ساقت نيويورك تايمز مقالة هجومية ضد رجب طيب إردوغان، ذكرت فيها بكل أفعاله المناقضة للديمقراطية، واصفة الانتخابات الآتية بأنها استفتاء عليه.
&
دبي: ردت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية على انتقادات حادة وجهها إليها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في الأيام الماضية، بعدما اتهمها بالتدخل في الشؤون التركية، ونشرت تقريرًا وثقت فيه أعمالا مناقضة للديمقراطية أقدم عليها إردوغان في بلده.
&
حاد عن مساره
&
وقالت نيويورك تايمز في مقالة عنوانها "انتخابات تركية أو استفتاء إردوغان" إن قصر إردوغان، أو القصر الأبيض، هو أقصى طموحه، متسائلة بصورة هزلية: "من هو الزعيم الذي يفوق قصره حجم البيت الأبيض بـ 30 ضعفًا؟"، مبينة أن الرئيس التركي، الذي كان يقدّم حتى عهد قريب بأنه نموذج يمكن أن تحتذي به دول الشرق الأوسط باعتباره زعيما يوفق بين الإسلام والديمقراطية، قد حاد عن مساره.
&
ولفتت الصحيفة إلى أن إردوغان يبذل قصارى جهده منذ عقد من الزمان لإسكات معارضيه السياسيين، والدليل ظاهر في العديد من التطورات والأحداث التي وقعت في تركيا خلال الآونة الأخيرة. كما عقدت الصحيفة الأميركية مقارنة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقالت إن وجه الشبه الأساسي بينهما هو إنهما "أقوى رجل في الدولة" مهما كان منصبهما.
&
فساد وكم أفواه
&
وعادت الصحيفة الأميركية إلى تسجيلات صوتية نُشرت في خلال الكشف عن الفساد والرشوة، وظهرت في 17 و25 كانون الأول (ديسمبر) 2013، أو ما عرف بمكالمة "تصفير الأموال" بين إردوغان وابنه بلال، التي طالبه فيها بنقل الأموال الموجودة في بيته إلى مكان آخر.
&
كما هاجمت الصحيفة إردوغان على خلفية قيامه بتطبيق رقابة أكثر عدوانيّة تجاه الإنترنت في تركيا، فلفتت إلى كلمة إردوغان عن مواقع التواصل الاجتماعي إبان الأحداث التي عصفت بالبلاد وكشفت عن الفساد الذي طال عددًا من أعضاء حكومة العدالة والتنمية أيضًا: "سوف نستأصل تويتر من جذوره، ولا يعنيني ما يقوله المجتمع الدولي عن ذلك، وسيرى الجميع قوة الجمهورية التركية".
&
ولم تتوقف الصحيفة عند هذا الحد، بل لفتت إلى احتمال محاكمة جان دوندار، رئيس تحرير صحيفة "جمهورييت"، بتهمة التجسس بعد نشر الصحيفة صورا ومقاطع لأسلحة وذخيرة حملتها شاحنات تابعة للمخابرات التركية، وكانت في طريقها إلى تنظيمات جهادية متشددة في سوريا، مذكرة بأن إردوغان نفسه اتهم جيلان ييجينسو، مراسلة نيويورك تايمز في إسطنبول، بأنها عميلة أجنبية وجاسوسة للأميركيين.
&
قمع المعارضة
&
واستعادت نيويورك تايمز أحداث حديقة جيزي في ميدان تقسيم في إسطنبول في 2013، مؤكدةً اعتماد حزمة الأمن الداخلي، التي من شأنها توسيع صلاحيات رجال الشرطة، ومطاردة المتظاهرين، واعتقالهم إداريًا.&
&
كما ذكرت الصحيفة شريط فيديو تعريفي تم تصويره لقصر رئاسة الجمهورية الذي أطلق عليه إردوغان "مجمع بيش تبه"، مستعيدة نقاشات ساخنة دارت عن وجود مراحيض مذهبة في داخل القصر. فالسجالات في هذا الأمر عمّ تركيا، بعدما ركزت المعارضة على هذه المسألة في وصف الترف الذي يعيش فيه إردوغان.
&
وأوضحت الصحيفة أنه لأكثر من 10 سنوات، عمل إردوغان على القضاء على المعارضة السياسية، أما الآن فهو على وشك تعديل الدستور لتعزيز منصبه، إذ تعد الانتخابات البرلمانية الآلية التي ستمكن إردوغان من تغيير الدستور والانتقال إلى نظام رئاسي.
&
ويحتاج إردوغان إلى فوز انتخابي كاسح، يقضي بفوز العدالة والتنمية بثلثي (367) مقاعد النواب (550)، ليقر منفردًا التعديلات التشريعية التي تعزز سلطاته كرئيس، وإن حصل على 330 مقعدا يمكنه طرح المسألة في استفتاء، وإلا فلن يتمكن من تحقيق طموحاته.
&