مع اقتراب مجلس النواب العراقي من إعلان نتائج تحقيقاته في سقوط محافظة نينوى بيد داعش، شكّل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هيئة لتقييم القادة الأمنيين مرتبطة به.
عبد الرحمن الماجدي: بعد السقوط المدوي لمدينة الرمادي بيد داعش وانسحاب قوات الجيش والشرطة منها مكررين مشهد سقوط الموصل، قرر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تشكيل هيئة رأي لتقييم قادة الأمن في البلاد.
&
وأفاد بيان لمكتب العبادي نشر على الموقع الرسمي لرئيس الوزراء ليلة أمس على الانترنت أنه "وجّه بتشكيل هيئة رأي لتقييم القيادات الامنية وترتبط بالقائد العام للقوات المسلحة". ويواصل العبادي اجتماعاته في العاصمة الروسية موسكو التي وصلها مساء أمس لإبرام صفقات تسليح تصل قيمتها الى 3 مليارات دولار.
&
اتهامات بالتقصير&
&
وكانت اتهامات عديدة وجهت لكبار الضباط في الجيش العراقي لعدم كفاءتهم في إدارة المعارك مع داعش بعد سقوط محافظة نينوى العام الماضي والأنبار مطلع الاسبوع الجاري.
&
وأقال العبادي منذ توليه رئاسة الوزراء العام الماضي عشرات الضباط والمسؤولين في وزارتي الدفاع والداخلية في أعقاب هجوم داعش الكاسح على محافظة نينوى. واثير الجدل مجدداً في البلاد بشأن كفاءة قادة الامن بعد سقوط الرمادي وسط مطالبات بإقالة المسؤولين عن تقهقر القوات العراقية أمام زحف التنظيم المتطرف.&
&
وعلى نفس الصعيد، أعلنت لجنة الأمن والدفاع النيابية رفع توصيات إلى القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي عبر رئاسة مجلس النواب بشأن أحداث الرمادي الجمعة الماضية، مشيرة إلى أن من بين التوصيات إعفاء عدد من القيادات الأمنية في الدفاع والداخلية من مهامهم.
&
&
وقال عضو اللجنة عباس الخزاعي إن إقالة قائد شرطة الأنبار اللواء الركن كاظم الفهداوي كانت ضمن التوصيات التي رفعت إلى القائد العام للقوات المسلحة”، مشيراً إلى أن “عدداً من القيادات الأمنية من الدفاع والداخلية في محافظة الأنبار سيشملون بالتغييرات.
&
&
وأضاف الخزاعي أن “لجنة الأمن والدفاع حققت بوضع قيادة شرطة الأنبار وتبين أن لديها 24 ألف منتسب، بينما الموجود الفعلي بحسب ما أدلى به قائد الشرطة هو 14 ألف عنصر، وجميع العناصر في الرمادي انسحبوا من دون قتال وحتى قبل وصول عصابات داعش الارهابية إلى مناطق قريبة من مقرات الشرطة”.
&
&
وأقالت وزارة الداخلية يوم أمس قائد شرطة الأنبار وكلفت اللواء هادي رزيج قائد شرطة الانبار الأسبق بإدارة قيادة الشرطة على خلفية سقوط الرمادي الجمعة الماضية.
&
لجنة تحقيق&
&
وقد شكل البرلمان العراقي لجنة تحقيق بشأن الكشف عن الحقائق وأسباب سقوط مدينة الموصل باشرت أعمالها نهاية العام الماضي بالتحقيق مع معاون رئيس أركان الجيش المقال الفريق أول ركن عبود كنبر وقائد القوات البرية المقال الفريق أول ركن علي غيدان وقائد الشرطة الاتحادية المقال الفريق الركن محسن الكعبي.
&
ولم تزل لجنة التحقيق تواصل استدعاءاتها لقادة أمنيين وسياسيين مقتربة من إعلان نتائجها الشهر المقبل، منتظرة وصول إجابات كل من رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس الجمهورية (حالياً) نوري المالكي ورئيس مجلس النواب السابق ونائب رئيس الجمهورية (حالياً) أسامة النجيفي ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، الذين أمهلتهم اللجنة أسبوعاً واحداً للاجابة على أسئلتها التي سترسل إليهم اليوم الخميس، وفق ما ذكره عضو لجنة التحقيق أحمد الجبوري لوسائل إعلام محلية.
&
مسؤولون يرفضون الاستجواب&
&
وكشف الجبوري أن "اللجنة حاولت مرات عدة استجواب نوري المالكي واسامة النجيفي ومسعود بارزاني داخل مجلس النواب الا أن هذه المحاولات باءت بالفشل"، مبيناً أن "اللجنة توقفت على خيارين الاول هو الاستمرار في محاولة استجوابهم او ارسال قائمة اليهم تتضمن مجموعة اسئلة يعدها اعضاء اللجنة".
&
وأضاف أن " اللجنة كانت على أمل أن يتم استقبال القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي من أجل التوصل الى اتفاق نهائي في اتخاذ احد الخيارين، الا أن اعتذاره وعدم حضوره لاجتماع اللجنة، جعلها ترجع الى النظام الداخلي لمجلس النواب واتخاذ خيار ارسال قائمة بالاسئلة اليهم".
&
وختم الجبوري أن " اللجنة على بعد ما لا يزيد عن اسبوعين من عرض التقرير النهائي في سقوط مدينة الموصل على مجلس النواب، لذا فإن الشخصيات المقدمة اليهم الاسئلة سيكونون ملزمين بالإجابة عليها في غضون اسبوع ".
&
أسلحة أميركية للعراق
&
من جانب آخر، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية اليوم الخميس إن الولايات المتحدة تنوي تسليم العراق ألف سلاح مضاد للدبابات، للتصدي لتفجيرات تنظيم داعش الانتحارية، كتلك التي ساعدته في الاستيلاء على مدينة الرمادي بغرب البلاد.
&
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه إن التنظيم المتشدد نفذ نحو 30 تفجيرًا انتحاريًا بسيارات ملغومة للاستيلاء على الرمادي، وأن نحو عشر من تلك السيارات كانت مماثلة تقريباً في الحجم للشاحنة الملغومة التي قتلت 168 شخصًا في مدينة اوكلاهوما عام 1995.
&
وأضاف المسؤول للصحافيين أن الولايات المتحدة قررت تزويد العراق بأسلحة مضادة للدبابات عندما زار رئيس الوزراء العراقي واشنطن في نيسان (أبريل)،&وانها تنوي تسليم ألف منظومة من الأسلحة التي تحمل على الكتف طراز (ايه.تي.فور) في اوائل حزيران (يونيو).
&
يذكر أن محافظة نينوى سقطت بيد مقاتلي تنظيم داعش في حزيران (يونيو) 2014 بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها، وامتدت سيطرة داعش على مناطق واسعة في محافظات صلاح الدين والانبار وديالى، قبل أن &تتمكن القوات العراقية بمساعدة متطوعي الحشد الشعبي من استعادة محافظتي ديالى وصلاح الدين، وتستعد للهجوم على محافظة الأنبار التي سقط مركزها مدينة الرمادي بيد داعش مطلع الاسبوع الجاري.
التعليقات