مع توافد جثامين السياح البريطانيين الذين قضوا في تونس، يسود شعور بالصدمة في أوساط البريطانيين، بينما يروي ناجون شهادات مؤثرة عن لحظة الحادث.

إيلاف - متابعة: سادت الصدمة في بريطانيا السبت غداة هجوم استهدف منتجعًا بحريًا تونسيًا هو الاكثر دموية لمواطنيها منذ هجمات لندن قبل 10 سنوات.

"مجزرة على كراسي الشاطئ"، "جمعة الدم"، "رعب على الشاطئ"...لم تكن لدى الصحف البريطانية أوهام بخصوص حصيلة الخسائر الكبيرة التي تكبدتها المملكة المتحدة في الهجوم على فندق ريو إمبريال مرحبا في مرسى القنطاوي، على بعد 140 كلم جنوب العاصمة تونس وقرب سوسة.

سيّاح أبرياء

وفيما بدا اجلاء الاف السياح البريطانيين، ما زال العدد الرسمي لدى الخارجية للقتلى البريطانيين السبت خمسة من اصل 38 قتيلًا. لكن لندن تتوقع رقمًا اعلى بكثير، فيما اعلنت وزارة الصحة التونسية وجود 8 بريطانيين بين الجثث العشر الاولى التي تم تحديد هوياتها.

وصرح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثر اجتماع ازمة السبت أن البلاد "يجب أن تستعد لاحتمال سقوط عدد كبير من البريطانيين بين ضحايا الهجوم الوحشي في تونس". واضاف: "كانوا سياحًا ابرياء يمضون اجازات ويحاولون الاسترخاء والاستمتاع برفقة اصدقاء واقارب، وعلى غرار الضحايا في فرنسا وفي الكويت امس (الجمعة) فهم لم يشكلوا اي تهديد لاحد".

ومضى يقول: "قتلهم الارهابيون الذين يعارضون الدول والشعوب التي تنادي بالتسامح والديموقراطية اينما كانوا في العالم، لكن هؤلاء الارهابيين لن ينتصروا. مهما حاولوا نشر الخلافات حول العالم، فانهم لا يحققون ينجحون الا في تعزيز اتحادنا في التصميم على هزيمة المتشددين الاسلاميين".

لن ينتصروا

قد يكون هذا الهجوم بالنسبة إلى المملكة المتحدة الأكثر دموية منذ هجمات 7 تموز (يوليو) 2005 الانتحارية في لندن، والتي تستعد البلاد لإحياء ذكراها العاشرة.

فقبل 10 سنوات، أدت أربعة إنفجارات منفصلة على خطوط النقل العام في لندن إلى مقتل 56 شخصًا واصابة اكثر من 700. في كانون الثاني (يناير) 2013، قتل 6 بريطانيين في هجوم على مجمع الغاز الجزائري في ام اميناس نفذته مجموعة من الاسلاميين.

ومع تعزيز الاجراءات الامنية في لندن تزامنًا مع مسيرة المثليين و"يوم القوات المسلحة" السبت، وصلت طلائع السياح الذين تم اجلاؤهم من تونس صباحًا إلى بريطانيا.

في مطار مانشستر انتظرت سيارتا اسعاف على مخرج المحطة 2، فيما خرج عدد من الركاب من الطائرات باكين. واعلنت شركة السياحة تومسون ارسال عشر طائرات الى تونس لاعادة حوالى 2500 سائح بريطاني، مؤكدة "بعض زبائننا قتلوا او جرحوا"، واعلنت الغاء جميع الرحلات في الاسبوع المقبل الى هذا البلد.

شهادات مؤثرة

وشواطئ تونس وجهة مفضلة لدى السياح البريطانيين. وكان عددهم عند وقوع الماساة حوالى 20 الفا على ما افادت جمعية وكالات السفر البريطانية. وتوالت الشهادات المؤلمة للاحداث التي جرت ظهر الجمعة.

عبر جيريمي مور عن سعادته بالعودة، عند وصوله إلى مطار غاتويك في لندن، مؤكدًا أن الركاب صفقوا عند اقلاع الطائرة من تونس. وروت ايلي ماكين: "شاهدت رجلًا يُصاب برصاصة في الراس، واخر في البطن. الدماء ملأت المكان". كما تحدثت الصحف عن بعض "الابطال".

وروى الجندي السابق في كتيبة الغوركا النيبالية في الجيش البريطاني كيث هوكس (70 عاما) لصحيفة تايمز كيف كان يمر قرب مطلق النار عندما واجه نيران مسدسه وهب لمساعدة الضحايا. وقال: "لن اعرف ابدًا لماذا لم يستهدفني".

وشكرت الشابة سايرا ويلسون من ويلز شريكها الذي اعترض الرصاصات بجسده لحمايتها. واصيب ماثيو جيمس (30 عامًا) بثلاث رصاصات في الكتف والصدر والورك، لكن وضعه ليس خطيرًا. وقالت: "كان مغطى بالدماء، لكنه طلب مني الفرار. قال احبك يا حياتي، لكن اذهبي وقولي لاطفالنا ان البابا يحبهم. ولم أر عملا بهذه الشجاعة على الاطلاق".
&