يستميت باراك أوباما في نيل رضى الإيرانيين، حتى أوقف فورًا الدعم الذي كانت الولايات المتحدة تقدمه لجمعيات شيعية لبنانية، كانت تسعى لصوت شيعي معتدل ومناقض للصوت الإيراني.

إعداد عبد الاله مجيد: دأبت إدارة أوباما على التأكيد بأن أي اتفاق نووي مع إيران لن يؤثر في تصميم الولايات المتحدة على التصدي لطموحات طهران الاقليمية أو دعمها للارهاب. لكن صحيفة وول ستريت جورنال تقول إن التهافت على التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يثبت أن "هذا ادعاء فارغ".

وقفًا فوريًا!

تشير الصحيفة إلى قطع الدعم المتواضع أصلًا الذي كانت تقدمه وزارة الخارجية الاميركية إلى مبادرة "هيا بنا" المدنية اللبنانية التي أُطلقت منذ عام 2005 لطرح بديل معتدل عن هيمنة حزب الله على الطائفة الشيعية من خلال العمل في مجالات مختلفة بينها الصحة والبيئة ومعالجة قضايا مدنية مثل المواطنة.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال، وزارة الخارجية الاميركية وجهت رسالة إلى مبادرة "هيا بنا" التي أطلقها الناشر لقمان سليم "تطلب وقف جميع النشاطات الرامية إلى إيجاد صوت شيعي معتدل وقفًا فوريًا، وإلى أجل غير مسمى". وللتوثق من وصول قرار وزارة الخارجية، اضافت الرسالة أن على مبادرة "هيا بنا" أن تنهي التمويل لأي نشاط من المشار اليه اعلاه.

ولوحظ أن وقف الدعم جاء بعد اسبوع على توصل الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق نووي اطاري في جنيف في 2 نيسان (أبريل) الماضي. وقال السياسي الشيعي أحمد الأسعد، رئيس تيار "الانتماء اللبناني"، إن حجب الدعم الاميركي محاولة يائسة أخرى من أوباما هدفها إرضاء النظام الإيراني للتوصل إلى اتفاق نووي.

كبير مبيضي الأموال

ومن الخطوات الأخرى التي اتخذتها ادارة أوباما، بالارتباط مع المفاوضات النووية، رفع اسم رجل الأعمال السريلانكي بهاري سيد ابو طاهر عن القائمة السوداء لمكتب مراقبة الأرصدة الأجنبية في الولايات المتحدة.

وتقول وول ستريت جورنال إن الرئيس الاميركي السابق جورج بوش وصف ابو طاهر في 2004 بأنه "المدير المالي وكبير مبيضي الأموال" في شبكة الانتشار النووي التي كان يديرها العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان. وقالت السلطات الماليزية حينها إن خان أوعز إلى ابو طاهر بارسال أجهزة طرد لتخصيب يورانيوم إلى إيران.

ولاحظت صحيفة وول ستريت جورنال أن وزارة الخزانة الاميركية رفعت اسم ابو طاهر عن القائمة السوداء في 3 نيسان (ابريل)، بعد يوم واحد على اعلان الاتفاق النووي الاطاري. وقالت متحدثة باسم وزارة الخزانة إن اسمه رفع على أساس قرار من مكتب مراقبة الأرصدة الأجنبية بأن الظروف لم تعد تبرر إبقاء اسمه على القائمة السوداء.

تبييض صفحة إيران

ورأت صحيفة وول ستريت جورنال أن رفع اسم ابو طاهر عن القائمة السوداء يعادل عملية تدقيق بأثر رجعي لتبييض صفحة إيران في امتلاك أجهزة طرد وكأنها لا تمت بصلة إلى برنامج التسلح النووي. ثم هناك برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية الذي ظل فترة طويلة يُعد جزءًا لا ينفصل من برنامج إيران النووي.

وفي 2010، مارست الادارة الاميركية ضغوطًا في الأمم المتحدة لفرض عقوبات دولية على هذه الصواريخ الإيرانية. لكن عندما حان وقت التفاوض رضخت الادارة لاصرار طهران على انها لن تقبل بفرض حدود على صواريخها وبذلك فصلت برنامجها الصاروخي عن برنامجها النووي.

ومع اقتراب التوصل إلى اتفاق نووي، عادت الادارة وقررت أن برنامج إيران الصاروخي يرتبط ببرنامجها النووي وبالتالي فان الولايات المتحدة مستعدة لرفع العقوبات على صواريخ إيران ايضًا، بحسب وول ستريت جورنال.

صادرات إيران

تقول الصحيفة إن هناك ما هو أكثر، ناقلةً عن وكالة اسوشيتد برس أنه من اصل 24 مصرفًا إيرانيًا مشمولة حاليًا بعقوبات اميركية فإن "مصرف صادرات إيران" وحده، الذي يُشار إلى ارتباطه بالارهاب، يخضع لعقوبات لا تتصل بالبرنامج النووي.

بكلمات أخرى، ما أن تُرفع العقوبات المرتبطة بالبرنامج النووي حتى تُرفع كل العقوبات الأخرى، بصرف النظر عن وعود الادارة.

وتقول صحيفة وول ستريت جورنال في ختام تقريرها: "لعل الوقت فات على منع الرئيس أوباما من عقد هذا الاتفاق ولكن مع اتضاح ملامحه يبدو بصورة متزايدة انه أشبه بخيانة اصدقائنا... وهدية إلى نظام دكتاتوري".
&