لاطلاق صواريخ مضادة للسفن، على خلفية تهديدات لاستهداف زوارق البحرية الكورية الجنوبية التي تتهمها بانتهاك الحدود البحرية المتنازع عليها.

ونفت سيول اي عمليات للتوغل. وحذرت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك جيون-هاي من ان قيام بيونغ يانغ بتطوير هذه الصواريخ يشكل "تحديا خطيرا" للاستقرار الاقليمي، وتوعدت برد عسكري قوي على اي استفزاز من كوريا الشمالية.

وهناك وجهتا نظر بين الكوريتين حول تقسيم مياههما الاقليمية في البحر الاصفر. تقول كوريا الشمالية ان ترسيم الحدود المعترف به من قبل الجنوب، (خط الحدود الشمالي)، غير صالح لانه تم رسمه بشكل احادي من قبل قوات الامم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة بعد الحرب الكورية (1950-1953).

وتعترف كوريا الشمالية بما تسميه خط التجريد العسكري، وهو الذي يقع جنوب خط الحدود الشمالي. وكانت الحدود البحرية دوما مسرحا للاضطرابات، وكانت مسرحا لاشتباكات بحرية قصيرة ولكن دموية عام 1999 و2002 و2009.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2010، قصفت كوريا الشمالية جزيرة يونبيونغ، ما اسفر عن مقتل اربعة كوريين جنوبيين، واثار المخاوف من صراع واسع النطاق. وفي تشرين الاول/اكتوبر من العام الماضي، تبادلت زوارق عسكرية تابعة للبحريتين الشمالية والجنوبية طلقات تحذيرية.

وبسبب انتهاء الحرب الكورية بهدنة وليس بمعاهدة، لا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية التقنية.