تكتسب أهمية استثنائية؛ هكذا وصفت صحف السعودية في افتتاحياتها اليوم الخميس زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الامير محمد بن سلمان إلى روسيا.

الرياض: قالت صحيفة "اليوم" في كلمتها إن زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لروسيا الاتحادية، تلبية لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعكس رغبة أكيدة من البلدين على تطوير العلاقات التاريخية بين البلدين.

واعتبرت أن زيارة ولي ولي العهد في هذه المرحلة بالذات تكتسب أهمية بالغة، حيث تنوء المنطقة بمشاكل كثيرة وتشتعل بلدان عربية عديدة بالحرائق، مهددة مستقبلها ووجودها، ومنذرة باقتلاع كياناتها، وصياغة أشكال جديدة، لدول تعتمد على القسمة على أسس مذهبية وفئوية. وتتطلع المملكة إلى أن يكون الموقف الروسي عامل إسهام في استقرار المنطقة.

واضافت أن روسيا الاتحادية اتخذت موقفًا، صنف من قبل الكثير من المحللين بالموقف الإيجابي، حين مناقشة الأزمة اليمنية، والتصويت على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، الذي قضى بانسحاب ميليشيات الحوثيين من المناطق التي احتلتها.

واكدت صحيفة "المدينة" أن زيارة ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان لروسيا، تلبية لدعوة رسمية من موسكو، وتنفيذًا لتوجيهات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز تكتسب أهمية استثنائية؛ نظرًا لتوقيتها ومضمونها، وما تهدف إليه من التشاور بين بلدين تجمعهما مصالح مشتركة، تتطلب بالضرورة بحثها على أعلى المستويات، حيث تتضمن الزيارة لقاء ولي ولي العهد بالرئيس بوتين والمسؤولين الروس للتباحث حول سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، والعمل من أجل حل الأزمات التي تمر بها المنطقة.

ورأت أن هذه الزيارة التي تأتي بعد قرابة 4 سنوات من علاقات شبه مجمدة بين البلدين، لكنها شهدت مؤخرًا انفراجًا واضحًا بعد إحجام موسكو عن استخدام الفيتو ضد مشروع قرار مجلس الأمن رقم 2216 حول اليمن الصادر تحت البند السابع، والذي يدعو إلى انسحاب الحوثيين من المناطق التي استولوا عليها.

واوضحت صحيفة "الرياض" أن كراشكوفسكي هو شيخ المستعربين الروس، نظر في كتاباته دوماً إلى العرب والمسلمين بإنصاف واعتدال كبيرين كما لم يفعله المستشرقون الغربيون، وسار على ذلك النهج كثير من الروس الذين أُعجبوا بالشرق العربي ورأوا في تاريخه مثالاً للاعتدال والتحضّر.

ووصفت أن روسيا دولة شرقية - غربية، ولم يزل الروس ينظرون إلى الشرق بوصفه جزءاً أثّر في تراثهم العلمي والديني بشكل كبير، والمتمعّن في الخارطة الروسية يجد أن موسكو العاصمة هي قريبة من الشرق أكثر منها إلى الغرب. ويدرك الكرملين اليوم أهمية الشرق الأوسط في المعادلة السياسية العالمية، لذا وجد نفسه حاضراً في مشهد التحولات التاريخية التي تعصف بالمنطقة منذ 2011.

واعتبرت أن هذه التحولات فرضت نوعاً من التحديات لا يمكن غض البصر عنه أو تجاهله، وفي خضم الأزمة الحاصلة إلى يومنا هذا كان التشاور واللقاءات بين الجانبين السعودي والروسي ضرورة من أجل بلورة الحلول أو الاستماع إلى وجهات النظر بين الطرفين.