فيما أعلن في بغداد عن غارات جوية للطيران العراقي حطمت محاولة لتنظيم "داعش" لمهاجمة العاصمة بغداد، اتخذت وزارة الداخلية اجراءات مشددة للحفاظ على الأمن وحرمة رمضان. ويتوجه العبادي إلى طهران غدًا لبحث مشاركتها في الحرب ضد التنظيم، في حين حذر رئيس البرلمان من إمكانية مبايعة بعض النازحين لداعش.&

لندن: قالت السلطات العراقية إن سلاح الجو العراقي أحبط محاولة لتنظيم "داعش" لشن هجوم على بغداد من قضاء الفلوجة في محافظة الأنبار (110 كم غرب بغداد). وقال العميد سعد معن الناطق بإسم قيادة عمليات بغداد، إن الطيران العراقي استطاع قصف تجمع التنظيم ضمن قاطع عمليات الأنبار حيث اسفرت الضربات الجوية عن مقتل أكثر من 30 عنصراً للتنظيم وتدمير آلياته ومواقعه بالكامل.&
&
واشار في تصريح صحافي اطلعت عليه "إيلاف" ان القوات العراقية أكملت افشال هجوم التنظيم الذي كان يخطط للدخول عبر الحدود السورية باتجاه الفلوجة لتنفيذ هجمات انتحارية على بغداد، وذلك بعد تمكن القوات الاستخباراتية من كشفه وتدمير أحد مواقع تنظيم "داعش" داخل الحي الصناعي في الفلوجة.
وكانت المرجعية الشيعية اشادت في خطبة الجمعة الماضي بجهود ضباط الاستخبارات الذين ضبطوا سيارات مفخخة في كربلاء كان تنظيم "داعش" يعد لتفجيرها في العاصمة بغداد ضمن عملية اسماها "غزوة رمضان". وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي ان جهود الاجهزة الأمنية والاستخبارية اثمرت خلال الايام الماضية عن اكتشاف عدد من السيارات المفخخة التي هيأها داعش لتفجيرها في بغداد عند حلول شهر رمضان تحت مسمى "غزوة رمضان"... وقال ان جهود ضباط الاستخبارات مكنت من ضبط تلك السيارات قبل وصولها لاهدافها وحماية ارواح المواطنين .
&
اجراءات مشددة للحفاظ على قدسية رمضان
وبالتزامن مع ذلك، اطلق المجلس الأعلى الاسلامي العراقي برئاسة عمار الحكيم حملة لتنظيف وتهيئة المساجد والحسينيات في عموم العراق، بمناسبة حلول شهر رمضان وقال الناطق باسم المجلس الشيخ حميد معله الساعدي في بيان صحفي اليوم تسلمته "إيلاف" ان الحملة تهدف إلى تنظيف وتهيئة عدد كبير من المساجد والحسينيات في المناطق داعيًا إلى مراعاة احترام شهر رمضان المبارك وعدم التجاهر بالافطار والابتعاد عن المساس بحرمة هذا الشهر.
ومن جانبه، اشار مسؤولو تنظيمات المجلس في بغداد ان هذه الحملة توجه رسائل البناء والعمران لانها من اخلاق المسلم ومبادئ الاسلام وليس كما يفعل الداعشيون بتهديم المراقد ودور العبادة وهي سنوية مشددًا على أهمية استثمار الاجواء الروحية للشهر وعدم هجرة الجوامع والحسينيات وعدم التجاهر بالافطار .
&
ومن جانبه، اكد وزير الداخلية محمد الغبان ضرورة تعزيز وحدة الصف الوطني وممارسة الشعائر والطقوس الدينية بما ينسجم والروح السمحاء لتعاليم الدين وتفويت الفرصة على أعداء العراق وأبطل مخططاتهم الإرهابية من خلال موقفهم القوي والصلب ضد الفتنة والطائفية المقيتة ومن يروج لها.
ودعا الوزير في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" العراقيين إلى التعاون البناء مع الأجهزة الأمنية "في الإبلاغ عن كل من تسول له نفسه الإخلال بالأمن والأمان وتعظيم شعائر شهر رمضان المبارك". واصدرت الوزارة تعليمات تقضي بمنع الإفطار العلني، وتوجيه الجهات المسؤولة باتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن المخالفين، والإغلاق بشكل كامل محلات بيع المشروبات الكحولية وكذلك&
المطاعم وأماكن بيع الأطعمة من شروق الشمس وحتى الغروب.
ووجهت الداخلية بقيام رؤساء الوحدات الإدارية كافة والجهات المعنية في المحافظات باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتجاهرين بالإفطار العلني وإحالتهم إلى القضاء وفقاً لإحكام القانون وان تتولى الأجهزة الإدارية المسؤولة مراقبة غلق جميع المقاهي العامة من شروق الشمس وحتى الغروب ومنع إقامة النشاطات الفنية التي لا تنسجم مع قدسية الشهر بعد الإفطار في المطاعم والفنادق والنوادي الاجتماعية كافة.

