بغداد: ستشكل المعركة المرتقبة لاستعادة مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار من تنظيم الدولة الاسلامية، ميدان حرب بين الجهاديين وتشكيلات من القوات العراقية المختلفة وفصائل شيعية مسلحة وابناء عشائر سنية.

في ما يأتي تعداد لابرز الاطراف المعنيين بهذه المعركة:

- تنظيم الدولة الاسلامية

حقق التنظيم بسيطرته على المدينة الاحد، اكبر تقدم ميداني له في العراق منذ هجومه الكاسح في البلاد في حزيران/يونيو 2014، وبات حاليا يسيطر على مركزي محافظتين هما الرمادي، والموصل (شمال) مركز محافظة نينوى، اولى المدن التي سقطت في هجوم العام الماضي.

وحظي الجهاديون بموطىء قدم في الانبار، كبرى محافظات العراق، منذ الاحتلال الاميركي للبلاد (2003-2011)، بداية عبر تنظيم القاعدة، ولاحقا من خلال "الدولة الاسلامية" الذي تعود جذوره الى القاعدة.

ومنذ مطلع 2014، سيطر تنظيم الدولة الاسلامية على مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) واحياء في مدينة الرمادي (100 كلم غرب العاصمة). ويرجح ان عدد عناصر التنظيم تزايد في المحافظة خلال الاسابيع القليلة الماضية، بعد انسحاب العديد منهم من مدينة تكريت شمال بغداد، والتي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها مطلع نيسان/ابريل.

ويعرف عن جهاديي التنظيم بانهم مدربون جيدا، ويعتمدون اساليب المباغتة والهجمات الانتحارية بشكل مكثف. كما انهم يتمكنون من الاستحواذ على معدات واسلحة ثقيلة من المقرات العسكرية التي يسيطرون عليها، أكان في العراق ام في سوريا.

ونشر التنظيم خلال الايام الماضية، صورا للاسلحة التي حصل عليها بعد اقتحامه المراكز العسكرية في الرمادي اثر انسحاب القوات العراقية منها. وشملت هذه الاسلحة معدات ثقيلة بينها دبابتان على الاقل وعربات عسكرية مدرعة، اضافة الى كميات كبيرة من الاسلحة الرشاشة والذخائر.

وتسعى القوات العراقية والمسلحون الموالون لها، الى شن عملية استعادة المدينة في وقت قريب، قبل ان يتمكن التنظيم من تعزيز دفاعاته في المدينة، لا سيما اللجوء الى تفخيخ الطرق والمنازل، وهو تكتيك يلجأ اليه في المناطق التي يسيطر عليها لاعاقة تقدم القوات التي تحاول استعادتها.

&- القوات الحكومية

تضم الانبار عددا من القواعد العسكرية التي تتواجد فيها قوات من الجيش والشرطة ووحدات مكافحة الارهاب.

كما تضم هذه القوات "الفرقة الذهبية"، ابرز فرق النخبة العسكرية في العراق، والمرتبطة مباشرة برئيس الوزراء، وهو القائد العام للقوات المسلحة. الا ان عديد هذه الفرقة لا يتجاوز بضعة آلاف، وتنشغل على مختلف الجبهات في البلاد بشكل متواصل منذ حزيران/يونيو الماضي.

وانهارت العديد من قوات الجيش والشرطة في وجه هجوم العام الماضي، وانسحب قطعات من مواقعها تاركة اسلحتها الثقيلة صيدا سهلا بيد التنظيم. وتكرر هذا الانسحاب من المراكز العسكرية في داخل الرمادي.

- الحشد الشعبي

تشكل قوات الحشد الشعبي مظلة للفصائل الشيعية التي تحمل السلاح الى جانب القوات الامنية، والتي لجأت اليها القوات الامنية بعد تقدم الجهاديين، اضافة الى متطوعين حملوا السلاح للقتال.

وعلى رغم ان قيادة الحشد تعود الى هيئة تتبع رسميا لرئاسة الوزراء، الا ان معظم الفصائل تحظى بدعم مباشر من ايران. وبعد سقوط الرمادي، وجه بعض قادة الحشد انتقادات علنية لرئيس الوزراء حيدر العبادي والحكومة، محملين اياها مسؤولية السقوط بسبب عدم تأييد انتشار فصائل من الحشد في الانبار ذات الغالبية السنية، لقتال تنظيم الدولة الاسلامية.

الا انه بعد سقوط المدينة، طلب العبادي من الحشد الاستعداد للمشاركة. وبدأت فصائل عدة بارسال عناصر منها الى المحافظة تمهيدا لذلك. وترى الفصائل في معارك الانبار مفتاحا اساسيا لتأمين بغداد والمحافظات الجنوبية ذات الغالبية الشيعية، حيث العديد من المراقد المقدسة.

- العشائر السنية

حمل ابناء العديد من العشائر السنية السلاح ضد تنظيم الدولة الاسلامية في الانبار منذ مطلع 2014. وانضم الف من مقاتلي العشائر الى الحشد الشعبي في وقت سابق من ايار/مايو.

وتشكل العشائر محورا اساسيا في استراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة التنظيم، اذ ان معظم مناطق سيطرته هي ذات غالبية سنية. كما ترى واشنطن في دعم هذه العشائر، توازنا مع النفوذ المتنامي للفصائل الشيعية.

واكتسب ابناء العشائر خبرة ميدانية في القتال، وهم شرسون في الدفاع عن مناطقهم. الا انهم يعانون ضعف التسليح، وتقتصر تجهيزاتهم على الاسلحة الرشاشة، وطالبوا مرارا الحكومة بدعمهم.

- التحالف الدولي بقيادة واشنطن

تقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا يشن منذ الصيف ضربات جوية ضد مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسوريا المجاورة. ويستهدف التحالف مناطق سيطرة التنظيم في الانبار بشكل شبه يومي.
&