تحدّث محللون لـ"إيلاف" عن انعكاسات قمة كامب ديفيد على إيران، مشدّدين على أن مستقبلها ونهجها في منطقة الشرق الأوسط قد يتغيّران أو يتعطلان.

الرياض: الكثير من الدلالات السياسية حملتها قمة "كامب ديفيد"، التي اختتمت الخميس، بصدور بيان ختامي أكد على التزام الطرفين الخليجي والأميركي بالعلاقة الإستراتيجية، وشدد على أن واشنطن ستستخدم القوة العسكرية للدفاع عن شركائها الخليجيين، إلى جانب التزام الطرفين الخليجي والأميركي بالعلاقة الإستراتيجية .
&
محاور كثيرة تناولتها القمة ابتداء بالملف الإيراني النووي، ومرورًا بالملف السوري والعراقي واليمني، وليس انتهاء بملف محاربة الإرهاب، والاتفاق على تعزيز آليات مكافحته، فيما كان القاسم المشترك بين جميع هذه الملفات، إيران التي يبدو أن انعكاسات القمة على مستقبلها ونهجها في منطقة الشرق الأوسط، قد يتغيّر إما إلى مرحلة التطويع أو التعطيل، بحسب ما قال محللون.
&
سابقة&
&
الأكاديمي السعودي سعود الشهري، أوضح أن قمة كامب ديفيد تعتبر سابقة في تاريخ قمم مجلس التعاون المشتركة، لا سيما أنها تطرقت إلى إعادة بناء شراكة إستراتيجية بين الخليج والولايات المتحدة لمجابهة التحديات.
&
وقال في حديثه لـ "إيلاف": وقطعًا كانت إيران هي الحاضر الغائب في القمة، مما يشير إلى وجود ترتيبات قد تم التوافق عليها حيال هذا الملف، انطلاقاً من تفهم هواجس المنطقة وحساباتها وحاجاتها في هذه المرحلة الصعبة".
&
وقال الشهري، إنه يمكن قراءة مستقبل إيران في المنطقة بعد كامب ديفيد، من خلال مجموعة من القراءات، من أبرزها، أنه من شبه المؤكد أن واشنطن لن تمارس اللعبة القديمة مع طهران، حيث سمحت سابقًا لها بشكل غير مباشر بالتوسع والتعمق واحتلال دول عربية، وتركت حليفها السوري معلقًا.
&
وأضاف: "قد نشهد بوادر مختلفة من الأميركيين تجاه ايران في الفترة القادمة، وخاصة في الموضوع السوري، وهو ما ظهرت ملامحه في البيان الختامي".
&
سياسة الاعتماد على الذات
&
هناك أيضا ثمة اتجاه قوي في دول مجلس التعاون نحو منظومة أمن خليجي وانتهاج سياسة الاعتماد على الذات عسكرياً، وهو ما بدا واضحًا في عمليات عاصفة الحزم، كما لم يعد ثمة شك أن الأولويات الخليجية بقيادة السعودية أخذت في التغيير، وأن مواجهة النفوذ الإيراني وبناء التحالفات الضرورية تحتل الآن متن المشهد الخليجي، وهو الأمر الذي سوف تتعاطى معه واشنطن بشكل جديد، سواء على صعيد علاقتها مع دول الخليج أو إيران.
&
من جهته، قال الباحث والكاتب الصحافي ياسر عامر، إن واشنطن بعد كامب ديفيد ستسعى إلى تأطير علاقتها مع الخليج ضمن معايير وضوابط تتناسب مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والعسكرية بالمنطقة، وهي المتغيرات التي لن تسر إيران بلا شك اذا استمرت على نهجها.
&
مشيرًا في حديثه لـ "ايلاف" الى أن اعادة التحالف القديم بشكل جديد ستقطع الطريق امام طهران اقتصاديًا وسياسيًا ودينيًا، اقتصاديًا من ناحية أن ايران بحاجة الى قاعدة اقتصادية متينة لضمان الاستقرار الداخلي وتحقيق أهداف سياستها الخارجية، وسياسيًا من خلال رغبة طهران في حرية الحركة بشكل اكبر، مما يؤهلها لتكون شرطي المنطقة، ودينيًا عبر سعي ايران لقيادة العالم الإسلامي، فيما سيقوض قطع الطريق عليها كثيراً من طموحاتها.
&
وأوضح عامر، أن طهران لجأت إلى توظيف تحالفاتها التكتيكية في مناطق نفوذها الأربع (العراق، سوريا، لبنان، واليمن)، في سياق حرب باردة في الشرق الأوسط، لكنها ومن دون أن تعرف دخلت في فخ إغراء القوة، فسوريا تعتبر إحدى الورطات الكبرى التي مثلت ارتدادًا عكسيًا على مشروع إيران وأدواتها في المنطقة، مشيرًا الى أن قمة كامب ديفيد ومن خلال التزام الطرفين الأميركي والخليجي بالعلاقة الاستراتيجية من جهة، والعمل على منظومة أمن خليجي من جهة أخرى، فلن يكون صعبًا تدمير المشروع الإيراني –إذا رفض التطويع –من خلال التركيز على مفاصل قوّته والمتمثلة بأذرعه في المنطقة، عبر استنزافها بكثافة وتعطيل قوتها وتحويلها إلى عبء على المشروع.
&