تقف المفوضية الأوروبية حائرة إزاء ما يمكن فعله بشأن اليونان التي بدأ الحديث يتزايد فيها عن إمكانية خروجها من الاتحاد الأوروبي، وقال جان كلود يونكر إن الوقت بدأ ينفذ بالفعل أمام اليونان.
&
&
القاهرة:&لا يزال جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، متمسكاً بعدم خروج اليونان من منطقة اليورو، غير أنه أشار في تصريحات صحافية إلى أن الصبر بدأ في النفاذ، مشدداً على أنه لا يعتقد أن استجابة الحكومة اليونانية مع الأزمة كانت كافية.
&
وفي مقابلة أجراها مع مجلة دير شبيغل الألمانية، أوضح يونكر أن هناك نوعين من علاقات الصداقة، النوع الأول متجذر في حسن النية، وهو نوع الصداقة التي يشعر بها تجاه رئيس الوزراء اليوناني، ألكسيس تسيبراس، والنوع الثاني المتعلق بالصداقة الحقيقية، وهو نوع أكثر ندرة لأنه يجب أن يتغلب أولاً على العقبات لكي ينمو.
&
لا تعاملات شخصية
وبسؤاله عن الاتهامات التي يواجهها من تسيبراس هو وباقي دائني اليونان بخصوص عملهم من أجل سلب البلاد، رد يونكر بقوله إنه لا يجب التعامل مطلقاً بشكل شخصي مع العلاقات القائمة بين الممثلين والمؤسسات، خاصة وأن الجميع في مركب واحد بهدف خدمة الناس. ومضى يؤكد أن السياسة لا يمكن أن تعمل من دون علاقات شخصية يمكن الاعتماد عليها. وأعقب يونكر بقوله " ومع كل الاحترام للحكومة اليونانية الجديدة، يتعين عليّ القول إن بعضاً من ممثليها عينوا بوظائفهم الجديدة هذه من دون أن يتم اعدادهم بشكل كافٍ للقيام بما ينتظرهم من مهام.
&
وبسؤاله عما يمكن فعله لمنع خروج اليونان من منطقة اليورو في ظل تباطؤ وتيرة المفاوضات التي تجرى مع الجانب اليوناني واقتراب البلاد أكثر وأكثر من الإفلاس، قال يونكر إنه يتعين عليهم مواصلة المحاولات التي يمكنهم القيام بها لمنع خروج اليونان.
&
الوقت ينفذ
وأضاف يونكر :" الوقت بدأ ينفذ بالفعل، وبعض التصريحات السامة القادمة من أثينا تصعب من إمكانية الوصول إلى تسوية. لكني لا أكترث لذلك لرغبتي في إحراز تقدم".
&
ورد يونكر على ما يقال حول أن اليونانيين يتصورون أنهم سيحصلون على نتيجة أفضل إن ظلوا على طاولة البوكر بقوله إن السياسة الأوروبية ليست ورقة لعب حيث يكون هناك خاسر وفائز في النهاية، بل العكس، سيكون الفوز أو الخسارة للكل في الأخير، ولهذا من الضروري أن تعمل الحكومة اليونانية بأسرع شكل ممكن.
&
ولفت يونكر إلى أنه تحدث مع تسيبراس بالفعل بخصوص ما الذي يعنيه خروج بلاده من منطقة اليورو على المدى القريب، المتوسط والبعيد، خاصة وأنها شهدت بالفعل إدخال تخفيضات كبرى على شبكة الأمان الاجتماعي، الأمر الذي نتجت عنه أزمة إنسانية غير مقبولة، من المتوقع تفاقمها حال خرجت البلاد من منطقة اليورو.&
&
شعور بالضيق
ولم يغفل يونكر الاشارة إلى أنه يشعر بالضيق من حكومة تسيبراس لتصرفها وكأن المفوضية الأوروبية محبة للتقشف وتسعى لسحق كرامة الشعب اليوناني تحت الأقدام، موضحًا أنه تحدث مع تسيبراس عدة مرات بشأن انفتاحه على تقديم مقترحات أخرى تحقق المطلوب في نهاية المطاف، وهو رفع ايرادات الدولة اليونانية.
&
وبسؤاله عن تصريحات وزير المالية الألماني، وولفانغ شويبله، التي يرشح فيها خروج اليونان من منطقة اليورو، رد يونكر على مراسل دير شبيغل بقوله "ليس لدي علم بأي جملة تلفظ بها شويبله جعلتك تتوصل لهذا الاستنتاج. فوزير المالية الألماني مواطن أوروبي مخلص ويجمع بين الماضي والمستقبل ويجب الإنصات إليه".
&
وختم يونكر حديثه بالقول إنه يتعين على المسؤولين الأوروبيين أن يخبروا العالم وأنفسهم &الآن بالمسار الذي يتحركون من خلاله، خاصة وأن الشك كذلك قد تملك المواطنين في أوروبا في ظل استمرار اتساع نطاق الفجوة بينهم وبين النخبة الأوروبية.&
&
&
&
&