قال قائد قوات الحشد الشعبي في العراق هادي العامري إن الحشد هو القوة الوحيدة القادرة على استعادة محافظة الأنبار من قبضة تنظيم "داعش" المتطرف، مؤكدا أن قواته لن تحاول استعادة السيطرة على مدينة الرمادي حاليا.&
لندن: اعلن قائد قوات الحشد الشعبي هادي العامري ان قواته لن تحاول الآن استعادة السيطرة على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار من تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، خلافا &لتصريحات السياسيين العراقيين التي تؤكد قرب تحرير المدينة.
وأكد العامري في حديث من الخطوط الأمامية لجبهة القتال ضد داعش شمال شرقي مدينة الرمادي ان سقوط المدينة لن يحمله على تغيير استراتيجيته طويلة الأمد ضد داعش.
وقال العامري في مقابلة مع صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية ان فكرة شن هجوم مضاد على الفور لاستعادة الرمادي ، كما وعد رئيس الوزراء حيدر العبادي وقادة عراقيون آخرون فكرة "مضحكة". &واضاف "ان كل من يقول لك اننا نستطيع ان نستعيد الرمادي من دون العملية الحالية يكذب" في اشارة الى المهام الأخرى التي تنفذها قوات الحشد الشعبي في المنطقة.&
وكانت قوات الشرطة المحلية وابناء العشائر قاتلت داعش لمدة 18 شهرا ظلوا خلالها يناشدون الحكومة مدهم بالذخيرة والتعزيزات قبل ان تسقط الرمادي في 17 ايار (مايو) بيد التنظيم المتطرف.
فشل الاستراتيجية الأميركية &&
ويرى مراقبون ان سقوط الرمادي ، مركز أكبر محافظة في العراق ، كان دليلا ساطعاً على فشل استراتيجية الولايات المتحدة واصفين ضرباتها الجوية ضد داعش بأنها أقرب الى الوخزات منها الى العمليات العسكرية المؤثرة.
وقال العامري في حديثه للصحيفة البريطانية "ان الاميركيين ابلغوا أهالي الانبار ألا يسمحوا بدخول الحشد وانهم سيضمنون ان الرمادي لن تسقط بيد داعش". &واضاف "نحن لا نريد ان نسترخص دماء شبابنا من أجل ناس يقولون انهم لا يريدوننا".
الحشد وحده
وتابع قائد الحشد الشعبي "انه درس لهم ، ان يعلموا بأنهم لا يستطيعون انقاذ الرمادي ، وان الاميركيين لا يستطيعون انقاذ الرمادي. وهم يعرفون الآن بأنه ما من قوة تستطيع أن تنقذ الرمادي غير الحشد الشعبي". &
وكان العامري تولى قيادة منظمة بدر، اكبر ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية بعد سنوات امضاها في ايران. &وما زال مقربا من طهران ، لا سيما من الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في قوات الحرس الثوري الايراني.
خطة الحشد&
وعوضا من محاولة شن هجوم سريع لاستعادة الرمادي تتقدم قوات العامري شمال شرق المدينة، حيث تسعى الى تقسيم المنطقة الصحراوية الى مربعات لعزل وحدات داعش،&وتحويل هذه &المربعات الى مناطق عازلة تحمي الطريق الرئيس &شمالا ومدنا كبيرة مثل سامراء وتكريت وبيجي حيث توجد أكبر مصفاة نفط عراقية. &
وقال العامري ان اولويته الثانية هي قطع طريق "ذراع دجلة" الذي يمتد غربا عبر الصحراء الى شمال بغداد والفلوجة، المدينة الكبيرة الأخرى التي يسيطر عليها داعش في محافظة الأنبار، وتابع أنه&بعد تحقيق هذين الهدفين اللذين لهما الأولوية سيتوجه العامري الى عملية تحرير الانبار رغم ان التحرك شمالا سيؤدي في النهاية الى قطع خطوط امداد داعش بين الموصل والرمادي والفلوجة.&
20كلم في اليوم
وقال مقاتلون في الحشد الشعبي انهم يتقدمون بمعدل 20 كلم في اليوم ويقومون في الوقت نفسه بتأمين انابيب النفط، في حين يتقهقر مسلحو داعش أمام التفوق العددي لقوات الحشد الشعبي معتمدين على المناوشات في محاولة لابقاء خطوط الاتصال بين وحداتهم التي تعزلها عمليات الحشد عن بعضها البعض.
وقال طالب العتابي احد قادة الحشد ان هذه المحاولات باءت بالفشل، مؤكدا أن السكان السنة في المنطقة يُعاملون باحترام ، بمن فيهم زوجات وعائلات مقاتلين معروفين في صفوف داعش. &&
انتهاكات الحشد&
وكانت منظمات حقوقية سجلت انتهاكات عديدة ارتكبها عناصر في الحشد الشعبي ونُشر مؤخرا شريط فيديو ظهر فيه مقاتلون من احدى ميليشيات الحشد الشعبي يحرقون احد مسلحي داعش.&
ويؤخذ على استراتيجية العامري انها قد تبدو وكأنها تعزل الانبار عن المناطق الأخرى من العراق. &وقال العامري انه لا يعرف متى ستبدأ محاولة استعادة الانبار وان مقاتليه يتدفقون الآن للدفاع عن مواقع قرب الرمادي مثل قاعدة الحبانية الجوية وبلدة الخالدية وبلدية الحصيبة.&
تطويق داعش&
وأوضح العامري ان استراتيجيته هي تطويق مواقع داعش باستمرار وتعطيل عملياته ولكن هذا أمر يختلف عن شن هجوم مباشر. &وقال العامري لصحيفة الديلي تلغراف "ان هذا ليس جزءا من خطة تحرير الانبار ، ونستطيع ان نتحدث عن ذلك إذا نجحنا هنا". &واضاف "علينا ان نفصل العمل العسكري على العمل السياسي. &فالضغوط السياسية تريد تحرير الانبار ولكن العمل العسكري على الأرض يجب ان يكون منفصلا".&
وأشار العتابي الى ان استراتيجية العامري هي تطويق الفلوجة قبل التحرك نحو الرمادي، وقال "إذا أردت ان تقتل الأفعى فاضرب رأسها".
وأكد العامري ان رئيس الوزراء يدعم استراتيجيته قائلا "نحن نرسل النقاط الأساسية للعملية الى رئيس الوزراء وهو يوافق عليها"، وتابع "ان السيد رئيس الوزراء مدني وليس من مهامه ان يضع لنا الخطط". &
التعليقات