إعداد عبد الاله مجيد: رُفع الغطاء للمرة الاولى عن علاقات رئيس الوزراء البريطاني السابق وتجواله حول العالم في وثائق سرية تشير، من بين أشياء أخرى، إلى أنّ دافع الضرائب البريطاني يدفع 16 الف جنيه استرليني اسبوعيًا لتأمين سلامة بلير في حله وترحاله ومساعدته على بناء امبراطوريته التجارية.

وتسجل الوثائق تفاصيل رحلات توني بلير حول العالم، يرافقه فريق من الحراس الشخصيين بطائرات خاصة وإقامته في فنادق خمس نجوم.
&
وبحسب الوثائق، فإن بلير كان يستخدم هذه الرحلات لعقد اجتماعات تجارية خاصة وفي الوقت نفسه إجراء محادثات بصفته مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط كاشفًا نفسه لاتهامات بتضارب المصالح.

وتبين الوثائق التي اطلعت عليها صحيفة الديلي تلغراف كيف أن بلير كان يزور خمسة بلدان في أسبوع واحد مكلفًا دافع الضرائب البريطاني ما بين 14 و16 ألف جنيه استرليني خلال هذا الاسبوع.
&
وروى السفير البريطاني في البانيا نيكولاس كانون كيف كانت شركات ترتبط برئيس الوزراء السابق، بينها شركة المحاماة التي تملكها زوجته، "تتشمم الأرض بحثاً عن صفقات" في ألبانيا. ويتعين أن يرافق بلير في رحلاته فريق من شرطة اسكتلند يارد يتحمل دافع الضرائب عبء رواتبهم وعملهم ساعات اضافية ومخصصات سفرهم ورحلاتهم واقامتهم في الفنادق ووجبات أكلهم.

كما تبين الوثائق التي اطلعت عليها صحيفة الديلي تلغراف في إطار التحقيق في مصالح بلير التجارية كيف أنه مد جسورًا مع عدد من أقوى زعماء العالم ورجال الأعمال لإقامة شبكة من الزبائن، الذين يدفعون ملايين الجنيهات الاسترلينية مقابل خدماته الاستشارية.

ولكن ما كشفت عنه الوثائق أثار اتهامات بأن أنشطته التجارية أوجدت ما يبدو انه سلسلة من تضارب المصالح مع دوره كمبعوث دولي الذي اعلن استقالته منه ابتداء من نهاية حزيران (يونيو) بعد ثماني سنوات.

وقال سفير حضر اجتماعات مع بلير خلال عمله مبعوثًا للجنة الرباعية، إن هذا التضارب في المصالح كان عملاً "بغيضاً"، واضاف ان بلير "استخدم بطاقة المبعوث الدولي للسلام في الشرق الأوسط والرباعية" للتعامل مع الحكومات تعاملاً تجاريًا.

ومما كشفه تحقيق صحيفة الديلي تلغراف:

ـ أن بلير يقيم مع حاشيته في فنادق خمس نجوم حول العالم مع غرفة خاصة لكل واحد من حراسه الشخصيين.

ـ يسافر حول العالم بعدد من الطائرات الخاصة، يعيرها له احيانًا زبائن وحكومات.

ـ تمكن من الفوز بعقد خاص قيمته مليون جنيه استرليني مع البنك الدولي اثناء عمله مع البنك بصفته مبعوث الرباعية للسلام في الشرق الأوسط.

ـ عقد صفقات تجارية مربحة مع ابو ظبي فيما كان يتفاوض ايضا مع قيادتها بوصفه مبعوث الرباعية حول 45 مليون دولار لمساعدة السلطة الفلسطينية.

ـ فريق بلير طلب مساعدة مسؤولين بريطانيين لدعم مصالحه التجارية، بما في ذلك تزويده بايجازات عن بلدان بينها كندا والبانيا ومقدونيا.

ـ في حالات عديدة يكون الأشخاص ذوو النفوذ الواسع الذين يلتقيهم بلير خلال رحلاته التجارية الخاصة هم أنفسهم الذين يتصل بهم في دوره الرسمي مبعوثًا للرباعية.

وطالب عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين ادرو بريجين بـأن يكشف بلير عن تعاملاته وصفقاته بالكامل قائلاً إن بلير "دأب على طمس الخط الفاصل بين نشاطاته الرسمية ونشاطاته التجارية، فيما كلفت حمايته دافع الضرائب البريطاني مصاريف ضخمة". واضاف "أن من غير اللائق من رجل تولى أعلى منصب في البلد وكان مطلعًا على كل سر من اسراره أن يقوم بعمل لحساب قوة أجنبية".

واعلن مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني كريس دويل "أن على بلير ان يكون شفافًا بشأن نشاطاته التجارية وإلا فإنه يواجه خطر اتهامه بتضارب المصالح".

ويرسم التحقيق صورة مستفيضة عن رحلات بلير حول العالم، وكيف انه قام بجولة في انحاء الولايات المتحدة لالقاء خطابات وحشر اجتماعات مع وزراء ولقاءات مع رجال اعمال كبار كان يجريها كلها خلال زيارات لمدة 24 ساعة.

وفي ظرف أسبوع واحد خلال شهر شباط (فبراير) 2012 مثلاً، زار بلير اسرائيل بصفته مبعوث اللجنة الرباعية ثم طار إلى الامارات وقطر والصين وكازاخستان، حيث انجز خليطًا من الأعمال الخيرية والصفقات التجارية الخاصة. وأقام مع مرافقيه في فنادق خمس نجوم بينها قصر الامارات في أبو ظبي وفور سيزونز في الدوحة.

وخلال اجتماع في عام 2011 حضر بلير جانبًا منه على الأقل بصفته مبعوث الرباعية رافقه في الاجتماع ستيفن كريسل رئيس شركته الاستشارية.

وقال متحدث باسم بلير إنه ليس هناك تضارب مصالح مع أي عمل من أعمال بلير بما في ذلك دوره مبعوثاً للرباعية. واضاف المتحدث أن مساعدة ابو ظبي للسلطة الفلسطينية جاءت من مؤسسة منفصلة عن صندوق "مبادلة" للتنمية.

وامتنع متحدثون باسم بلير وشرطة اسكتلند يارد عن التعليق على الترتيبات الخاصة بحمايته.