اسلام اباد: اتفقت وكالتا الاستخبارات في باكستان وافغانستان على تبادل المعلومات وتعزيز التعاون في اطار مكافحة حركة طالبان، في مؤشر اخير على تحسن في علاقات البلدين الخصمين.
&
لكن الاتفاق الذي اعلن عنه الاثنين اثار غضبا في مجلس الشورى الافغاني وسيلا من الانتقادات في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث توالت الاتهامات لحكومة الرئيس الافغاني اشرف غني بالخيانة لصالح الخصم التاريخي باكستان.
&
واعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني الميجور جنرال اسيم باجوا عبر تويتر ان جهاز المخابرات الباكستاني والمديرية الوطنية للامن الافغانية وقعا مذكرة تفاهم.
&
واوضح باجوا ان الاتفاق "ينص على المشاركة الدولية وتنفيذ عمليات استخبارية متكاملة ومنسقة في كل من الجهتين" من دون تحديد مكان وزمان توقيع المذكرة.
&
بالرغم من وجود حكومة مدنية في باكستان يحتفظ الجيش والاستخبارات بنفوذ واسع في البلاد ولا سيما في السياسات المتعلقة بافغانستان المجاورة.
&
وغالبا ما اتهم مسؤولون افغانيون باكستان بايواء وتعزيز متمردي طالبان الذين يشنون منذ 13 عاما حربا ضد القوات المحلية والاجنبية على الاراضي الافغانية.
&
لكن غني عمل الى التقرب من باكستان منذ توليه السلطة في مسعى مدروس، بحسب مراقبين، لدفع المتمردين الى طاولة المفاوضات.
&
وصرحت النائب الافغانية شكرية براكزاي "لا يمكننا توقيع مذكرة تفاهم...مع الذين يقتلون شعبنا. على حكومتنا الا تكون بهذا التهور"، وذلك بعدما اثار الاعلان عن الاتفاق غضب مجلس الشورى الافغاني.
&
واضافت "عوضا عن تعزيز بنيتها التحتية الامنية توقع الحكومة مذكرة تفاهم مع عدو افغانستان".
&
لكن الحكومة الافغانية قللت من اهمية الاتفاق.
&
وصرح المتحدث باسم مديرية الاستخبارات الافغانية حسيب صديقي ان "مذكرة التفاهم تتعلق بتبادل معلومات تكتيكية حول تهديدات لوكالتي الاستخبارات. التقارير التي تتحدث عن تلقي الاستخبارات الافغانية تدريبا او تجهيزات من الاستخبارات الباكستانية خاطئة".
&
ولفت الى ابرام مذكرتين مماثلتين سابقا في 2006 و2009 لكنهما "لم تحرزا النتيجة المرجوة".
&
ويعتبر تعاون افغانستان مع باكستان لمكافحة طالبان تبدلا كبيرا في سياساتها السابقة خلال حكم حميد كرزاي الذي اتهم اسلام اباد بزعزعة استقرار كابول.
&
وتعهد رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف بدعم افغانستان في مكافحة طالبان اثناء زيارة الى كابول في الاسبوع الفائت، ما عكس تحسن العلاقات.
&
واجرى شريف زيارته، الاولى له منذ تولي اشرف غني رئاسة افغانستان في ايلول/سبتمبر، وسط تزايد المخاوف من تصعيد العنف بقيادة طالبان في افغانستان.
&