&من روائع تناقضات سياسة أوباما الخارجية أن تتشارك قوات أميركية وميليشيات شيعية قاعدة عسكرية واحدة في العراق، والحجة طبعًا محاربة داعش والقضاء على الارهاب.

إعداد عبد الاله مجيد: يشترك الجيش الاميركي في استخدام قاعدة واحدة مع ميليشيات شيعية مدعومة من ايران. وأعرب أعضاء في الكونغرس الاميركي عن القلق من تعرض الجنود الاميركيين للخطر لأن وجودهم في قاعدة واحدة مع الميليشيات الشيعية يتيح لهذه الميليشيات التجسس على العمليات الاميركية في القاعدة، بحسب تقرير على موقع بلومبرغ فيو.

وشجب رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين تشارك الجيش الاميركي قاعدة مع الميليشيات الشيعية، قائلًا: "إنها إهانة لعائلات الجنود الاميركيين الذين قُتلوا وأُصيبوا في معارك كانت الميليشيات الشيعية هي العدو فيها".

غطاء جوي

وكانت الطائرات الاميركية وفرت غطاء جويًا ساعدت به الميليشيات الشيعية في عملياتها ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".

ونظرًا لطمس الخطوط الفاصلة بين القوات الأمنية العراقية والميليشيات، فإن الأسلحة التي تُقدم للقوات العراقية تنتهي في أيدي الميليشيات المتهمة بارتكاب اعتداءات وفظائع ضد السنة في مناطق دخلتها بعد انسحاب داعش منها.

وقالت وزارة الخارجية الاميركية في تقريرها السنوي عن الارهاب في العالم، إن دعم ايران للارهاب "لم يفتر"، مشيرةً إلى أن العديد من الميليشيات المدعومة ايرانيًا أججت الاحتقانات الطائفية في العراق وارتكبت انتهاكات خطيرة ضد حقوق الانسان، واستهدفت المدنيين السنة بالدرجة الرئيسية.

تناقض أميركي

من ابرز القياديين في هذه الميليشيات ابو مهدي المهندس، زعيم كتائب حزب الله في العراق، الذي تربطه علاقة وثيقة بالجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني.

ويُعتقد بأن المهندس خطط لعمليات التفجير التي استهدفت السفارتين الاميركية والفرنسية في الكويت في الثمانينات. وأدرجت وزارة الخزانة الاميركية اسم المهندس على القائمة السوداء لتقويضه استقرار العراق.

كما قاتلت ميليشيات عديدة مدعومة ايرانيًا مع قوات نظام الأسد في سوريا. ويرى مراقبون أن هذا تناقض تتسم به السياسة الخارجية الاميركية بعد أن أعلنت ادارة اوباما أن نظام الأسد فقد شرعيته، وعلى الأسد أن يتنحى تمهيدًا لانتقال سياسي للسلطة في سوريا.

حقبة جديدة

ومن المتوقع أن يؤكد الكشف عن تشارك الجيش الاميركي قاعدة عسكرية مع ميليشيات مدعومة ايرانيًا في العراق مخاوف دول عربية حليفة للولايات المتحدة، ترى أن الاتفاق النووي الوشيك مع ايران يمثل مراجعة استراتيجية في توجه السياسة الاميركية لصالح ايران.

يضاف إلى ذلك أن هذا التطور يوحي بأن الولايات المتحدة تعمل على تسهيل التوسعية الايرانية. واعترف مسؤول رفيع في الادارة الاميركية لموقع بلومبرغ فيو بأن "ايران تدشن حقبة جديدة لحزب الله في العراق، ونحن ساعدناها وشجعناها على ذلك".