مع توقعات بخسارة حزب العدالة والتنمية لأغلبيته في البرلمان، حسب آخر استطلاعات للرأي، فإن الرئيس التركي سعى إلى الضرب على وتر البُعد التاريخي العثماني والتذكير بـ"فتح القسطنطينية".

نصر المجالي: في كلمة ألقاها أمام حشد كبير من المواطنين، للاحتفال بالذكرى الـ562 لفتح مدينة اسطنبول (القسطنطينية سابقًا)، السبت، استشهد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ببعض آيات القرآن الكريم، وبالحديث النبوي الذي بشّر فيه نبي الإسلام& محمد بفتح القسطنطينية، وبفاتحها الذي قال فيه: "لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش".

وقال الرئيس التركي: "لن ندع ولن نتهاون مع الألسن التي تتحدث عن أذاننا نحن المسلمين أن تمر مر الكرام، ولن نغض الطرف عن الخونة الذين قالوا إن الظلم بدأ في العام 1453 - تاريخ فتح اسطنبول (القسطنطينية سابقا)- وأن الأتراك ارتكبوا مذابح بحق الأرمن واليونانيين البونتيك".

وفي اشارة الى الاحزاب السياسية العلمانية، قال الرئيس التركي إنه وحزبه، حزب العدالة والتنمية ذا الجذور الاسلامية، لن يتراجعا بوجه "اولئك الذين يريدون اخماد شعلة الفتح المشتعلة في اسطنبول منذ عام 1453 عندما فتحها العثمانيون".

وقال "إن جعل تركيا تقف على قدميها من جديد هو فتح بحد ذاته"، وذلك في اشارة الى ان انجازات حزبه في السنوات الـ 12 التي قضاها في الحكم لا تقل عن انجاز السلطان محمد الفاتح. وقال "إن شاء الله سيكون يوم السابع من يونيو/ حزيران (يوم الانتخابات) يوم فتح هو الآخر".

يذكر أن الدستور التركي ينص على أن رئيس الدولة منصب شرفي يترفع عن السياسة وأحزابها، ولكن أردوغان قضى الأسابيع الماضية في الترويج لحزبه قبيل اجراء الانتخابات.

واستطرد أردوغان، حسب ما نقلته عن وكالة (الأناضول) قائلاً: "ولن نعطي فرصة لمن يحاولون إبعاد اسطنبول عن أن تكون مدينة يصدح فيها القرآن دون انقطاع في غرفة الأمانات المقدسة في قصر طوب قابي، مستمرون في تحدي أولئك الذين يريدون إطفاء نور الفتح الذي يتوهج في قلب اسطنبول منذ 562 عامًا، ولن نسمح بمرور من تسول لهم أنفسهم السعي لتقسيم هذه الدولة، وتمزيق شعبها".

أسئلة الامتحانات

وبخصوص قضية تسريب أسئلة امتحانات الوظائف العامة عام 2010، التي يُتهم فيها موظفون في الدولة منتمون لـ(الكيان الموازي)، قال الرئيس التركي: "لقد سرقوا أسئلة الامتحانات، وأعطوها لرجالهم، وهم بذلك سرقوا رزق أبناء هذا الشعب، واعترضوا طريق المساعدات التي أرسلناها لأخوتنا في سوريا - في إشارة الى شاحنات هيئة الاستخبارات التركية التي كانت تنقل مساعدات إغاثية واعترضتها قوات الدرك في يناير/ كانون الثانير 2014 ، فهذه خيانة، وجاسوسية، سيدفعون ثمنها".

نيويورك تايمز

واتهم الرئيس التركي صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية بالسعي دائمًا لنشر الفتنة في تركيا، مشيراً إلى أن هذه لم تكن المرة الأولى التي تقوم بها هذه الصحيفة بهذا الأمر، "فكانت تكتب نفس الأشياء أيضاً في العهد العثماني، ولا سيما في عهد السلطان عبد الحميد الثاني. فهذه الصحيفة معروف عنها قربها من اللوبي الأرمني، ومؤخرًا وطدت علاقاتها بالرجل الموجود في بنسلفانيا، في إشارة إلى فتح الله غولن.

ويشار في الختام، إلى أن الأتراك يحتفلون في 29 مايو (أيار) من كل عام، بذكرى فتح مدينة القسطنطينية، كما كانت تسمى في الماضي (إسطنبول حاليًا)، تلك المدينة التاريخية التي استولى عليها السلطان العثماني "محمد الفاتح" من الإمبراطورية البيزنطية، عام 1453م، بعد أن ظلت عصية على الفتوحات الإسلامية لعدة قرون.