اعتبر الرئيس العراقي فؤاد معصوم، تعيين الرياض سفيرًا لها في بغداد، خطوة تصب في صالح المنطقة كلها، وجاءت في وقتها المناسب، بينما عدّ تحالف القوى السنية العراقية هذه الخطوة تعزيزاً للدعم العربي للعراق، في وقت قال الائتلاف الشيعي إنها بداية عهد وانفتاح سياسي على بغداد.

لندن: قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية العراقية خالد شواني إن الرئيس فؤاد معصوم ينظر إلى الخطوة السعودية بتعيين السفير على أنها خطوة إيجابية وفي وقتها المناسب. وأضاف "أن هذه الخطوة جاءت ثمرة جهود قام بها الرئيس معصوم شخصيًا. واكد أن تسمية السفير السعودي "تعد من وجهة نظر الرئاسة رسالة اطمئنان مهمة للشعب العراقي والحكومة العراقية وستفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين البلدين في مختلف المستويات لا سيما أنهما يواجهان الآن تحديًا واحدًا وهو الإرهاب، كما قال في تصريح صحافي اليوم، مشيرًا إلى أن تطور العلاقات العراقية السعودية سوف يكون له أثر إيجابي على المنطقة بشكل عام .
&
وتم أمس الاعلان في الرياض عن تعيين ثامر السبهان سفيراً جديداً للمملكة العربية السعودية في العراق للمرة الاولى منذ 24 عامًا.
وفي الاطار نفسه، اعتبر اتحاد القوى العراقية السنية تسمية السعودية سفيرها في بغداد خطوة مباركة وتعزز الدعم العربي للعراق، وعبر التحالف في بيان صحافي، اطلعت على نصه "إيلاف"، عن ارتياحه للخطوة السعودية، مشددًا على انها ستنعكس بشكل ايجابي على واقع العلاقات العراقية السعودية، وتعزز الدعم العربي للعراق في مواجهته &تنظيم داعش الارهابي. واكد تفاؤله "بعودة الأخوة العرب لاحتضان العراق"، آملاً أن تفتح السفارة السعودية ابوابها في بغداد في القريب العاجل.
ومن جهته، عدّ عضو لجنة العلاقات الخارجية النيابية عن إئتلاف دولة القانون ضمن التحالف الوطني الشيعي عباس البياتي تسمية السعودية سفيرها الجديد في العراق خطوة تعبر عن توجه خليجي عربي في التعاون والانفتاح السياسي مع العراق. وقال: "نتمنى أن تكون خطوة تعيين سفير جديد للمملكة العربية السعودية في العراق بداية عهد وانفتاح سياسي على العراق".&
&
واشار النائب البياتي في تصريح نقلته الوكالة الوطنية العراقية للانباء إلى أن مثل هذه الخطوة غير كافية ما لم تلحقها خطوات من شأنها ان ترفع من مديات العلاقات الحالية إلى مستوى من التعاون في مكافحة الارهاب والتعاون على اساس المصالح المشتركة وحسن الجوار . واضاف أن" وجود سفير للمملكة في العراق مهم حتى تكون التقارير التي تصل إلى صناع القرار السعودي مأخوذة من المصادر الرسمية وليس عبر قنوات تشوه الرؤيا"، وعبر عن الأمل بأن يكون فتح السفارة "اشارة إلى رؤية سياسية جديدة، ولكن هي لوحدها قد لا تكون كافية ما لم تلحقها خطوات تؤكد الارادة للتعاطي مع العراق كدولة ذات سيادة وعدم التدخل بشؤونه الداخلية".
واضاف البياتي: "نحن نشعر بأن هناك اجواء خليجية انفتاحية جديدة مع العراق من خلال زيارة وزير خارجية قطر خالد العطية مؤخراً إلى العراق وتعهده بفتح سفارة بلاده في بغداد، وتسمية سفير للمملكة السعودية يبدو منها أن الجميع بدأ يشعر بأن داعش لم يعد خطرًا على العراق فحسب، وإنما على دول الخليج، فالجميع انتبه إلى ضرورة التعاون مع العراق وفتح آفاق جديدة ". وقال إن القرار السعودي&
"خطوة تعبر عن توجه خليجي وعربي جديد في الانفتاح والتعاون مع العراق ووضعه السياسي من أجل تحصين دولها وأمنها القومي من شرور داعش".
&
وأمس الثلاثاء، بحث رئيس الوزراء العراقي في باريس مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، تعزيز التعاون لمواجهة خطر تنظيم "داعش". وخلال اجتماعه على هامش مؤتمر التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش، فقد اكد العبادي أن هذا التنظيم يشكل خطرًا على الأمن الوطني لدول المنطقة والعالم، مؤكدًا ضرورة تكثيف الجهود للقضاء على التنظيم واستئصال فكره. وقال إن اجتماعه مع الوزير السعودي بحث السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وجهود محاربة العصابات الإرهابية واهمية أن تتوحد الرؤى للقضاء على الارهاب.
