مع فتح مراكز الاقتراع في تركيا أبوابها يوم الأحد المقبل أمام الناخبين لإختيار برلمان جديد، ألقت توقعات بظلال قاتمة على طموحات حزب العدالة والتنمية بالفوز بأغلبية تضمن له إجراء تعديل دستوري يحوّل تركيا لنظام حكم رئاسي ويوسّع من سلطات الرئيس.&

قال آخر استطلاع رأي، إن حزب العدالة والتنمية قد يحوز على 40-44 في المئة من أصوات الناخبين، كما أشار إلى احتمال دخول حزب الشعب الديمقراطي للبرلمان.&
&
ويتوقع الحزب أن يحصل على 10 في المئة من أصوات الناخبين المطلوبة ليصبح لديه أكثر من 50 مقعدًا في البرلمان. ومن المحتمل أن يظل حزب الحركة القومية (أقصى اليمين) ثالث أكبر حزب.
&
وعلى ضوء معارضة كل الأحزاب الأخرى لخطط تعديل الدستور، تتراجع فرص الحزب الحاكم في الدفع من أجل إجراء استفتاء عليه.
&
أصوات الفقراء
&
وقال تقرير لوكالة (الأناضول) الرسمية إن حزب الشعب الجمهوري وهو أكبر أحزاب المعارضة، يسعى إلى &كسب أصوات الفقراء، من خلال وعوده الانتخابية، كما يشكل ملف اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، ورقة يستخدمها الحزب ضد الحكومة في حملته الانتخابية.
&
وتعهد رئيس الحزب كمال قليجدار أوغلو، في كلمة له الخميس في العاصمة أنقرة، بالقضاء على الفقر في البلاد، حال وصول حزبه للسلطة، زاعمًا وجود 17 مليون فقير في تركيا و6 ملايين و250 ألف شخص عاطل عن العمل، على حد تعبيره.
&
ومن بين الوعود التي كررها قليجدار أوغلو خلال حملته الانتخابة، رفع الحد الأدنى للأجور إلى 1500 ليرة تركية، أي ما يعادل نحو 560 دولارًا أميركياً، (الحد الأدنى يبلغ نحو 450 دولاراً حاليًا).
&
ووجّه قليجدار أوغلو انتقادات لسياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ عام 2002، خلال حملته الانتخابية، حيث اعتبر في أحد خطاباته أن الحزب الحاكم ابتعد عن الجماهير مع مرور الوقت، على حد زعمه، واعدًا بتحقيق "ديمقراطية من الدرجة الأولى"، حال فوزه في الانتخابات.
&
&اللاجئون السوريون&
&
وبرز ملف اللاجئين السوريين بقوة في الحملة الانتخابية لـ"الشعب الجمهوري"، حيث تعهد قليجدار أوغلو بإعادة السوريين إلى بلادهم في أجواء من السلام.
&
وأوضح زعيم المعارضة وجهة نظره بهذا الخصوص في تصريحات سابقة، إذ نفى أن يكون قد قال "لماذا صرفتم 5.5 مليارات دولار (لصالح اللاجئين السوريين)"، وأن هذه المصاريف التي بذلتها الحكومة "غير ضرورية"، مشيرًا الى أن انتقادات حزبه تنصب على السياسات التي اتبعتها الحكومة في التعامل مع ملف اللاجئين السوريين.
&
وقال قليجدار أوغلو في حديثه لقناة محلية: "سنحقق السلام مع سوريا، وسنعيد مليوني سوري (لاجئون) إلى بلادهم، الحكومة تتناول جزءًا من الكلام وتتغاضى عن الجزء الآخر (تحقيق السلام)، وتقول إن قليجدار أوغلو سيعيد السوريين، بالتأكيد نحن لا نرسل الناس إلى أتون الحرب".
&
الحركة القومية&
&
وعلى صعيد متصل، شكل الملف الاقتصادي أحد أهم محاور الحملة الانتخابية لحزب "الحركة القومية" التركي المعارض، استعدادًا للانتخابات العامة المرتقبة، فضلًا عن دفاعه عن الروح القومية، ووعده باجتثات الإرهاب والنزعات الانفصالية (في إشارة إلى الانفصاليين الأكراد)، وجعل تركيا قوة عالمية.
&
وتعهد زعيم &الحركة القومية ثاني أكبر حزب معارض في البرلمان، دولت باهجه لي، الخميس، بالعمل على جعل البلاد قوة إقليمية بارزة ولاعبًا عالميًا بحلول الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية عام 2023، والنهوض بها إلى مرتبة القوة العالمية، عام 2053، حال فوز حزبه في الانتخابات.
&
الفساد&
&
وقال باهجه لي، إن الفقر والفساد في البلاد بلغا ذروتهما، كما أشار في خطاب سابق، الى أن التباين في توزيع الدخل ازداد في عهد حكومة حزب "العدالة والتنمية"، حيث ازداد الغني غنى والفقير فقرًا، على حد تعبيره.
&
الأمة التركية&
&
وشدد باهجه لي على أن حزبه يحتضن جميع المواطنين بغض النظر عن جذورهم، ويرى كل مواطن كفرد محترم من أبناء الأمة التركية الكبيرة.
&
ومن بين الوعود التي قدمها باهجة لي رفع الحد الأدنى من الأجور، والاعتراف الرسمي بـ"بيوت الجمع" (دور عبادة العلويين)، كي تأخذ دعمًا من الدولة على غرار المساجد، كما تعهد باجتثاث الإرهاب والنزعات الانفصالية من جذورها، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني (بي كي كي).
&

&