يواجه الاستثمار في الجمعيات الخيرية السعودية عقبات عدة، منها&غياب التخطيط في هذه الجمعيات فلا مشاريع مستدامة تعتمد عليها، ورغم تلقيها&دعما ماليا حكوميا وتبرعات من المواطنين،&إلا أن ذلك ليس كافيا حتى تحتفط باستقرار مالي وفقا لخبراء.&

&الرياض: لا يزال استثمار أموال الجمعيات الخيرية في السعودية هدفا محفوفا بالمخاطر، فمن جهة تعتبر غالبية&مداخيل&الجمعيات أموال ذات توجيه شرعي محدد لا يمكن صرفه إلا& لمستحقيه، ومن جهة اخرى يغيب التخطيط وعدم الإلمام بالطرق الاحترافية للاستثمار لدى هذه الجمعيات&، الأمر&الذي يعرض&أموال هذه&الجمعيات للخطر،&ويقول خبراء إنه من الواجب على هذه الجمعيات&ضمان&موارد مالية مستدامة.

الكثير من الجمعيات الخيرية اتخذت مسلكا أمنا للاستثمار عبر التوجه نحو إنشاء وتشييد الأوقاف الخيرية لضمان موارد مالية مستدامة ، وهو الاتجاه الذي يحظى بدعم رسمي وشعبي، غير أن العائد من هذه الأوقاف غالبا ما يتعثر عن تحقيق الأرباح الطموحة.

المخاطر طبيعية

منصور ال خيرات ، المدير العام للمكتب التعاوني بالمدينة الصناعية بجدة ، أوضح أن تنمية& موارد المؤسسات الخيرية واستثمار أصولها ضرورة لحمايتها ، إلا أن عمليات الاستثمار شأنها شأن أي نشاط اقتصادي لا تخلو من مخاطر، وربما يعاني بعضها من مخالفات شرعية.

&واشار في حديثه&لـ "ايلاف" إلى& ان نسبة 80%& من موارد الجمعيات الخيرية أموال مخصصة ذات توجيه شرعي محدد&، وبالتالي لا يمكن التصرف فيها كالزكاة وكفالة الأيتام.

ويرى منصور& أن&الإدارة الجيدة يمكن أن تكفل الحماية الكافية لأموال و موارد الجمعيات الخيرية من المخاطر،& مبينا أن&هناك دراسات كافية توفر وسائل لإدارة استثمارات أموال الخير بشكل صحيح، وتابع " لكن لا يعنى ذلك ان& الاستثمار سيكون بديلا للإنفاق في أوجه الخير التي تخدمها، فالجميع يعول على الجمعيات الكثير من التطلعات والآمال على دراسة القضايا الاجتماعية المختلفة ، وحل مشكلاتها المتناثرة& والمساهمة بحلول طموحة.

650 جمعية

ويوجد في السعودية (650) جمعية و مؤسسة خيرية مرخصة تعمل تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية وتعتمد موارد تمويلها على الدعم الحكومي،& فضلا عن تبرعات الزكاة، والصدقة الجارية والتبرعات الدورية& من&الإفراد و المؤسسات الخاصة، فيما&تقدم هذه الجمعيات بدورها العديد من الخدمات والأنشطة للمستفيدين،&مثل&تأمين السكن وبرنامج تأهيل الأسر المنتجة لمساعده الأسر للاعتماد على نفسها،& تأهيل وتطوير قدرات الشباب& وخدمات الإصلاح ، والمعاقين والمسنين والأيتام والأرامل وحماية الأسرة والأمومة والطفولة& و توعية الجاليات.

غياب الاستراتيجية

من جهته،& قال&الباحث الاقتصادي سعود الزهراني إن&المشكلة الأساسية في عدم قدرة الجمعيات الخيرية على&إنشاء المشاريع الاستثمارية المستدامة تكمن في عدم وجود نظرة إستراتجية بعيدة المدى وانتظارها الدعم السنوي من المؤسسات الرسمية أو الخاصة ، مشيرا في حديثه لـ "إيلاف"& إلى أن فكر المسؤولية الاجتماعية أخذة في الانتشار والتوسع&، وبعض الشركات بدأ يتخذ نهجا جديدا في تحويل الإعانات التي كانت تقدم سابقا للجمعيات الخيرية، الي قسم المسؤولية الاجتماعية ليسهم بنفسه في إقامة مشاريع قادرة على تلبية متطلبات الطبقة الفقيرة.

وشدد الزهراني، على أهمية أن تبدأ الجمعيات الخيرية بشكل جدي في سلك طرق الاستثمار المتعدد& عوضا&من الاعتماد على صرف الإعانات ، مشيرا ان هذا الاتجاه إذا كان جديدا في السعودية& فإنه قديم فى دول العالم مثل أميركا وأوروبا، فهناك يتم تأسيس صناديق استثمار لأغراض خيرية عديدة ومتشعبة& تتمكن من خلاله أن تحقق الاستقرار المالي والإداري لأنشطتها ، وأضاف " استثمار أموال المؤسسات الخيرية يحتاج إلى قوانين محددة وواضحة،حتى تمنع أي استغلال سلبي لتلك الأموال".
&