أعلن الروائي الجزائري رشيد بوجدرة إلحاده على شاشة التلفزيون، الأمر الذي عرضه لانتقادات شديدة، وعلّق آخرون بأن ما قاله بوجدرة مجرد رأي وحرية اعتقاد.

نصر المجالي:&وجد الروائي الجزائري رشيد بوجدرة نفسه محاصراً بموجة من الانتقادات والتعليقات تصدرها موقف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلانه الإلحاد عبر شاشة تلفزيونية جزائرية.&
وقال بيان لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إنّ تصريحات الروائي بوجدرة بخصوص إعلانه الإلحاد تعتبر "جهرا خطيرا جدا وجب الوقوف عنده،" مؤكّدة أنه لا يجوز تغسيله ولا الصلاة عليه ولا دفنه في مقابر المسلمين، داعية إياه إلى التوبة والرجوع إلى الإسلام.
وفي مقابلة مثيرة على شاشة قناة (الشروق) الجزائرية اشعلت الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة الجزائرية منها أعلن بو جدرة الإلحاد والكفر بالله وبرسوله، وأكد أنه إن لم يكن ملحدا فسيختار البوذية دينا له، وقال الروائي إن النبي محمد ليس سوى رجل ثوري وليس نبيا.&
&
تعليقات متباينة&
&
وفي حين هاجم ناشطون جزائريون موقف الروائي المعروف وجوبه بالكثير من الشتائم، علق آخرون بأن ما قاله بوجدرة هو رأي شخصي وله حرية الاعتقاد.&
ورأت أوساط جزائرية أن الضجة التي اثارها الروائي تأتي في وقت تعاني فيه الجزائر أزمات حادة سياسية واقتصادية واجتماعية ما يجعل البعض يعتقد أن النظام الجزائري هو المستفيد الوحيد منها والتي تلهي الجزائريين عن مشكلاتهم اليومية.
ومن خلال مقطع الفيديو الخاص بالبرنامج التلفزيوني "المحكمة" للإعلامية مديحة علالو، بدأ بوجدرة كلامه بالقسم بأمه بأنه سيتكلم بالحقيقة كلها، وجّهت له الصحافية العديد من الأسئلة حول ديانته ومعتقداته، ومن بين المقابلة التي جاءت في المقابلة وفي مقطع الفيديو نذكر "هل تعترف بالله؟.. قال لا، هل تؤمن بالإسلام دينا؟..قال لا، هل تؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم كرسول؟ قال لا، بل أعتبره رجلا ثوريا".
&
ملحدون كثيرون&
&
ومن بين المواقف التي حيرت المتابعين تأكيده أن الجزائر تضم عددا كبيرا من الملحدين الذين لم يعلنوا عن إلحادهم بعد، وأنه من أنصار التعرّي، بل وقال إنه لم يدخل المقبرة أبدا حتى أنه لم يتبع جنازة أمه.
يشار إلى أن رشيد بو جدرة المولود العام 1941 في العين البيضاء، يكتب باللغتين العربية والفرنسية، ويعد من أهم الوجوه الروائية في الساحة الأدبية الجزائرية.
والروائي المعروف خريج المدرسة الصادقية في تونس، وهو خريج قسم الفلسفة في جامعة السوربون الفرنسية، وكان عمل في التعليم وتقلد مناصب كثيرة، منها: أمين عام لرابطة حقوق الإنسان، أمين عام اتحاد الكتاب الجزائريين.&
كما ألقى بوجدرة محاضرات &في كبريات الجامعات الغربية في اليابان و الولايات المتحدة الأميركية.، وهو حائز جوائز كثيرة، من إسبانيا وألمانيا وإيطاليا.
ومن مؤلفاته الروائية: الحلزون العنيد، الإنكار، القروي، العسس، الإرثة، ضربة جزاء، التطليق، التفكك، ليليات امرأة آرق، ألف عام وعام من الحنين، الحياة في المكان، تيميمون، والرعن.
&