في زيارة تهدف الى فتح صفحة جديدة من العلاقات المتوترة منذ فترة بين البلدين، يصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى العاصمة السعودية للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز. وعلّق مراقبون مؤخرا الآمال على عودة العلاقات بين الرياض وأنقره.


الرياض: يصل إلى الرياض في الثاني من شهر آذار (مارس) المقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في زيارة إلى المملكة تدوم يومين، هي الأولى له للقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وكبار معاونيه.
وقالت مصادر دبلوماسية في الرياض إن زيارة اردوغان تهدف إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات "المتوترة بين البلدين خلال السنوات الماضية".
وأوضحت المصادر أن المباحثات ستتركز على "التنسيق بين البلدين لإفشال المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة، من خلال تأييد طهران للنظام الحاكم في سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد، ودعمها الحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني وتدخلها المباشر في العراق".
&
الى جانب الشعب السوري
وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده تقف بجانب الشعب السوري مبينًا أن من حق الشعب السوري تقرير مصيره والحفاظ على وحدة وسيادة أراضيه.
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية عن داود أوغلوا القول الليلة الماضية إن تركيا تعارض ممارسات النظام السوري ضد شعبه فضلاً عن وقوفها أمام الظلم الذي يرتكبه تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، وهو الموقف الذي تنتهجه الرياض.
&
تركيا
وعلق مراقبون مؤخرا الآمال على عودة العلاقات بين الرياض وانقره خاصة بعد تسلم الملك سلمان بن عبد العزيز سدة الحكم في السعودية، وتتطلع أنظار المراقبين إلى العلاقات الخارجية كأبرز الملفات التي قد تشهد تغييراً جوهريا لا سيما على صعيد العلاقات السعودية التركية.
وكانت العلاقات بين الرياض وانقرة شهدت توتراً على خلفية دعم الأخيرة للإخوان المسلمين في مصر.
يشار الى ان الرئيس رجب طيب اردوغان قطع جولته الأفريقية فور الإعلان عن وفاة الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في كانون الثاني (يناير) الماضي، وتوجه &للرياض لتعزية الملك سلمان بن عبد العزيز ولحضور جنازة الملك الراحل الأمر الذي أثار أحاديث كثيرة حول إمكانية فتح صفحة جديدة من العلاقات التركية السعودية في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز تكون أكثر حيوية.

إعادة العلاقات
وكان العاهل السعودي الملك سلمان قام بزيارة رسمية إلى تركيا، عندما كان ولياً للعهد، في 23 &أيار (مايو) 2013، وقع خلالها اتفاقية للتعاون الصناعي الدفاعي بين السعودية وتركيا، في زيارة وصفها الجانبان بالتاريخية.
وعبر الملك سلمان خلال تلك الزيارة عن رغبة بلاده بتعميق العلاقات الثنائية، وأشاد بتقارب مواقفهما إزاء عدد من قضايا المنطقة على رأسها الملفان السوري والفلسطيني، ويضيف مراقبون إليهما ملف النفوذ الإيراني.
ولكن الزيارة التي أضافت زخماً جديداً للعلاقات بين البلدين لم تستثمر نتائجها كما أراد لها الجانبان نتيجة وقوع أحداث مصر في 30 &حزيران (يونيو) 2013 أي بعد شهرين من تلك الزيارة، وتباين المواقف على أثرها.
ومن المرجح أن تبعث القوتان الإقليميتان الحياة في ما تم بناؤه خلال زيارة سلمان عندما كان ولياً للعهد إلى تركيا قبل ما يقرب من عامين وذلك نظراً لتبدل موقعه فهو اليوم صانع القرار الأول ويبدو أن مقاربته للعلاقة مع تركيا ستنعكس قريباً في تحسن متسارع على هذا الصعيد.
&
كما أن الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، الذي عينه الملك ولياً لولي العهد، لا يزال، هو أيضاً، يحتفظ بعلاقة وثيقة مع كبار المسؤولين الأتراك، بحسب تقارير إعلامية.
ويرى مراقبون هنا أن تركيا التي رصدت التغير الحاصل في الداخل السعودي ستحاول استثمارها لإصلاح ما يمكن إصلاحه من علاقات سياسية وكذلك لتعزيز العلاقات على باقي المستويات وخاصة الاقتصادية.
وعلمت "إيلاف" أن الرياض تتجه الى تغيير سفيرها لدى أنقرة وتعيين سفير جديد سيكون من أهم أولوياته أن يبحث مع الجانب التركي الملفات التي تعكر العلاقات الثنائية وكذلك الترتيب لتكثيف الزيارات الرسمية بين البلدين ولمواجهة العقبات التي من شأنها أن تعرقل التقارب المنتظر.
واعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للصحافيين بعد إتمامه جولته الأفريقية، بوجود نقاط ضمن ملفات سوريا ومصر وفلسطين والموقف من الإخوان المسلمين لا تتفق حولها الرؤية التركية مع الرؤية السعودية، مؤكدا أن بلاده لا تريد أن تتيح الفرصة لهذا الاختلاف حتى يعكر العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا ضرورة وجود عمل مشترك بين المملكة السعودية وتركيا لتأكيد وجود تعاون وتشارك بين دول العالم الإسلامي.
ونشر مركز أبحاث "سيتا" الذي يتخذ من العاصمة التركية أنقرة مقرا له مؤخرا دراسة عبّر خلالها عن توجه الحكومة التركية "لتوظيف التغيرات الداخلية التي تشهدها المملكة السعودية لأجل دعم محاولات إصلاح العلاقات بين البلدين"مشيرا إلى أن المملكة هي الدولة الإسلامية الثانية إلى جانب تركيا ضمن مجموعة العشرين "جي 20".