بكين: قررت الصين اعفاء رعايا تايوان من تأشيرة الدخول الى اراضيها، ما يعتبر مؤشرا قويا على عودة الحرارة الى العلاقات بين البلدين المنفصلين منذ اكثر من ستة عقود. ولا تزال الصين تعتبر رسميا جزيرة تايوان جزءا لا يتجزأ من اراضيها المترامية ولا تخفي نيتها في ارجاعها يوما تحت سلطتها.

وفي الواقع تبدي السلطات الصينية نهجا في غاية البرغماتية، فقد وقعت بكين وتايبيه في العام 2010 اتفاق-اطار للتعاون الاقتصادي ولا تزالان تتفاوضان بشأن اتفاق واسع لحرية تبادل الخدمات والسلع.

وفي مطلع ايار/مايو استقبل الرئيس الصيني شي جينبينغ رئيس حزب "كومينتانغ" الحزب الجمهوري والقومي الحاكم سابقا في الصين قبل ان يطرده الشيوعيون من الحكم في العام 1949. ويهيمن حزب كومينتانغ على الحياة السياسية التايوانية منذ نهاية الحرب الاهلية.

واعلن يو شنغشينغ العضو في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، الغرفة الثانية في البرلمان، قرار اعفاء التايوانيين قريبا من الحصول على تأشيرة لدخول الصين.

وافادت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية ان يو كان يتحدث اثناء مؤتمر في مدينة شيامن (جنوب)، لكنها لم توضح تاريخ البدء بتنفيذ القرار. وينبغي حتى الان ان يطلب سكان تايوان "اذن دخول" الى اراضي الصين الشعبية، اي ما يوازي تأشيرة. لكنهم لن يحتاجوا بعد تنفيذ القرار سوى الى تقديم وثيقة تجيز لهم مباشرة عبور الحدود.

وتسجل العلاقات بين العدوين السابقين تحسنا منذ 2008 تاريخ عودة حزب كومينتانغ الى السلطة، علما بان هذا الحزب اكثر انفتاحا على توطيد العلاقات مع بكين من الحزب الديمقراطي التقدمي التايواني.

لكن على الصعيد الدبلوماسي فان العلاقات الصينية التايوانية ما زالت تسودها الريبة والحذر.

ورفضت بكين مؤخرا ترشيح تايوان لعضوية بنك الاستثمار الاسيوي الجديد. وكانت السلطات الصينية اعلنت ان تايوان، واسمها الرسمي "جمهورية الصين"، قد تصبح مرشحة في وقت لاحق "تحت تسمية مناسبة".

الى ذلك ذكر شي جينبينغ مطلع ايار/مايو اثناء زيارة زعيم حزب كومينتانغ اريك شو انه لا يوجد سوى "صين واحدة" متحدثا عن "مواطنيه التايوانيين".
&