نصر المجالي: في إطار إعادة استراتيجيتها ضد الإرهاب بعد هجوم تونس الدموي، تستعد الحكومة البريطانية لدعوة البرلمان& للموافقة على السماح لبريطانيا بشن ضربات جوية ضد تنظيم (داعش) في سوريا.
ومحتمل أن يتقدم وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون بالطلب اليوم الخميس إلى مجلس العموم، وقال في تصريح إنه لا يرى أي مانع قانوني للموافقة على الطلب، مطمئناً النواب أنه لن يطبق أي مقترح من دون تصويت المجلس.
وكان رئيس الحكومة ديفيد كاميرون صرح مراراً بأنه سيسعى إلى موافقة البرلمان على تنفيذ ضربات جوية داخل سوريا. وتنفذ بريطانيا، في إطار التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية ضد (داعش) في العراق كما تحلق طائراتها بلا طيار فوق سوريا لجمع معلومات عن التنظيم المتشدد.&&
ضربات في سوريا
لكن في اختلاف عن شركاء آخرين في التحالف، فإنها لا تشن ضربات جوية ضد التنظيم في سوريا بعد أن خسر كاميرون تصويتًا برلمانيًا على هذه المسألة في عام 2013. ومن المنتظر أن يشير وزير الدفاع في طلبه إلى أن الهجمات الارهابية التي ضربت السياح يوم الجمعة في تونس، يمكن أن يكون خطط لها من قبل تنظيم (داعش) في سوريا.
وكان فالون صرح أمس الاربعاء لـ(بي بي سي) بأنه لا يرى أي منطق بأن تقوم القوات البريطانية بمراقبة الحدود السورية -العراقية، حيث لا يفرق تنظيم الدولة الاسلامية بين البلدين ويتنقل بحرية بينهما". وقال فالون إنه لا يرى أي مانع قانوني من شن عمليات في سوريا، إلا أنه لا يمتلك الموافقة البرلمانية على ذلك.
وقتل 29 سائحاً بريطانياً من أصل 38 شخصاً قضوا في منتجع في مدينة سوسة في 26 حزيران (يونيو) الماضي.
تهديد للغرب
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن "تنظيم داعش يشكل تهديداً لوجود الغرب"، مضيفاً أن "عناصر التنظيم في العراق وسوريا كانوا يخططون لهجمات فظيعة على الأراضي البريطانية".
وتعرض كاميرون لخسارة مريرة في مجلس العموم البريطاني عندما رفض المحافظون ونواب حزب العمال المصادقة على مشروع لشن بريطانيا ضربات جوية على أهداف الحكومة السورية قبل عامين لمنعها من استخدام الاسلحة الكيميائية.
وإلى ذلك، قال نيك روبنسون محرر الشؤون السياسية في (بي بي سي) إن "الوزراء لن يخاطروا بخسارة تصويت ثانٍ حول سوريا، إلا إذا تأكدوا من دعم حزب العمال لهم".
وأضاف: "لقد علمت أنه جرى الاتصال بين الحزبين لمناقشة التصويت الثاني حول استخدام القوة العسكرية في المستقبل في سوريا". يذكر في الختام، أن الحكومة العراقية طلبت من حليفتها بريطانيا مساعدة عسكرية في قتالها ضد تنظيم "داعش"، إلا أن الحكومة السورية التي تعاني من حرب أهلية منذ 4 سنوات لم تتقدم بطلب مماثل.
التعليقات