العبادي إلى طهران لبحث مشاركتها في الحرب ضد داعش
يقوم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي غدا الأربعاء بزيارة قصيرة إلى ايران تستغرق يومًا واحدًا يلتقي خلالها عددًا من المسؤولين الايرانيين، يتقدمهم المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني. ومن المنتظر ان يبحث العبادي في طهران "العديد من القضايا المشتركة والعلاقات بين البلدين والوضع الاقليمي والحرب على الارهاب، والجهود الدولية لمواجهة عصابات داعش الارهابية"، بحسب بيان صحافي لمكتب اعلام العبادي اطلعت على نصه "إيلاف".
ومن جهته قال المتحدّث باسم رئيس الوزراء سعد الحديثي ان العبادي سيبحث في طهران تعزيز التعاون المشترك بين البلدين والجهود الكفيلة بمكافحة الإرهاب ودور إيران في دعم العراق بمواجهة التحديات الأمنية.
&
وتعتبر هذه الزيارة الثانية التي يقوم بها العبادي إلى طهران، منذ تشكيله لحكومته الحالية في ايلول (سبتمبر) الماضي، وتتزامن هذه الزيارة مع استعدادات الحكومة العراقية في تحشيد القوات لتحرير مدينة الرمادي عاصمة محافظة الرمادي الغربية بمساندة التحالف الدولي، حيث تتطلع بغداد إلى دعم أكبر من طهران في هذه الحرب لاسيما بعد انتقادها لضعف وبطء دور التحالف في هذا الجانب.
وخلال زيارته تلك لطهران اواخر العام الماضي، فقد اتفق العبادي مع الرئيس روحاني على استراتيجية موحدة لمواجهة الارهاب والتصدي لتنظيم "داعش" الذي يسعى للسيطرة على المزيد من الاراضي العراقية وخاصة في محافظة ديإلى المحاذية حدودها لايران شمال شرق بغداد، حيث تتضمن هذه الاستراتيجية تعاوناً امنيًا واستخباريًا بين البلدين ومراقبة تحركات المنظمات الارهابية وتعزيز امن الحدود المشتركة بين البلدين.&
&
وخلال مباحثات العبادي مع نائب الرئيس الايراني اسحاق جهانغيري، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، تم الاتفاق على تطوير علاقات البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والعمل على رفع ميزان التبادل التجاري بين البلدين خلال العامين المقبلين إلى 30 مليار دولار.
وعادة ما يقر مسؤولون ايرانيون بمشاركة مستشارين عسكريين ومتطوعين ايرانيين في دعم القوات العراقية في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية وظهر قائد فيلق القدس الايراني في احدى جبهات القتال العراقية ضد التنظيم معللين ذلك بالمشاركة في حماية المقدسات الشيعية في حين أشار العبادي في تصريحات سابقة إلى ان المستشارين الايرانيين يقدمون النصح إلى القوات العراقية في حربها ضد الارهاب حالها حال مستشارين آخرين من دول مختلفة خاصة من الولايات المتحدة التي يوجد في العراق حاليًا حوالي 1300 مستشار منهم.&
&
رئيس البرلمان يحذر من إمكانية مبايعة بعض النازحين لداعش
وفي الاطار نفسه الذي يقوم فيه العراق بمساعٍ لكسب دعم دولي لحربه ضد تنظيم "داعش"، فقد بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري اليوم الثلاثاء في نيويورك مع رئيس مجلس الامن الدولي للدورة الحالية رملان بن ابراهيم "اهم التحديات التي يواجهها العراق، حيث أوضح الجبوري ان العراقيين يقاتلون تنظيم داعش دفاعاً عن العراق والعالم ايضاً، وان خطر هذا التنظيم الارهابي لم يعد محلياً بل ان احتمال توسعه اصبح وارداً في اية لحظة، مؤكداً أن سُنّة العراق براءٌ منه ويودون مقاتلته اذا توفر لهم الدعم والاسناد الحقيقيين، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمته "إيلاف".
ودعا الجبوري خلال الاجتماع مجلس الامن والمجتمع الدولي إلى الوقوف مع العراق في مواجهة هذا التنظيم، وتخفيف معاناة ابنائه من خلال مساعدة وغوث النازحين العراقيين عبر وكالات الامم المتحدة المتخصصة بالأزمات والجانب الانساني، محذراً في الوقت نفسه من خطر شيوع الاحباط والانكسار في صفوف النازحين وفقدان املهم بالمجتمع الدولي الامر، الذي قد يجعل بعضهم مضطرين لمبايعة داعش او قبول العيش تحت سيطرته بعد اليأس من العون الدولي.
كما دعا الجبوري مجلس الامن إلى حث الدول المجاورة للعراق على ان تكون اكثر جدية في منع عناصر داعش من التسلل إلى العراق واتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الصدد .
&
يذكر انه برغم خسارة تنظيم "داعش" الكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديإلى شرق بغداد ونينوى وصلاح الدين الشماليتين إلا أن التنظيم ما زال يحافظ على سيطرته على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي سيطر عليها منذ مطلع عام 2014.
وفي العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 سيطر تنظيم "داعش" على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى الشمالية قبل أن يوسع سيطرته على مساحات واسعة في شمال وغرب وشرق العراق في محافظات كركوك وديإلى والانبار وصلاح الدين.
&