وأكد العبادي خلال هذا الاجتماع، الذي يعتبر الاول من نوعه بين العبادي ومسؤول سعودي كبير منذ توليه رئاسة الحكومة في ايلول (سبتمبر) الماضي، أن "داعش لا يشكل خطرًا على العراق فحسب، وانما على الأمن الوطني لدول المنطقة والعالم"، مشددًا على ضرورة "تكثيف الجهود للقضاء عليه واستئصال فكره المنحرف"، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".
&
سفير سعودي في العراق للمرة الاولى منذ 24 عامًا
&ويأتي الاجتماع متزامنًا مع إعلان السعودية الثلاثاء عن تعيين ثامر السبهان سفيراً لها لدى العراق للمرة الاولى منذ 24 عاماً، حيث أدى القسم أمام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز مع مجموعة من السفراء السعوديين المعينين حديثاً، وذلك في قصر السلام اليوم، وهم: منير بن إبراهيم بنجابي المعين لدى جمهورية البيرو، وعبدالله بن مرزوق الزهراني المعين لدى جمهورية باكستان الإسلامية، وسليمان بن صالح الفريح المعين لدى جمهورية غينيا، وعبدالله بن حجاج المطيري المعين لدى جمهورية بنغلاديش الشعبية، وثامر بن سبهان السبهان المعين لدى جمهورية العراق وفهد بن عبدالله الصفيان المعين لدى جمهورية نيجيريا الفدرالية. ثم استمع السفراء إلى توجيهات الملك سائلين الله سبحانه أن يعينهم على أداء مهامهم ويوفقهم لخدمة دينهم ووطنهم وشعبهم.
&
والسفير السعودي الجديد لدى العراق سبق أن نال وسام تحرير الكويت ووسام عاصفة الصحراء ووسام الامتياز والجدارة من وزارة الدفاع الأميركية، كما يملك خبرة واسعة في المجال العسكري.
والسبهان كان هو الملحق العسكري لدى لبنان وتأتي خطوة السعودية الجديدة في تسمية السفير لدى العراق، بعد انفراج واضح في العلاقات بين الرياض وبغداد، إذا سبق أن رحبت المملكة مباشرة بتشكيل حكومة حيدر العبادي، واستقبلت الرئيس فؤاد معصوم في الرياض كما أرسلت وفداً سعودياً إلى بغداد لتفقد الوضع الأمني لافتتاح مقار السفارة السعودية في العاصمة العراقية.&
&
وقال السفير السعودي لدى الأردن سفير المملكة غير المقيم في العراق سامي الصالح، في تصريح سابق، إن بلاده متفائلة في علاقاتها مع العراق خلال الفترة المقبلة، مضيفاً انه لم يكن هناك ما يسمى بالعلاقات مع العراق طوال الفترة الماضية بمعناها، وإنما كانت هناك متابعة وإدارة لملف السجناء السعوديين في العراق حيث أن السفارة كما هو معلوم مغلقة منذ عام 1991 إبان العدوان العراقي على الكويت.&
وأضاف أن السعودية كانت متقدمة في استقبال المسؤولين العراقيين بعد فوز حيدر العبادي برئاسة الحكومة، وأصبح هناك تحول مهم في العلاقات بين الرياض وبغداد، والقيادة السعودية مهتمة في التواصل مع الدول العربية وكانت الحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي لا تتعاون في كثير من الملفات حتى جاءت حكومة العبادي.&
&
وفي تصريحات له الأحد الماضي، قال رئيس الوزراء العراقي إن العراق ليس طرفًا في الصراع السعودي الايراني وأن بلاده ليست بوابة لايران ولن تدخل في صراعات اقليمية بين البلدين.
وقال العبادي في مقابلة مع قناة العراقية الرسمية "اذا كان الاخوة السعوديون يعتقدون أن العراق هو بوابة لإيران فهم مخطئون". واضاف: "العراق ليس بوابة لإيران، ونحن لا نريد أن ندخل في صراعات اقليمية بين السعودية وايران" مشددًا على ان بغداد "لا تحسب على هذا الصراع".
واضاف أن السعوديين "ارسلوا رسائل ايجابية لنا، فعلوا سفارتهم، وهيئوا الموقع، والان سموا سفيرًا وتمت الموافقة من جانبنا، وننتظر قدوم هذا السفير ونتتظر ان تكون هناك زيارة من الاخوة السعوديين، إلى العراق". وشدد بالقول "ليس لدينا شيء ضد السعودية ولم نعاديها، ولم نسمح لاحد ان ينطلق من الأراضي العراقية للاساءة اليهم".
وتوترت علاقات الرياض وبغداد لسنوات خلال عهد المالكي (2006-2014) الذي اتهمته السعودية باعتماد سياسات اقصائية همشت السنة، بينما اتهمها هو بدعم "الارهاب" في بلاده.
الا ان علاقات البلدين شهدت تحسنًا منذ تسلم العبادي مهماته خلفاً للمالكي في ايلول (سبتمبر) الماضي، وزار الرئيس العراقي فؤاد معصوم المملكة في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في اول زيارة لمسؤول عراقي رفيع المستوى منذ اعوام طويلة للمملكة.