لندن: لا تزال بريطانيا تحت وقع الصدمة بعد مقتل 15 من مواطنيها على الاقل، ثلاثة منهم من عائلة واحدة، في الهجوم الذي استهدف الجمعة فندقا في ولاية سوسة السياحية (وسط شرق) في تونس.
وفي وقت حذر وزراء من ان الحصيلة قد ترتفع، بدأت تظهر تفاصيل حول ضحايا الهجوم الدامي. ومن بين هؤلاء طالب في الـ19 من العمر هو جول ريتشاردز وعمه ادريان ايفانز (49 عاما) بالاضافة الى جده. وقد نجا شقيق جول الصغير اوين (16 عاما).
&
ومن الضحايا ايضا الشابة كارلي لوفيت (24 عاما) والزوجان سو دارفي وسكوت شالكي في الاربعينات من العمر.
والجمعة، اطلق طالب جامعي تونسي يدعى سيف الدين الرزقي النار على سياح أمام وداخل فندق "ريو امبريال مرحبا" في منتجع مرسى القنطاوي السياحي، وقتل 38 شخصا على الاقل. واصيب 39 آخرون بينهم 25 بريطانيا في هذا الهجوم الذي تبناه تنظيم الدولة الاسلامية.
&
وعصر السبت، اكد توبياس ايلوود وزير الدولة للشؤون الخارجية المكلف خصوصا شمال افريقيا ان "15 مواطنا بريطانيا على الاقل قتلوا وهذا العدد مرشح للارتفاع لان البعض اصيب بجروح خطيرة في هذا الهجوم المشين".
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حذر في وقت سابق ان البلاد "يجب ان تستعد لاحتمال سقوط عدد كبير من البريطانيين بين ضحايا الهجوم الوحشي في تونس". واضاف "كانوا سياحا ابرياء يمضون اجازات ويحاولون الاسترخاء والاستمتاع برفقة اصدقاء واقارب".
&
وحصيلة الضحايا البريطانيين هي الاكبر في هجوم ارهابي منذ فجر اربعة انتحاريين انفسهم في العاصمة لندن في السابع من تموز/يوليو العام 2005 وقتلوا 52 شخصا.
وقال ايلوود، الذي قتل شقيقه في تفجيرات بالي في العام 2002، "انه الهجوم الارهابي الاكبر ضد مواطنين بريطانيين" منذ هجمات لندن، موضحا انه يعكس "التهديد المستمر لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام".
&
وارسلت الشرطة البريطانية محققين وخبراء في الطب الشرعي الى تونس للمساعدة في تحديد هويات الضحايا وجمع الادلة.
&
واستمع مسؤولون ايضا الى شهادات ناجين عادوا الى بلادهم السبت، وهم يبحثون بشكل خاص عن اي صور التقطت خلال الحادث.
ويوم حصول الهجوم، كان نحو 20 الف بريطاني موجودين في تونس ضمن رحلات سياحية منظمة. ولا يشمل هذا العدد البريطانيين الذين سافروا الى تونس بشكل فردي بحسب ما اعلنت جمعية وكالات السفر البريطانية "اي بي تي اي".
&
وسيرت شركات عدة رحلات خاصة لاعادة السياح الراغبين الى بريطانيا.
وارسلت شركة السياحة تومسون وفيرست تشويس عشر طائرات السبت لاجلاء الف سائح وهي تأمل باعادة نحو 2500 شخص مساء الاحد.
&
من جهتها اعلنت مجموعة "جيت 2"، ولديها الف من زبائنها السياح في تونس، انها اعادت 205 اشخاص الى البلاد، كما انها سترسل طائرتين لاعادة آخرين نهاية الاسبوع الحالي.
والغت الشركتان رحلاتهما السياحية الى تونس في الاسبوع المقبل.
&
وبعد عودتها الى بريطانيا، روت اوليفيا ليثلي مشاهداتها، فبعدما سمعت وصديقها طلقات نارية رأت "مئات الاشخاص يصرخون ويركضون بعيدا من الشاطئ". وقالت لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي "صرخ احدهم، انهم في الداخل، اهربوا. فركضنا بعيدا من الرصاص قدر الامكان. كل شيء حصل بسرعة".
والهجوم هو الثاني الذي يستهدف السياح في تونس خلال ثلاثة اشهر، ففي 18 مارس/آذار الماضي قتل 22 شخصا (رجل امن و21 سائحا اجنبيا) في هجوم على متحف باردو الشهير تبناه تنظيم الدولة الاسلامية وشنه مسلحان تونسيان قتلتها الشرطة خلال اقتحامها المتحف.
&
وتزامن اعتداء الجمعة في تونس مع هجوم انتحاري تبناه تنظيم الدولة الاسلامية ايضا استهدف مسجدا للشيعة في العاصمة الكويتية واسفر عن مقتل 26 شخصا.
وترأس كاميرون السبت خلية الازمة الحكومية، وتترأس وزيرة الداخلية تيريزا ماي اجتماعا آخر الاحد.
&
وبعدما تشاور هاتفيا مع قادة كل من تونس وفرنسا والكويت والمانيا، كتب كاميرون على حسابه على تويتر "معا، سنضمن عدم انتصار الارهاب".
وكانت بريطانيا رفعت مستوى التهديد الارهابي لديها الى خطير، وهو المستوى الثاني على سلم من خمسة مستويات.&
&
وتم تعزيز الاجراءات الامنية في الفعاليات العامة التي جرت السبت، وبينها تظاهرة المثليين في لندن والاحتفالات بيوم القوات المسلحة.
&