مع دخول تركيا فترة الصمت الانتخابي، دعت صحيفة بريطانية بارزة لتحجيم "السلطان إردوغان" الذي نفى الاتهامات التي توجهها له المعارضة بأنه "ديكتاتوري".
يتوجه الناخبون الأتراك غداً الأحد لمراكز الاقتراع لانتخاب برلمان جديد، حيث يتنافس في المعركة 20 حزبًا سياسيًا، إضافة إلى 165 مرشحًا مستقلًا، ويبلغ عدد الناخبين داخل تركيا 53 مليونًا و765 ألفًا و231 ناخبًا، فيما يصل عددهم خارج البلاد إلى مليونين و876 ألفًا و658 ناخبًا.
&
وقالت صحيفة (التايمز) البريطانية في تقرير لها، السبت، إن من مصلحة الغرب الا يتمكن رجب طيب إردوغان من تعزيز سيطرته الشخصية وسيطرة حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه على الحياة السياسية في تركيا.
&
ويقول كاتب التقرير روجر بويز إن إردوغان الذي يقارنه كثيرون بالسلاطين العثمانيين يحاكم أحد قادة المعارضة لأنه زعم أن الرئيس التركي بنى حمامات مطلية بالذهب في القصر الرئاسي الجديد الذي يحوي أكثر من 1115 غرفة.
&
ويوضح التقرير أن هذا هو ما يحدث عندما يبقى شخص واحد في السلطة فترة طويلة فتتحول كل الانتقادات إلى خلافات شخصية لا أكثر ولا أقل.
&
طموح الأغلبية&
&
ويؤكد أن آمال إردوغان من الانتخابات واضحة حيث يتمنى أن يحصل حزبه على الأغلبية الكافية في البرلمان لتعديل الدستور لتصبح تركيا دولة تتبنى نظاما رئاسيا بدلا من النظام البرلماني.
&
ويضيف أن حزب العدالة والتنمية يملك 312 نائبا في البرلمان الحالي وإذا أراد تعديل الدستور ينبغي أن يرفع عدد نوابه إلى 330 نائبا في البرلمان الجديد بالإضافة إلى تنظيم استفتاء شعبي.
&
ويقول كاتب التقرير إنه في حال تعدى عدد نواب الحزب والمتحالفين معه في البرلمان الجديد 367 نائبا فسيتمكن من تعديل الدستور دون الحاجة للاستفتاء.
&
ويتحدث التقرير في الختام، عن الخلافات بين الغرب وتركيا بقيادة إردوغان ومنها الخلافات حول الوضع في سوريا والشرق الأوسط بالإضافة إلى ما يسميه بتضييق الرقابة على تويتر ويوتيوب وغيرها من المواقع في تركيا ليخلص إلى أنه ليس من مصلحة الغرب أن يحصل إردوغان على مبتغاه من الانتخابات البرلمانية.
&
صمت انتخابي&
&
وإلى ذلك، دخلت تركيا ابتداء من الساعة 00.00 اليوم السبت فترة حظر الدعاية الانتخابية (الصمت الانتخابي) للمرشحين، وذلك في وسائل الإعلام عموماً، وقنوات الإذاعة والتلفزيون خصوصاً؛ من خلال استضافة المرشحين في الانتخابات وأعضاء الأحزاب للإعراب عن رأيهم في الانتخابات.
&
وتقوم الهيئة العليا للانتخابات والمجلس الأعلى للإذاعة والتلفزيون بتنظيم الحظر، الذي يتضمن أيضاً منع البث المباشر لاجتماعات المرشحين على قنوات ومحطات الإذاعة والتلفزيون.
&
&وتمتد فترة الصمت الانتخابي لغاية ساعة تحددها لجنة العليا للانتخابات التركية من يوم غدٍ الأحد الموعد المحدد للانتخابات.
&
وتبدأ عملية التصويت داخل تركيا، في الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي، وتنتهي في الخامسة مساءً من اليوم نفسه.&
&
لست ديكتاتورا
&
وعشية الانتخابات، نفى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الاتهامات التي توجهها له المعارضة بأنه "ديكتاتوري، وينزل إلى الميادين من أجل دعم الحكومة في الانتخابات النيابية التي ستجري بعد يومين".
&
وقال إردوغان في كلمة ألقاها أمام حشد كبير في منطقة "غولباشي" في العاصمة أنقرة، إن المعارضة تتهمه بالديكتاتورية، وتوجه له الشتائم في الصحف والقنوات التلفزيونية ومختلف وسائل الإعلام، مضيفاً: "لو كنت ديكتاتورًا فهل يتجرأون على سبابي، لا يمكن لكم القيام بذلك في بلد ديكتاتوري، يقضون عليك في الحال".
&
وفي رده على تهديدات بعض الصحف بأن مصيره سيكون مشابهًا لمصير محمد مرسي أول رئيس مدني مصري منتخب الذي أصدرت بحقه محكمة مصرية قرارًا بالإعدام قال الرئيس التركي إنه آمن بالديمقراطية وسيواصل طريقه، لافتًا إلى&أنه "لبس كفنه قبل انطلاقه في طريق الديمقراطية".
&
حق الشعب&
&
وأوضح إردوغان أن بعض الجهات كانت المسؤولة لعشرات السنوات عن تشكيل حكومات وإسقاط أخرى، مشيرًا إلى أن هذا العصر قد انتهى وأصبح الشعب التركي الوحيد الذي يمتلك حق انتخاب وتشكيل الحكومات.
&
وأكد الرئيس التركي أن تركيا القديمة كانت تشهد ائتلافات حكومية، وتصل إلى حالة لا يمكن إدارة البلاد من خلالها وتصاب الحياة السياسية بالشلل، لافتًا إلى أن الاقتصاد التركي كان منهارًا، وأنه نزل إلى الميادين العامة من أجل التأكيد على ضرورة إنشاء تركيا الحديثة.
&
وفي الأخير، انتقد إردوغان حزب الشعب الديمقراطي ذي الميول الكردية، قائلًا: "أوجه حديثًا إلى إخواني الأكراد في جنوب شرقي الأناضول، إنهم لا يحبونكم (حزب الشعوب الديمقراطي)، يستغلونكم من أجل مصالحهم الشخصية، أما نحن فنحبكم في الله، ليس لأنكم أكرادًا بل لأن الله هو الذي خلقكم".
&
التعليقات